من حقنا أن نفرح بالعيد فرح من كتب الله له صوم نهار رمضان وقيام ليله، ومن حقنا أن نفرح بالعيد فرح من عاد عليه العيد وهو سليم في بدنه آمن في بيته مستقر في وطنه، من حقنا أن نستشعر السعادة في اليوم وأن نشعر بها من حولنا دون أن يعني ذلك أننا لا نشعر بآلام الشعوب التي تعاني القهر والاضطهاد والدول التي تتعرض للتمزق والتفكك والاحتلال، فرحنا بالعيد لا يعني أننا نتعامل مع من حولنا من الشعوب المنكوبة بدم بارد، وإذا كان من حقهم أن لا ننسى ما يعانون منه ويتعرضون له فإن من حقنا أن لا ننسى ما أنعم الله علينا به وأن ذلك يستحق منا أن نفرح به وأن نعبر عن هذا الفرح كذلك. ورغم أننا عمليا نتفق جميعا حول ما قلت إلا أننا نظريا مختلفون، ولا أستبعد أن ينبري أحدهم لكي يؤكد لي أهمية مشاركة المسلمين أحزانهم ومصائبهم، وأن المسلمين كالجسد الواحد إذا مس عضوا منه مرض مرضت بقية الأعضاء، وإذا كان في كلام من يقول ذلك شيء من الصحة فإن تلك المشاركة لا تعني أن يتنكر أحدنا لما هو فيه من نعمة حتى وإن كانت عودة غائب أو شفاء مريض أو ولادة طفل، وعلينا أن ندرك أن تجاهلنا لما أنعم الله علينا به تحت مشاركتنا الآخرين أحزانهم ومصائبهم نكران للنعمة وجحود لها. الطامة الكبرى أن أولئك الذين يريدون منا أن نتنكر لأعيادنا وأن نحرم على أنفسنا الفرح والسعادة هم أكثر الناس حرصا على انتهاز فرصة العيد للفرح باللبس والعطر والزيارات والولائم وكل ما يتناقض مع دعوتهم إلى استشعار هموم الأمة ومصائبها. والطامة الكبرى أن تجد هناك من يوشك أن يرقص فرحا بما هو فيه من نعمة فإذا ما كتب أو تحدث أو خطب أو أجاب عن سؤال حول العيد لم يفتح الله عليه بغير بيت المتنبي: عيد بأية حال عدت يا عيد. والتناقض بين فعله وقوله علامة من علامات النفاق الثقافي والتهافت الفكري. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 156 مسافة ثم الرسالة