زارتني قبل أيام مجموعة من الشباب الجامعيين وانخرطنا في حوار ماتع حول شئون الساعة واهتمامات الشباب، سألني أحد الحاضرين عما أراه من مقومات النجاح وتحقيق الأهداف، تأملت في السؤال ثم أجبت بأنني أرى أن تلك المقومات تتمثل في عناصر قليلة أولها الاستثمار في التزود بالعلم والحرص على الحصول عليه من المصادر التي تدفع بطالب العلم نحو التحري والتقصي وإعمال الفكر والاجتهاد والحوار وألا يكون عن طريق التلقين الذي لا يترك أثراً ولا ينقش حجراً. وطلب العلم لا ينتهي عند الحصول على الشهادة الجامعية، فهو عمل مستمر لا يكتمل ما لم يسعَ المرء إلى اكتساب الجديد من العلوم في مجال تخصصه وإثراء فكره بنطاق واسع من الثقافة العامة التي تساعده على تكوين ما يسمى بالحس العام أو القدرة على التفريق بين المعقول واللامعقول والمهارة في تقويم المواقف وقراءة الشخصيات والتعامل مع الأحداث والأفراد بمهارة وذكاء.. وكثير من هذا يتأتى عن طريق القراءة والاستماع والحوار والاطلاع والمشاركة في الندوات وارتياد المكتبات وممارسة النشاط الاجتماعي وغير ذلك من قنوات الفكر والثقافة. الخطوة التالية في تحقيق النجاح تتمثل في وضوح الرؤية والالتزام ببوصلة القيم الأخلاقية وتحديد الأهداف.. قد تتغير الأهداف بين حين وآخر وفقاً لمستجدات الظروف ولكن الرؤية الواضحة والقيم السامية تساعد المرء على انتهاج الطريق القويم والابتعاد عن مزالق الشر، فما قيمة النجاح إن لم يكن موجهاً نحو الأهداف السامية وما قيمة الغايات إن كان سبيلها هو انتهاج الوسائل الملتوية. وأخيراً يتبقى عنصر هام وهو العمل الجاد والمثابرة والصبر.. فلا شيء يتحقق بين عشية وضحاها، ولا غنى عن المثابرة للوصول إلى النتائج المرجوة، ولا بديل عن العمل الجاد المستمر لتحقيق النجاح، وبطبيعة الحال فإن كل ما ذكرته لا يكتمل بدون توفيق الله سبحانه وتعالى وبركة دعاء الوالدين. للتواصل: [email protected] فاكس : 02/6901502 [email protected]