ودعت طيبة الطيبة مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم احد أعلام الفقهاء والاصوليين البارزين والزاهدين والبعيدين عن الأضواء والمحطات الفضائية العلامة احمد بن الامين الجكني الذي غادر الحياة الدنيا بهدوء والذي يعد من علماء الفقه وابرز علماء شنقيط , تربى في محيط ورحاب العلم الشرعي، واعتنى بتكوينه الفقهي والأصولي ابوه رئيس المحاكم الشرعية انذاك .وتلقى تطوير دراسته ومنهجيته العلمية بهمة وشغف عال وتفتح فكري على صنوف العلوم والأسفار الدينية .ساقه القدر نحو القدوم الى ارض الحرمين الشريفين قبل نصف قرن ولازم العلامة ذائع الصيت انذاك الشيخ محمد الامين الشنقيطي رحمه الله صاحب التفسير المتميز المملوءة مجلداته حديثا وعلما وفقها واصولا وقواعد وتخريجات . استفاد المترجم له من هذا التلازم وعده شيخه من خاصة تلاميذه النجباء الذين ملئوا من اوطاب العلم وفتح الله عز وجل عليه النطق به علما وتعليما كما اكرمه جل وعلا بشرف التدريس بالحرم النبوي الشريف وبمعهد الحرم المكي حيث اسند اليه تدريس العلوم الشرعية من التفسير والفقه وعلم اصوله وفاق كعادته اقرانه في التبحر في علم السير والانساب والادب غير ان الذي تميز به رحمه الله التخصص في علم الفقه والاصول صرف وقته وجهده فيه لتكون دراسته وتدريسه منصباً عليه . برز هذا العالم به حيث يستطيع طالبه ودارسه اذا تعمق فيهما ان تنفتح له افاق المعارف والاستنباطات كما اشار الى ذلك الامامان الجويني والشافعي رحمهما الله .اشتهر العلامة في انتاجه العلمي بتاليف سفر قيم متميز وهو ( مواهب الجليل من أدلة خليل) وفيه توضيح ما استند عليه واعتمد في بناء فقهي عليه العلامة خليل الفقيه المالكي المتوفى سنه 767ه البارز والمعول عليه في قواعد الائمة المالكية وفي الفقه المالكي والمسمى مختصر خليل . نهل منه طلاب العلم واستخرجوا من فقهه التقنينات القواعدية وكتبوا رسائل فيه . شيعت المدينةالمنوره هذا العالم الزاهد الى مقبرة بقيع الغرقد بعد حياة حافلة بموائد العلم عطاء وهمة عالية لا تلين لها قناة . ترك اثاراً علمية وسيرة حسنة وأبناء بررة فرحم الله هذه الثلة المباركة من علماء الامة الاسلامية وحفظ الله الباقين والله المستعان . الاستاذ الدكتور حسن سفر