أرجع الفنان إبراهيم العرافي (سفير الخط العربي)، بداية الاهتمام بالتدوين إلى فترة نزول الوحي على النبي سيدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وبروز الخط المكي بوصفه أول الخطوط المستخدمة للتوثيق، مشيرًا إلى انتقال الخط من بعد ذلك إلى منطقة الكوفة ليولد حينها الخط الكوفي الذي يعود نسبه لها، والذي ظهر للملأ وكسب وجوده بعد انتقال الدولة الأموية للكوفة ليكسب الخط الكوفي حينها مميزاته وخصائصه التي أكسبته الاختلاف عن باقي الخطوط العربية والتي منها القساوة والإتقان، وقد ساهم في ذلك كثرة المدونين والكتبة في المنطقة، لافتًا إلى أن وظيفة الخطاط قديما كانت محصورة في تدوين القرآن الكريم والأحاديث النبوية وجميع العلوم التي ينجزها العلماء للتوثيق. جاء ذلك في سياق المحاضرة التي قدمها العرافي يوم الأول من أمس في «بيت نصيف» بالمنطقة التاريخية في جدة، وتناول فيها «الخط العربي تاريخه واتجهاته»، مبينًا أن ولادة خط النسخ كانت بذات الفترة ليكتب به آيات القرآن الكريم بينما يستخدم الخط الكوفي لكتابة العناوين. مستعينًا خلال حديثه بالعديد من أبيات الشعر التي دونها الكثير من الشعراء في مدح هذا الفن الذي توالى الاهتمام به عبر العصور التاريخية المختلفة حتى كان من أثره خلق الرواد لهذا الفن والداعمين له والذي كان منهم الوزير ابن مقلا في عهد الدولة الأموية والذي قام بتصنيف الخطوط إلى ستة أنواع في حينها. كما تطرق في حديثه عن أنواع الخط العربي ومنها الرقعة والنسخ والديواني والفارسي واتجاهاته المعاصرة، محددًا «الموهبة والرغبة الصادقة والإتقان»بوصفها أهم عوامل إنتاج الخطاط الجيد وتعلم الخط العربي للمدون والذي يسند لرغبته المستمرة في تعلم أسلوب الكتابة وأنوعها المختلفة وذلك بجانب استخدامه لأدواته التي يحتاجها في التدوين والمتمثلة في القلم والأحبار والأوراق.