الدكتور بدر أحمد كريم قامة سامقة في الوسط الإعلامي.. وهو رجل عرف بالحكمة، والبعد عن الانفعال، والالتزام بالأصول المهنية، وهو تجسيد حي لحقيقة أنه ما كل من واجه الكاميرا صار إعلامياً.. ولذلك عندما يحدثكم بدر بأسلوبه الواقعي وتهذيبه الراقي مناصحاً الأخ داود الشريان وموضحاً له إنه يفتقد أهم مهارات الحوار فإن علينا أن نصغي! لقد دفعني تعليق الدكتور بدر كريم المنشور في هذه الصحيفة في عددها الصادر في 16/06/1433ه تحت عنوان " داود في المكان الخطأ " إلى استخراج حلقة برنامج الثامنة التي ناقش فيها الشريان قضية الجيزاوي ودور الإعلام في تأجيجها فوجدت داود يقع في المطبات ذاتها التي وقع فيها من كال لهم التهم من الإعلاميين المصريين مستخدماً الصراخ تارة والتهديد تارة أخرى وإشهار العين الحمراء طوال الوقت ولم يتبق عليه إلا الدعوة إلى النزال على طريقة الشاعر الذي قال: ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا لقد كانت قضية الجيزاوي هدية إلى العلاقات المصرية السعودية.. ولقد كان منظر زعماء مصر السياسيين والاجتماعيين ومفكريها وفنانيها وشيوخها وقساوستها بين يدي خادم الحرمين الشريفين يعبرون له عن حب الشعب المصري للمملكة العربية السعودية ويبادلهم الملك عبدالله حباً بحب ويتبارى الجانبان في التأكيد على متانة العلاقات بين البلدين والشعبين، كان ذلك المنظر أبلغ رد على كل من أراد أن يصطاد في الماء العكر، وأقوى دليل على أن علاقة المملكة لم تكن أبداً محصورة في نظام أو في فرد، وأن أرض مصر الخصبة لا تلفظ ما زرعته المملكة فيها من محبة، وأن قلوب المصريين بيضاء مثلها مثل قلوب أشقائها السعوديين لا تضمر الحقد ولا تعرف غير الحب والاحترام المتبادل. مصر تمر بمخاض عسير.. وهي تسعى إلى استعادة توازنها واكتشاف مسارها.. وفي مناخ الثورة والحرية بل والفوضى لا يستغرب أن يخرج صوت نشاز من هنا أو هناك.. ولقد كان رد فعل المملكة حكيماً معقولاً وحازماً.. وكان كافياً لإيصال الرسالة بأن الحرية لا تعني الانفلات وأن سور المملكة العربية السعودية الذي كثيراً ما ارتفع لحماية مصر لا يمكن أن يكون واطياً وأن على كل من أراد لها أن تشتعل أن يعود أدراجه مدركاً أن السعودية ومصر عينان في رأس ولا غنى لأحدهما عن الآخر. فاكس : 02/6901502 [email protected]