كنت قد تحدثت مرارًا وتكرارًا وتحدث غيري في مقالات متعددة عن الاستفادة من صندوق اللاعب أو انشاء صندوق بديل يطلق عليه الصندوق الخيري لمساعدة اللاعبين المحتاجين وقد كتبت عن هذا قبل أكثر من ست سنوات عندما كنت أكتب مقالات بجريدة الاقتصادية ذات صبغة رياضية واستشهدت حينها بحالات بعض اللاعبين الذين أصبحوا في قائمة النسيان وخاصة المعاقين ومنهم على سبيل المثال لا الحصر النجم الدولي السابق سالم مروان لاعب النصر، ويمكن المقارنة بين حاله السابق عندما كان يُشار إليه بالبنان وحاله الآن بعد أن أصبح مشلولا، دون شك هناك فرق كبير، وربما أصدقاء الأمس الذين اعتادوا اللقاء به أصبحت زيارتهم في الوقت الراهن نادرة أو قليلة، وهناك آخرون ربما تكون ظروفهم مواتية لظروفه أو انحسرت عنهم الأضواء، فأصبح ما يعرف عنهم هو القليل وهذا ربما غير كثيرًا في حياته للأفضل. وقد عادت الفكرة للأضواء وتناولها أكثر من كاتب بعد وفاة اللاعب السابق محمد الخليوي لاعب نادي الاتحاد -رحمه الله وغفر له واسكنه فسيح جناته- حيث ظهر الكثير من زملائه الأوفياء ليبدوا استعدادهم بالتكفل بديونه وهذا ليس بغريب على أبناء هذا الدين العظيم المحبين للخير والمحبين لأخيهم، غير أولئك الذين تطوعوا وذهبوا خلسة للتكفل بسداد ديونه -جزاهم الله خيرًا جميعًا-، والأمر لاينتهي عند هذا الحد، وقد أعجبني مبادرة عدد من النجوم بإنشاء رابطة لمساعدة إخوانهم اللاعبين المحتاجين وأتمنى ألا تكون الفكرة فقط نزوة ثم تنتهي لابد أن يتبنوها ويطالبوا اتحاد القدم بتطبيقها ويشارك في هذا العمل الخيري جميع اللاعبين ويحتسبوا الأجر ويخلصوا النية حتى يؤجروا عليها لأنه قد يمر زمن يكون لاعب النجومية الحالي الذي لم يستطع استثمار نجوميته وما كان يحصل عليه من مال في مشروعات كانت ستفيده وتنفعه لليوم الذي يحتاج فيه ذلك وهو في وضع النجوم السابقة التي تعاني أوضاعًا مأسوية وهي بحاجة ماسة لكل مساعدة، ويكون هذا الصندوق لتلمس أحوال النجوم السابقة وأحوالهم المادية وريعه لأولئك الرياضيين أصحاب الحاجة الماسة، وسيكسب اللاعب من وجهة نظري عندما يسهم في التبرع لهذا الصندوق شهريًا بمبلغ مقطوع من راتبه أو يودعه في صندوق اللاعبين الخيري الذي يمكن أن يُفتح عن طريق الجهة المشرفة المتمثلة في اتحاد كرة القدم. وهذا الصندوق هو من باب التكافل الاجتماعي الذي حث عليه الإسلام وأوجده لإذكاء الشعور المتبادل بين أبنائه وتلمس حوائج المحتاجين منهم، يقول صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، وفي حديث آخر "المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا". ويمكن حصر بعض اللاعبين المحتاجين بطرق متعددة، يقول الله تعالى: (من ذا الذي يقرض الله قرضًا حسنًا فيضاعفه له أضعافًا كثيرة) سورة البقرة، ويقول تعالى: (إن تقرضوا الله قرضًا حسنًا يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم) سورة التغابن.. أسأل الله أن أكون قد وفقت في طرح الموضوع الذي ينطوي تحت اسم (التكافل الاجتماعي) الذي حث عليه الإسلام، وحرص على تأصيله في حياة كل مسلم.