أظهر الفنان الشاب محمد التميمي موهبة في فنون القصص القصيرة المصورة في محيط بيئته بالمدينة المنورة، ليقدم من خلال أعماله العديد من الشخوص الكرتونية معالجًا ومرسخًا عبرها جملة من القيم والمبادئ والأهداف.. «الأربعاء» التقى التميمي في هذا الحوار ليكشف عن تفاصيل تجربته ومسيرته مع عالم الفنون القصص القصيرة المصورة.. * بداية ما الذي جذبك إلى هذا الفن بالذات وأسرار تميزك فيه وماذا تعرف عنه؟ جذبني إليه إبداع الفراعنة الذين تناقل العالم أجمع قصصهم وتقاليدهم ب»الحكايات المصورة»على الجدران المصرية القديمة باحترافية ودقة متناهية القياسات ومضبوطة التشريح ونسب جسم الإنسان والخلفيات مما ساعدهم على تكوين كوادر من واقعهم بطريقة واضحة ومنظمه. أما ما أعرفه عنه فقد صنف بالفن التاسع وأن معظم أفلام السينماء سوبرمان وباتمان وسبايدر مان واستريكس وننجا وليدي اوسكار بل والأكثر نجاحا في هوليود وأوروبا واليابان مقتبسة في الأصل من «قصص مصورة» كذلك 99% من الرسوم المتحركة وإن مبيعات كتبها أيا كان نوعها تعد الأعلى في العالم لما تمتاز به من خفة ظل وسهولة مخاطبة ناجحة بلا منافس مع جميع الفئات العمرية بدءاً بأصعبها وأعقدها فهما وقبولا «الطفل».. وتميزي فيه عائد لأنه فن عالمي ناجح وقوي، لذلك فإنه يدرس في كليات الفنون الجميلة في اليابانوفرنسا كما تقام له المهرجانات العالمية الكبيرة في فرنساواليابان وأمريكا نظرًا لتميزه في سرعة وصوله للناس بأشكال محببة، وعربيًا بدأ في الانتشار البطئ في الثمانينات تقريبًا عن طريق مجلة ماجد وباسم وغرندايزر وميكي وسمير الموجهة للأطفال، حيث استطاعت هذه المجلات ترجمة أبرز هذه الأعمال، ومن هنا بدأت في صقل موهبتي بشغف متابعة هذه الأعمال حتى أصبحت لي شخصيتي الفنية الخاصة ولأن بدايتي الأكيدة بتعلم هذا الفن منذ كان عمري «ثلاث سنوات» بدأت ملكة الرسم تظهر عندي بطريقة صحيحة ونجحت في وقت قياسي في رسم أشياء واضحة مثل الفواكه والمسجد والأشجار وبعض الشخصيات بوضوح وإتقان. خطر المدبلجات * إلى جانب هذه الموهبة هل تجيد فنون رسم أخرى؟ - لم تستهوني سوى رسم الشخصيات الكرتونية نظرا لتعلقي الشديد بها وبما أن التلفزيون السعودي والخليجي من خلال مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لم يقدم سوى الأعمال اليابانية المدبلجة مثل «عدنان ولينا» و»سنان» و»فلونه» أيضا «غرندايزر» و «كابتن ماجد» و»ليدي» إذن 98% مما عرض لنا منذ الثمانينات إلى أواخر التسعينات «ياباني مدبلج» لذا فشيء بديهي أن أحب كما «أطفال العرب» الفنون اليابانية، ومنذ أن وعيت وأنا أشاهد وأتساءل في نفس الوقت «إلى متى سنظل نتلقى مثل هذه الأنواع من الفنون وبها أشياء قد تتعارض مع ديننا ومع قيمنا وتقاليدنا الإسلامية؟! إذ لا يجب أن أمارس هذه النوعية من الفنون بشكل «تقليدي- التقليد الأعمى لهم»، كنت أعي أني شاب مسلم لي تعاليم دين ولي عادات وتقاليد يجب أن تتسيد على هذه الأعمال يوما ما. وها أنا بفضل الله أعمل على تحقيق ذلك برغم المعوقات والمنغصات التي تصادفني ولكنني مؤمن أن كل فنان صاحب رسالة سامية وعندي أمل كبير بالله أن أصل بأهداف فني بأسلوب «إسلامي» إلى العالمية قريبا. فقد رسمت صورًا وشخصيات تشبهنا وسيساعد ذلك في تحقيق المعادلة الصعبة بإقناع يجبر العالم على قبولنا فنيا ولا تنسى أننا تربينا وكبرنا على مشاهدتنا لأعمالهم المخصصة للطفل العربي والمسلم حتى تشبعنا بها وندرك تفاوت النجاح بين الدول لأنه مرتبط في المقام الأول بتفوق نجومهم في هذه الفنون فاليابانيون في المقدمة بعد تميزهم عن نظرائهم الأمريكيين والأوربيين طرحا ومضمونا وأن أعمالهم قد اكتسحت الأسوق الأمريكية والأوربية حتى الآن. * هل حصلت على دورات مخصصة.. أو درست التربية الفنية وهل تسعى للتخصص الدراسي في هذا المجال؟ أخذت دورة أساسيات رسم القصة المصورة وساعدني كثيراً بهذا المجال على يد الفنان المصري المخضرم «خالد عبدالعزيز» وسأتبعها بعدد من الدورات خارج المملكة قريبا جدا. كما أنني درست التربية الفنية وساعدني ذلك كثيرا كما درست «الرسم الهندسي» الذي أمكني من رسم المنظور والكتلة والتكوين وتخطيط المباني وهي من «أساسيات رسم القصة المصورة» بجانب دراسة الرسم والتصوير للجمادات والعناصر الطبيعية من النباتات جعلني أتعمق برسم الخلفيات بشكل احترافي أكثر وساعدتني دراسة أسس التصميم في تصميم الأغلفة وصفحات الفواصل للقصة المصورة بجانب دراسة علم الألوان. ولكن للأسف لا ندرس تشريح جسم الإنسان والكائنات الحية وهي من أولى أساسيات هذا الفن مما جعلني اقتني كتب التشريح الخاصة بطلاب الطب والتمريض والكتب الخاصة بتعليم التشريح للرسامين ودراستها وللأسف كلها باللغة الأجنبية وأيضا مما ساعدني في تطوير رسم الإنسان والكائنات الحية هو الانترنت حيث يحتوي على كم هائل من الكتب والمعلومات حول هذه الدراسة. ترسيخ القيم * هل بدأت فعليا في تنفيذ بعض هذه الأعمال التي تحلم بها؟ أحاول إظهار جوانب إسلامية بطرق يسهل وصولها للمتلقي بصور جديدة تقدم المجتمع المسلم بقصص خيالية محببة للأطفال لترسيخ القيم والمبادئ بإسقاط قصصي سهل لا يخالطه إحساس مفروض ويكون نواة لتقديم أعمال ناجحة مخصصة للكبار اجتماعيه وبوليسية أو خيال علمي وقد أنجزت قصة مصورة للأطفال اخترعت شخصياتها وفكرتها منذ كان عمري 13 عاماً أطلقت عليها «كوكب هافي» تتحدث عن كوكب مخفي في المجموعة الشمسية يسكنه الأخيار ويحاربون أشرار كوكب الظلمة بمساعدة أطفال كوكب الأرض ولأني بدأتها منذ سنوات فقد مرت ولا زالت هذه القصة بتطورات متعددة وتعديلات وتحسينات لشخصياتها أرتبط ذلك بتطوري عاما بعد عام بالرسم وساعدني نضوجي الفني لأرسمها مؤخرا بقالب وشكل جديد ولم يتبق سوى تحديد دور النشر الخاصة بالأطفال، كذلك مجموعة قصص قصيرة توعوية مصورة «بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم» ورواية خاصة للكبار كانت راودتني فكرتها قبل الخمس سنوات وبدأت كتابتها قبل عامين أسميتها «قلبي الأسود» تتحدث عن فتاة من الطبقة الارستقراطية امتلكت كل شيء إلا السعادة نظرا للفراغ الروحي بداخلها هدف الرواية رؤية الحياة من الجوانب الصحيحة والعيش باحترام التوازن الفطري للعقل والجسم والروح الذي حققه «الدين الإسلامي»كما توضح الرواية سيطرة الحياة المادية حتى أصبحت على كل شي تقريبا وتصور آلام الأرواح التائهة بين الأنانية وغرق بعضها في الحقد والحسد والغيرة المريضة وما إلى ذلك من أسباب ومسببات «سبب سواد بعض القلوب وضياعها.