رعى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية مساء أمس الثلاثاء 23 شعبان 1434ه الموافق 2 يوليو 2013م حفل تخرج دورة التأهيل الفني على أعمال الدفاع المدني والتي شارك فيها 2818 من الأفراد الذين اجتازوا برامج التدريب في تخصصات الإطفاء والإنقاذ والقيادة وتشغيل الآليات والإنقاذ المائي. وكان في استقبال سموه لدى وصوله لمقر الحفل الذي أقيم بميدان العرض العسكري بمكةالمكرمة معالي مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد بن عبد الله التويجري ونائب مديرعام الدفاع المدني اللواء سليمان العمرو وقيادات الدفاع المدني. وبعد عزف السلام الملكي استعرض سمو وزير الداخلية عرضاً متكاملا ً لمهارات مجموعات من الخريجين في التعامل مع الحوادث المختلفة، والذي قدم من خلاله الخريجون آداء متميز في مباشرة الحرائق وحوادث المركبات وانهيارات المباني وحوادث المواد الخطرة بمشاركة عناصر من فريق الإنقاذ السعودي. واستعرض الخريجون أمام سموه قدراتهم في استخدام الحبال في النزول من المباني العالية وإنقاذ المحتجزين بها ,كما قدم فريق من الخريجين عرضاً لمهارات إنقاذ المحتجزين والمحاصرين باستخدام أحدث الآليات والمعدات، وكذلك مهارات إخماد الحرائق على مختلف أنواعها باستخدام المياه والرغاوي والمساحيق والغازات المطفية، وحوادث التلوث الكيميائي وعمليات الإنقاذ المائي في حوادث السيول والآبار، ولأول مرة يتم عرض مهارات لفصيل الإسكيت والذي تم إستحداثه للإستفادة من رياضة الإسكيت لسرعة تواجد رجال الدفاع المدني في المواقع المزدحمة والضيقة. كما شهد سموه خلال الحفل عرضا لنماذج من آليات الدفاع المدني والتي تم تدريب الخريجين على العمل عليها وشملت فرق الدراجات النارية و سيارات القيادة الميدانية الحديثة وسيارات الإطفاء الصغيرة والتي تتميز بصغر حجمها بما يؤهلها لمباشرة الحوادث في المناطق الضيقة والوعرة ، وسيارات الإنقاذ وأبراج الانارة وشاحنة التدخل في حوادث انهيارات المباني والزلازل وسيارات الاسعاف المجهزة بأحدث الأجهزة الطبية وآليات دفع الهواء والتي تستخدم لطرد وشفط الدخان والغازات السامة في حوادث الأنفاق والمناطق المحصورة ورسم الخريجون عدة لوحات فنية وتشكيلات عسكرية بينت مدى جاهزية جنود الدفاع المدني لتلبية نداء الواجب. ثم بدأت وقائع الحفل الخطابي بهذه المناسبة بآيات من الذكر الحكيم ثم ألقى معالي الفريق سعد بن عبدالله التويجري كلمة رحب في مستهلها بسمو وزير الداخلية بين أبنائه وإخوانه من رجال الدفاع المدني، معرباً عن عظيم الإمتنان والتقدير لسموه على رعايته وتشريفه للحفل وحرصه على مشاركة الخريجين من شباب الدفاع المدني فرحة التخرج وبدء مسيرتهم العملية ضمن صفوف الدفاع المدني. وأضاف الفريق التويجري في كلمته أن الإحتفال بتخريج هذا العدد الكبير من رجال الدفاع المدني لا ينفصل عن منظومة التطور التي يشهدها الدفاع المدني في هذا العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني – يحفظهم الله، من حيث القوى البشرية أو الآليات أو المنشآت والبنى التحتية التدريبية المجهزة بأحدث تقنيات وأنظمة التدريب العسكري والفني والتدريب التخصصي. وأكد معالي الفريق التويجري أن النقلة الهائلة التي تحققت في قدرات الدفاع المدني والتي تتجلى دلائلها في أتساع مظلة خدماته لتغطي جميع مناطق المملكة من خلال 13 مديرية و95 إدارة و 546 مركزاً للدفاع المدني وخمس قوات للطوارئ، كما تتجلى في إمتلاك الدفاع المدني لأحدث الآليات والتي تدعم القوى البشرية المؤهلة علمياً وعملياً لأداء مهامها في الحفاظ على مكتسبات الوطن وسلامة أبنائه، مؤكداً أن هذا العدد الكبير من الخريجين الشباب يدعم توسيع مظلة خدمات الدفاع المدني من خلال إفتتاح 197 مركزاً تم إعتمادها في ميزانية هذا العام بنسبة زيادة قدرها 36 % من إجمالي مراكز الدفاع المدني في جميع مناطق المملكة. وأشار الفريق التويجري إلى أن برامج التدريب والتأهيل بالدفاع المدني والتي تحظى بمتابعة وإشراف سمو وزير الداخلية، وبنيت على أسس علمية ووفق معايير مهنية لتلبية إحتياجات الوحدات والفرق الميدانية ودعم الخطط المستقبلية للتعامل مع كافة المستجدات والمتغيرات في نوعية مهام الدفاع المدني وشملت برامج للإبتعاث والتأهيل في كبريات الجامعات والمعاهد وإتاحة الفرصة لرجال الدفاع المدني للحصول على أعلى الشهادات العلمية في التخصصات التي تدعم برامج التطوير والتحديث مثل هندسة الإطفاء والسلامة والتخطيط والعلوم الطبيعية بتخصصاتها الدقيقة ونظم المعلومات، بالإضافة إلى إستمرار تطوير البنية التحتية للعملية التدريبية من منشآت وتجهيزات شملت معهد الدفاع المدني ومراكز تدريب الدفاع المدني في كافة المناطق والتوجه لإنشاء مراكز للتدريب التخصصي في مجالات بعينها مثل الإنقاذ المائي مع حوادث المواد الخطرة، بالإضافة إلى توفير كل مقومات العمليات التدريبية وضمان جودة مخرجاتها بتطبيق أرقى المعايير المعتمدة في هذا الشأن، مؤكداً بأن الدفاع المدني يحرص على الإفادة من المعرفة المعلوماتية باعتبارها شريان حياة المنظمات في هذا العصر ورافداً رئيسياً لمتخذي القرارات من خلال استخدام نظم الحواسيب وشبكاتها، لافتاً إلى أنه تم مؤخراً تدشين 8 أنظمة للإفادة من تقنيات المعلومات في الأعمال المالية والإدارية والتدريب. وختم معالي الفريق التويجري كلمته بتهنئة الخريجين بالنجاح وبدء مسيرتهم في خدمة الوطن ضمن صفوف الدفاع المدني بعد أن تسلحوا بالعلم والمعرفة واكتسبوا المهارات التي تؤهلهم لأداء مهامهم مطالباً إياهم بالتفاني في أداء الواجب، والحرص على الإستفادة مما وفرته الدولة - رعاها الله – من معدات وآليات لرجال الدفاع المدني والإجتهاد في تطوير قدراتهم وصقل خبراتهم ليكونوا عند حسن الظن بهم وعلى قدر المسئولية الملقاة على عواتقهم. وألقى الطالب العسكري عبدالله محمد الجعيد كلمة الخريجين والتي عبر فيها عن امتنانه وتقديره لرعاية سمو وزير الداخلية وتشريفه لحفل تخرجهم، مؤكداً أن ذلك يمثل حافزاً لهم لبذل كل الجهد والتفاني في أداء الواجب والإفادة مما حصلوا عليه من تدريب في أداء مهامهم في حماية مكتسبات الوطن وسلامة أبنائه. وأعرب الخريجون في كلمتهم عن شكرتهم لقيادات الدفاع المدني لحرصها على توفير البنية المحفزة لنجاح الدورات التدريبية والتأهيلية بالدفاع المدني تحت إشراف نخبة من المدربين الأكفاء الذين يرجع إليهم الفضل بعد توفيق الله تعالى فيما وصلوا إليه من مستوى متميز يؤهلهم لأداء كل أعمال الدفاع المدني بمهارة وإقتدار. أعقب ذلك بدء طابور العرض العسكري وردد الخريجون قسم الولاء والطاعة والذي تلاه مدير شعبة شؤون المتدربين المقدم عبدالله العود ثم أعلنت النتيجة العامة للدورة وأسماء أوائل الخريجين والمتفوقين في تطبيقات الإنقاذ والإطفاء والانضباط العسكري وقيادة وتشغيل الآليات، والذين تشرفوا بالسلام على سمو وزير الداخلية واستلام جوائز التفوق. وفي ختام الحفل قدم معالي مدير عام الدفاع المدني الفريق التويجري بتقديم هدية تذكارية لسمو راعي الحفل تخليداً لهذه المناسبة وتعبيراً عن تقدير رجال الدفاع المدني لرعايته وتشريفه للحفل، قبل أن تعزف الموسيقى السلام الملكي معلنة انتهاء وقائع الحفل وسط حالة من البهجة والفرحة.