أنتظر، لا تطوِ رسالتي وتُبدِ عدم الاهتمام بها لأنها رسالة أرسلت لك من معاق. لا تكن مثل العديد من أفراد مجتمعي، الذي لا يهتم لأمري. هذا المجتمع الذي لا توجد لديه أي ثقافة عن ذوي الإعاقة، ويتصرف أغلب من فيه وكأننا غير موجودين بينهم. مجتمع لا يوجد فيه خدمات كافية لنا، سواء في التعليم أو التنقل وغيره،ولا يوجد لنا إلا خدمات بسيطة هنا أو هناك. مجتمع يعتقد بأنه قدم أقصى أنواع الخدمات لنا لأنه أصبح يضع "المزلجان" للكراسي المتحركة في بعض المراكز التجارية أو بعض البنايات. مجتمع يأخذ الاصحاء فيه المواقف المخصصة لنا دون حياء، بالله عليك قل لي، هل يوجد ضعف ثقافي تجاهنا أكثر من ذلك؟. ولذلك نحن في بلدنا نظل دوماً حبيسي الاعاقة، لا أحد يهتم بنا إلا عوائلنا. ولكن هذا لا يحدث في الدول المتقدمة، فذوو الإعاقة لا يشعرون بإعاقتهم، بل على العكس، يجدون كل الوسائل التي تكفل راحتهم لتجعلهم يبدعون وينتجون ليكونوا أفراداً نافعين للمجتمع. وحتى لا تقول بأنني أتجنى على مجتمعي، فلنتحدث عنك أنت، ألست فرداً في المجتمع. هل يوجد لديك أي ثقافة تجاهي؟ هل ثقفت أبناءك تجاهي؟ لا أعتقد ذلك. أنا منذ صغري وكل الأنظار تتجه نحوي أينما ذهبت. منذ كنت في المدرسة، وأبناؤك إما أن ينظروا لي باستغراب أو أن يستهزئوا بي. لا أعتقد أنك كنت تحس بشعوري في ذلك الوقت، لا أعتقد أنك كنت تحس بشعور أمي وأبي عندما كنت أخبرهما عما كان يحدث لي في المدرسة. كيف يمكن لك أن تثقف ابنك، وأنت ذاتك تفعل ذات الشيء. عندما تراني لا تحرك ساكناً، وتظل فقط تنظر إلي. صدقني إني سمعتك أكثر من مرة وأنت تقول "الحمد لله الذي عافانا مما أبتلى به كثيراً من الخلق". هل هذا ما تعلمته في هذا المجتمع تجاهي؟ هذا المجتمع الذي لا أرى من أفراده غير نظرة الشفقة أو الاستهزاء! هل هذا المجتمع يمكن أن تسميه مجتمعاً متحضراً؟ هل فكرت في توظيفي عندما طرقت بابك في الماضي لأعمل لديك؟ لقد كنت تنظر إلي ولسان حالك يقول ماذا سأفعل به؟ دعني أقل لك متى أصبحت تهتم في توظيفي، عندما أصبحت أحسب بأربعة عمال سعوديين في السعودة لدى وزارة العمل، عندها فقط أصبحت ترغب في توظيفي، فقط من أجل مصلحتك وليس بسبب واجبك تجاهي كفرد في المجتمع.رغم أنني من الممكن أن أكون ابنك أو بنتك أو أخاك أو أختك أو أحد أقربائك، هل كنت ستفعل معهم ما تفعله معي؟ هل كنت سترضى بأن يعاملوا في هذا المجتمع كما يتم التعامل معي؟ لا أعتقد ذلك. ابدأ في تثقيف نفسك وأبنائك في التعامل معي. ثقفهم بأن يصادقوني في المدرسة ولا يعتبروني فرداً يتحرجون من مصادقته. ثقفهم بأن يساعدوني متى احتجت المساعدة، ولا يستهزئوا بي لإضحاك الآخرين علي. قم بتوظيفي لديك عندما تستطيع، لأجلي أنا وليس لأجل السعودة، وأشعرني بأنني فرد منتج في المجتمع. ثقف مجتمعك بأن يوفر لي الخدمات التي أحتاجها، حتى لا أظل معتمداً على أحد. ولحين يحدث ذلك تجاهي، فاعلم أن هذا المجتمع هو من لديه إعاقة فكرية وثقافية، لجهله بالتعامل مع المعاق، وأنا الذي سأظل أقول لأفراده"الحمد لله الذي عافانا مما أبتلى به كثيراً من الخلق". [email protected]