سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ثورة 25 يناير تستأنف مسيرتها ..من جديد! قبل كل مشروع للحوار،ماذا قدم الإخوان المسلمون للإسلام والمسلمين في كافة بلاد الله؟ ماذا عملوا من مشروعات دينية للسمو بدين الله ونشره والتشجيع له؟.
(1) يقول عراب علوم الاجتماع..ابن خلدون:"الفتن التي تتخفى وراء قناع الدين تجارة رائعة جداً في عصور تخلف المجتمعات".. (2) الآن-تقريباً- استأنفت ثورة25 يناير في الحبيبة مصر مسيرتها نحوالحرية والعدالة والكرامة والدولة المدنية،بعد أن تفاجأت بمن قطع طريق هذه المسيرة الصامدة،محاولاً كسب حمولتها من نصر وعزة وتمكين..هاهي تقلع الآن من جديد على رحلة 30يونيو..قبل أيام..نحو منصات تتويجها وقراءة بيانات غايتها النبيلة في إعادة إنتاج وطن يليق بأشقائنا في مصر العروبة.. (3) كل من له علاقة بالمعرفة في تجلياتها الدينية والتاريخية والاجتماعية..كل من عاش حياته بين الكتب والمكتبات يستقرىء تاريخ الأمم ونظمها السياسية والأيديولوجية..يعلم علم اليقين،برهافة ووهن النظام البنائي لجماعة الإخوان المسلمين، فمنذ بداية تخلق هذا النظام،نجده قد تحول من نظام للإصلاح التربوي والاجتماعي إلى نظام حزبي سياسي(ليس له برادايم واضح ومحدد،وليس له أجندات بارزة للمشاركة السياسية)! والحقيقة إن مصداقية هذه الجماعة تتردى في كل مرة،على امتداد تاريخها الثمانيني..فنجد إنهم في المشهد الأخير-فقط- أكدوا على عدم ترشحهم للسياسة،ولكنهم ترشحوا(وفازوا بالضحك على الأبرياء الذين يضعون ثقتهم في كل ملتح،يردد آيات من القرآن الكريم،أو أحاديث الرسول الكريم،واعداً إياهم بتحقيق الخلافة الاسلامية الجديدة!)،ثم إنهم قالوا بعدم تجاوزهم ل30/من مقاعد مجلس الشعب،ثم ما لبثوا أن احتلوا غالبية المقاعد،وكذلك فعلوا مع الدستور والقضاء.. ليكون المشهد العام في أيديهم تماما:السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية..! (4) ولأن انكشاف مصداقية الجماعة كان أمراً مكشوفاً،فلم يستطيعوا كتمانه-كعادتهم-وهم في سدة الحكم،فقد فشلت سياساتهم في احتضان كافة الفئات النخبوية والشعبية،فاستعدُوا-مباشرة- القضاء والنيابة والأزهر والجيش والأمن العام والإعلام،حتى الأحزاب الدينية التي تحالفت معهم،لم تلبث أن انعتقت من منهجياتهم المرتبكة،لترى(النور)البهي. (5) ومرجعيات الإخوان في أكثر خطاباتها الدينية أهمية،تتمحور حول أفكار الحاكمية وتكفير المجتمعات (للارتباط الوثيق بين الحكام والمجتمع في البلاد العربية)..وإلا لماذا ارتأى علماءالدين الشرعيون في بلادنا ضرورة الحد من انتشار كتب التطرف الإخوانية في مدارسنا وجامعاتنا؟! (6) ..وقبل كل مشروع للحوار،فماذا قدم الإخوان المسلمون للاسلام والمسلمين في كافة بلاد الله؟ماذا عملوا من مشاريع دينية للسمو بدين الله ونشره والتشجيع له؟. الذي عمله تحت الأرض،لايمكن أن يقدر على المساهمة في تعمير مافوق الأرض،لتحقيق خلافة الله (على)هذه الأرض المباركة؟! (7) أتساءل عن السر العجيب وراء الحماس المفرط لبعض أفراد مجتمعنا للإخوان وسلطتهم في مصر؟لماذا؟ أظنني أرى أنهم قد وصلوا متأخرين كثيراً عن سيرورة الزمن..ناموا طويلاً،ولم يستيقظوا إلا في يوم30 يونيو،وحينها رأوا أمامهم فريقين متنافسين في ملعب واحد،فانحازوا مباشرة إلى الفريق الأكثر تقمصاً لمظاهر الدين!وهم لم يتيقنوا بعد من الوعي الديني العميق الساكن في أوردة الفريق الآخر،،،،هذه المسألة..باختصار!! (8) هل هؤلاء الشيوخ والعجائز الذين رأيناهم في ميدان التحرير،عملاء وليبراليون وعلمانيون؟ويريدون تغريب الواقع المصري؟! (9) هل مصر الحبيبة،إلا العقاد والمازني والمنفلوطي والرافعي وهيكل وطه حسين ونجيب محفوظ؟ثم الغيطاني وصنع الله إبراهيم والقعيد والأسواني والطاهر وطار؟ هل مصر الحبيبة شيء ما..غير الأساتذة العظماء في الجامعات المصرية،الذين تتلمذنا على مؤلفاتهم وجعلناها مراجع ومصادر لكل العلوم والمعارف والآداب... هؤلاء..جميعهم..رفضوا بوعي خالص فكر ومنهج وسياسة(الإخوان المسلمين).. فهل تريدون مصر الحبيبة إذاً؟أم أنكم تعرفون مصر أخرى،غير التي عرفناها من خلال هؤلاء،الذين ليسوا(إخوانيين)للاسلام وثقافته ورجاله؟! [email protected]