رعى الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وزير الداخلية، مساء اليوم، حفل تخرج دورة التأهيل الفني على أعمال الدفاع المدني. وكان في استقباله مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد بن عبدالله التويجري، ونائبه، ومساعدوه، وعدد من قيادات الدفاع المدني، وبمشاركة 2508 من الأفراد الذين تم تدريبهم وتأهيلهم على كل مهارات العمل بالدفاع المدني.
وشهد وزير الداخلية خلال الحفل عرضاً متكاملاً لمهارات الخريجين في التدريب العسكري والفني على مباشرة جميع مهام الدفاع المدني في الإطفاء والإنقاذ والإسعاف، بالإضافة إلى استعراض لنماذج من آليات ومعدات الدفاع المدني، كما كرم الوزير أوائل الخريجين في تطبيقات الإطفاء والإنقاذ والانضباط العسكري.
وألقى كلمة المديرية العامة للدفاع المدني مدير عام الدفاع المدني، الفريق سعد بن عبدالله التويجري، في الحفل المعد لذلك، وقال فيها مخاطباً وزير الداخلية: "نحتفل اليوم، ونحن شامخون فخورون، تأسرنا مشاعر الغبطة والسرور، بتشريف سموكم ورعاية حفلنا بتخرج 2506 أفراد، يعقبهم بإذن الله في شهر رجب من العام الحالي تخرج 3571 فرداً، ليتم افتتاح 197 مركزاً خلال هذا العام تمثل زيادة بنسبة 36% في عدد مراكز الدفاع المدني، منها 12 فرقة للتدخل في المواد الخطرة، ووحدة واحدة للإنقاذ الجوي".
وأوضح أن برامج التدريب والتأهيل بنيت على أسس علمية وفق معايير مهنية، استفاد منها منسوبو الدفاع المدني، وشملت برامج للابتعاث والتأهيل في الدراسات العليا، منهم 26 ضابطاً حاصلاً على الدكتوراة، و189 حاصلاً على الماجستير، إضافة لابتعاث 43 مبتعثاً حالياً في درجتي الدكتوراة والماجستير خارجياً تشمل التخصصات المختلفة كهندسة الإطفاء، والسلامة، والتخطيط للكوارث، والعلوم الطبيعية بتخصصاتها الدقيقة، ونظم المعلومات... وغيرها مما يخدم أعمال الدفاع المدني، إضافة لابتعاث 118 ضابطاً من منسوبي طيران الأمن لدراسة هندسة وصيانة الطائرات العمودية، وعلوم الطيران في كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وأستراليا.
أما البرامج التدريبية الخارجية والداخلية فذكر أنه بلغ مجموعها 374 دورة تدريبية التحق بها 10970 متدرباً، فيما سيلتحق 100 متدرب من الخريجين في نفس اليوم بكلية خدمات الإطفاء ببريطانيا للتأهيل كرؤساء مراكز ميدانية، تليهم 100 ضابط صف آخرين بتكلفة 15 مليون ريال.
وأضاف أن ذلك وافق تطوير للبنية التحتية للعملية التدريبية من منشآت وتجهيزات، شملت معهد الدفاع المدني بمدينة الرياض، ومراكز تدريب بالمنطقة الشرقية ومنطقة عسير، ومشاريع قائمة حالياً لتطوير مراكز التدريب بمنطقة المدينةالمنورة، ومنطقة تبوك، ومركز تدريب اللياقة البدنية والنشاط الرياضي، ومركز التجنيد بمنطقة مكةالمكرمة.
وقال: "وتستمر منظومة الدعم اللامحدود من خلال خطط وزارة الداخلية الإستراتيجية، فمشروع سيدي خادم الحرمين الشريفين –حفظه الله- لتطوير المقرات الأمنية بالتعاون مع وكالة وزارة للتخطيط والتطوير الأمني، والتي تتضمن ما يزيد عن 316 مشروعاً لتصل مشاريع منشآت الدفاع المدني خلال العشر سنوات الماضية إلى 544 مشروعاً، سوف يتم الانتهاء منها خلال السنتين القادمتين بتكلفة تربو على خمسة مليارات و500 مليون".
وأبان أنه "تحقيقاً لكفاءة وفاعلية أعمال الدفاع المدني لأداء مهامه الإنسانية والوطنية في حماية الأرواح والممتلكات، والحفاظ على مكتسبات الوطن وسلامة أبنائه والمقيمين به وحجاج وزوار بيته الحرام، فقد شملت عقود التأمين الخارجي لبرامج التطوير والإحلال للعشر سنوات الماضية 3865 آلية، مقابل 2197 من التجهيزات الفنية بتكلفة مليارين و990 مليوناً، والتي لا يزال بعض الآليات والمعدات والتجهيزات الفنية منها تحت التصنيع والتوريد للسنتين القادمتين".
وأشار إلى أنه "على نطاق المنافسات الداخلية لبرامج التطوير والإحلال للعشر سنوات الماضية، فقد تم تأمين ما يزيد على ثلاثة آلاف صنف ما بين آلية ومعدة وتجهيزات فنية (كحقيبة رجل الإطفاء ومشغل المعدات والآليات، والتي تشمل تجهيز رجل الدفاع المدني بجميع ملابس الوقاية الفردية، وكاميرات البحث في الآبار الارتوازية، والمناشير متعددة الأغراض، والوسائد الهوائية، وأبراج الإنارة، وأجهزة التنفس، والنقالات القابلة للطي، والمولدات الكهربائية، وسيارة تجهيزات ومعدات الغوص، وعربة القيادة الميدانية، والمعدات الثقيلة (من قلابات، وشيولات، ورافعات متعددة الأحمال، وبوكلينات)، وجهاز استشعار السموم في الجسم، وجهاز القص والفصل (الهورست)، ومواطير طرد الهواء، وبدل الغوص،...... وغيرها، بتكلفة مليار و436 مليوناً".
ولفت إلى أنه على صعيد مشاريع نظم الحاسب الآلي وتقنية المعلومات ونظم الاتصالات فقد بلغت تكلفتها 247 مليوناً.
وألقى الطالب العسكري منير شايش الرويس، كلمة الخريجين عبر فيها عن ابتهاج الخريجين برعاية وزير الداخلية وتشريفه لحفل تخرجهم، ومشاركتهم فرحة جني الثمار بعد عام كامل من التدريب والتأهيل، مؤكداً أن ما تلقاه الخريجون من تدريبات في هذه الدورة غرس في نفوسهم مفاهيم القيم العسكرية، وأكسبهم المهارة والخبرة في تنفيذ الأعمال الفنية، وذلك من خلال مشاركتهم في خدمة ضيوف الرحمن ضمن صفوف الدفاع المدني في موسم الحج ومهمة رمضان لعام 1433ه.
وتواصلت وقائع الحفل بقصيدة شعرية حماسية ألقاها شاعر الوطن الرقيب دبسان القحطاني، وقدم الخريجون استعراضاً لبعض المهارات التي تضمنها برنامج دورة التأهيل العسكري والفني، والتي تجسد التوافق الحركي والذهني والقدرة على استخدام تجهيزات الوقاية الشخصية ووسائل الإنقاذ، بالإضافة إلى مهارات استخدام السلالم المعدنية في أعمال الإنقاذ والإطفاء.
كما قدم الخريجون بعض التطبيقات في استخدام خراطيم الإطفاء ومهارات التحكم في توجيهها، وتم عرض لمهارات المتدربين في الإنقاذ المائي والغوص عبر أحد الأفلام المصورة، والتي تم عرضها على شاشات كبيرة في موقع الاحتفال.
وقدم فريق من الخريجين عروضاً على برج التدريب، واستعرضوا مهاراتهم في استخدام الحبال في النزول من المباني العالية وإنقاذ المحتجزين بها، بالإضافة إلى تطبيقات للتعامل مع حوادث الحريق وحوادث المركبات وانهيارات المباني ومكافحة حوادث المواد الخطرة. وقدم فصيل من فريق البحث والإنقاذ السعودي، استعراضاً لمهارات عناصره في إنقاذ المحتجزين والمحاصرين باستخدام أحدث الآليات والمعدات، وكذلك مهارات إخماد الحرائق على مختلف أنواعها باستخدام المياه والرغاوي والمساحيق والغازات المطفية، وحوادث التلوث الكيميائي وعمليات الإنقاذ المائي في حوادث السيول والآبار.
كما شهد الحفل استعراضاً لنماذج من آليات الدفاع المدني، والتي تم تدريب الخريجين على العمل عليها، وشملت فرق الدراجات النارية وسيارات الإطفاء القديمة موديل 68، والتي تعد من أوائل آليات الإطفاء التي استخدمت في المملكة، ثم سيارات القيادة الميدانية الحديثة وسيارات الإطفاء الصغيرة التي تتميز بصغر حجمها بما يؤهلها لمباشرة الحوادث في المناطق الضيقة والوعرة، وسيارات الإنقاذ وأبراج الإنارة، وشاحنة التدخل في حوادث انهيارات المباني والزلازل وسيارات الإسعاف المجهزة بأحدث الأجهزة الطبية، وآليات دفع الهواء التي تستخدم لطرد وشفط الدخان والغازات السامة في حوادث الأنفاق والمناطق المحصورة.
وضم استعراض الآليات قوارب الإنقاذ المطاطية وسيارات الإطفاء الكبيرة والرافعات التي تصل حمولتها إلى ما يزيد عن 160 طناً، وسيارات السلالم بارتفاعات تصل إلى 56 متراً، وصهاريج المياه الحديثة والمصنعة من مادة البولي بروبلين، والمزودة بقواذف علوية ومضخات للمياه.
وأعقب استعراض الآليات عرضاً للخريجين في أداء بعض التطبيقات العملية والفرضيات، والتي شملت فرضية عملية لحادث انهيار مبنى، وحادثاً آخر لتسرب غاز بأحد المصانع الكيميائية، وفرضية لإنقاذ محتجزين ومصابين في حادث تصادم مركبات.
وبدأ العرض العسكري للخريجين بينما كان عدد من طائرات الطيران الأمني تحلق في سماء الحفل، وتقدم دعمها وتوجيهاتها للوحدات الميدانية في تنفيذ الفرضيات التدريبية في التعامل مع الحوادث، حيث شكل الخريجون لوحة استعراضية تحمل تهنئة منسوبي الدفاع المدني لوزير الداخلية بالثقة الملكية وتوليه مسؤولية وزارة الداخلية، حيث كتب الخريجون بتشكيلاتهم الحركية جملة "نبارك لسموكم الثقة الملكية".
وردد الخريجون قسم الولاء والطاعة، والذي تلاه مدير شعبة شؤون المتدربين بمركز تجنيد الدفاع المدني العقيد حزمي بن شلاش السبيعي. وتلا ذلك إعلان النتيجة العامة للدورة، والتي تجاوزت نسبة النجاح فيها 98%، حيث تم إعلان أسماء الخريجين والمتفوقون في تطبيقات الإنقاذ والإطفاء والانضباط العسكري، والذين تشرفوا بالسلام على وزير الداخلية واستلام جوائز التفوق.
وفي ختام الحفل قدم مدير عام الدفاع المدني الفريق التويجري هدية تذكارية لراعي الحفل تخليداً لهذه المناسبة وتعبيراً عن تقدير رجال الدفاع المدني لرعايته وتشريفه للحفل.