2506 خريجين يرفدون مسيرة الدفاع المدني

شهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، مساء أمس، حفل تخريج دورة التأهيل الفني على أعمال الدفاع المدني، وقد كان في استقبال سموه لدى وصوله مقر الحفل مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد بن عبدالله التويجري وعدد من قيادات الدفاع المدني. وشهد وزير الداخلية خلال الحفل عرضا متكاملا لمهارات الخريجين البالغ عددهم 2506 من الأفراد في التدريب العسكري والفني على مباشرة جميع مهام الدفاع المدني في الإطفاء والإنقاذ والإسعاف، بالإضافة إلى استعراض لنماذج من آليات ومعدات الدفاع المدني، كما كرم سموه أوائل الخريجين في تطبيقات الإطفاء والإنقاذ والانضباط العسكري.
وقدم فصيل من فريق البحث والإنقاذ السعودي استعراضا لمهارات عناصره في إنقاذ المحتجزين والمحاصرين باستخدام أحدث الآليات والمعدات، وكذلك مهارات إخماد الحرائق على مختلف أنواعها باستخدام المياه والرغاوى والمساحيق والغازات المطفية، وحوادث التلوث الكيميائي وعمليات الإنقاذ المائي في حوادث السيول والآبار.
كما شهد الحفل استعراضا لنماذج من آليات الدفاع المدني التي تم تدريب الخريجين على العمل عليها وشملت فرق الدراجات النارية وسيارات الإطفاء القديمة موديل 68 التي تعد من أوائل آليات الإطفاء والتي استخدمت في المملكة، ثم سيارات القيادة الميدانية الحديثة وسيارات الإطفاء الصغيرة التي تتميز بصغر حجمها بما يؤهلها لمباشرة الحوادث في المناطق الضيقة والوعرة، وسيارات الإنقاذ وأبراج الإنارة وشاحنة التدخل في حوادث انهيارات المباني والزلازل وسيارات الإسعاف المجهزة بأحدث الأجهزة الطبية وآليات دفع الهواء التي تستخدم لطرد وشفط الدخان والغازات السامة في حوادث الأنفاق والمناطق المحصورة.
وكان الحفل قد بدئ بآيات من الذكر الحكيم تلاها الطالب العسكري عبد القادر محمد الشيخي، ثم ألقى مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد التويجري كلمة أكد فيها مدى التطور الذي واكب مسيرة الدفاع المدني، قائلا «اتخذ القائد الفذ جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- في عام 1346ه، قرارا بإنشاء أول فرقة إطفاء في العاصمة المقدسة، وهو قرار أكدت الأيام حكمته وصوابه، حيث شهد الدفاع المدني، منذ ذلك التاريخ وحتى الآن، نقلات نوعية وتطورا مشهودا وملحوظا، فمن فرقة واحدة إلى 13 مديرية، و95 إدارة، و546 مركز دفاع مدني، وخمس قوات طوارئ، وأربع قواعد للطيران، الذي تحول بأمر سموكم للقيادة العامة لطيران الأمن، وكوادر بشرية نهلت وتنهل من ينابيع العلم والمعرفة تحمل أعلى الدرجات العلمية في كافة المجالات من أرقى الجامعات والأكاديميات والمراكز المحلية والعالمية».
وعبر الفريق التويجري عن الفخر والاعتزاز بتشريف سمو وزير الداخلية ورعايته حفل تخرج 2506، مشيرا إلى أنه سيعقبهم في شهر رجب من العام الحالي تخرج 3571 فردا، وافتتاح 197 مركزا خلال هذا العام تمثل زيادة بنسبة 36 في المئة في عدد مراكز الدفاع المدني، منها 12 فرقة للتدخل في المواد الخطرة، ووحدة واحدة للإنقاذ الجوي.
وأكد الفريق التويجري أن برامج التدريب والتأهيل في الدفاع المدني التي تحظى بمتابعة وإشراف مباشر من وزير الداخلية، قد بنيت على أسس علمية وفق معايير مهنية، استفاد منها منسوبو الدفاع المدني، حيث شملت برامج للابتعاث والتأهيل في الدراسات العليا، منهم 26 ضابطا حاصلا على شهادة الدكتوراه، و189 حاصلا على شهادة الماجستير، إضافة لابتعاث 43 مبتعثا حاليا في درجتي الدكتوراه والماجستير خارجيا في مختلف التخصصات، إضافة لابتعاث 118 ضابطا من منسوبي طيران الأمن لدراسة هندسة وصيانة الطائرات العمودية، وعلوم الطيران في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا.
وأبان أن مجموع البرامج التدريبية الخارجية والداخلية بلغ 374 دورة تدريبية التحق بها عدد 10970 متدربا، في حين سيلتحق 100 متدرب من خريجي اليوم (أمس)، بكلية خدمات الإطفاء ببريطانيا للتأهيل كرؤساء مراكز ميدانية، يليهم 100 ضابط صف آخرين بتكلفة 15 مليون ريال، لافتا إلى أنه قد وافق ذلك تطوير للبنية التحتية للعملية التدريبية من منشآت وتجهيزات؛ شملت معهد الدفاع المدني بمدينة الرياض ومراكز تدريب بالمنطقة الشرقية ومنطقة عسير، ومشاريع قائمة حاليا لتطوير مراكز التدريب بمنطقة المدينة المنورة، ومنطقة تبوك، ومركز تدريب اللياقة البدنية والنشاط الرياضي، ومركز التجنيد بمنطقة مكة المكرمة، مضيفا أنه ستستمر منظومة الدعم اللامحدود من خلال خطط وزارة الداخلية الاستراتيجية، فمشروع خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- لتطوير المقرات الأمنية بالتعاون مع وكالة وزارة للتخطيط والتطوير الأمني، التي تتضمن ما يزيد على 316 مشروعا لتصل مشاريع منشآت الدفاع المدني خلال السنوات العشر الماضية إلى 544 مشروعا، سوف يتم الانتهاء منها خلال السنتين المقبلتين بتكلفة تربو على خمسة مليارات و500 مليون ريال.
تجديد الولاء
وألقى الطالب العسكري منير شايش الرويس كلمة الخريجين، التي عبر فيها عن ابتهاجهم برعاية سمو وزير الداخلية وتشريفه لحفل تخرجهم، ومشاركتهم فرحة جني الثمار بعد عام كامل من التدريب والتأهيل، مؤكدا أن ما تلقاه الخريجون من تدريبات في هذه الدورة غرس في نفوسهم مفاهيم القيم العسكرية وأكسبهم المهارة والخبرة في تنفيذ الأعمال الفنية، وذلك من خلال مشاركتهم في خدمة ضيوف الرحمن ضمن صفوف الدفاع المدني في موسم الحج ومهمة رمضان لعام 1433ه. كما جددوا الولاء والطاعة لقائد المسيرة المباركة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين.
إبراز المهارات
وقدم الخريجون استعراضا لبعض المهارات التي تضمنها برنامج دورة التأهيل العسكري والفني، التي تجسد التوافق الحركي والذهني والقدرة على استخدام تجهيزات الوقاية الشخصية ووسائل الإنقاذ، وبعض التطبيقات في استخدام خراطيم الإطفاء ومهارات التحكم في توجيهها.
وقدم فريق من الخريجين عروضا على برج التدريب واستعرضوا مهاراتهم في استخدام الحبال في النزول من المباني العالية وإنقاذ المحتجزين بها، بالإضافة إلى تطبيقات للتعامل مع حوادث الحريق وحوادث المركبات وانهيارات المباني ومكافحة حوادث المواد الخطرة.
وقدم فصيل من فريق البحث والإنقاذ السعودي استعراضا لمهارات عناصره في إنقاذ المحتجزين والمحاصرين باستخدام أحدث الآليات والمعدات، وكذلك مهارات إخماد الحرائق على مختلف أنواعها باستخدام المياه والرغاوى والمساحيق والغازات المطفية، وحوادث التلوث الكيميائي وعمليات الإنقاذ المائي في حوادث السيول والآبار.
استعراض الآليات
وشهد الحفل استعراضا لنماذج من آليات الدفاع المدني التي تم تدريب الخريجين على العمل عليها وشملت فرق الدراجات النارية وسيارات الإطفاء القديمة (الحمراء) موديل 68 التي تعد من أوائل آليات الإطفاء والتي استخدمت في المملكة، ثم سيارات القيادة الميدانية الحديثة وسيارات الإطفاء الصغيرة التي تتميز بصغر حجمها بما يؤهلها لمباشرة الحوادث في المناطق الضيقة والوعرة، وسيارات الإنقاذ وأبراج الإنارة وشاحنة التدخل في حوادث انهيارات المباني والزلازل وسيارات الإسعاف المجهزة بأحدث الأجهزة الطبية وآليات دفع الهواء التي تستخدم لطرد وشفط الدخان والغازات السامة في حوادث الأنفاق والمناطق المحصورة.
وضم استعراض الآليات قوارب الإنقاذ المطاطية وسيارات الإطفاء الكبيرة والرافعات التي تصل حمولتها إلى ما يزيد على 160 طنا وسيارات السلالم.
وعرض الخريجون بعض التطبيقات العملية والفرضيات التي شملت فرضية عملية لحادث انهيار مبنى وحادث آخر لتسرب غاز بأحد المصانع الكيميائية وفرضية لإنقاذ محتجزين ومصابين في حادث تصادم مركبات.
ثم استأذن رقيب أول الطلبة وزير الداخلية لبدء العرض العسكري للخريجين بينما كان عدد من طائرات الطيران الأمني تحلق في سماء الحفل وتقدم دعمها وتوجيهاتها للوحدات الميدانية في تنفيذ الفرضيات التدريبية في التعامل مع الحوادث.
وشكل الخريجون لوحة استعراضية تحمل تهنئة منسوبي الدفاع المدني لسمو الأمير محمد بن نايف بالثقة الملكية وتوليه مسؤولية وزارة الداخلية، حيث كتب الخريجون بتشكيلاتهم الحركية جملة «نبارك لسموكم الثقة الملكية». ثم ردد الخريجون قسم الولاء والطاعة الذي تلاه مدير شعبة شؤون المتدربين بمركز تجنيد الدفاع المدني العقيد حزمي بن شلاش السبيعي.
وفي ختام الحفل قدم مدير عام الدفاع المدني الفريق التويجري هدية تذكارية لراعي الحفل.