قال الخطاط السوري حسام علي المطر، الفائز بجائزة المركز الأول في مسابقة سوق عكاظ للخط العربي لهذا العام، إنه تفاجأ بخبر الفوز بالمركز الأول، خاصة في ظل ما تعيشه بلاده سوريا من أزمة إنسانية خانقة، مُهديًا فوزه بالجائزة لزوجته التي قال: إن الفضل يعود إليها بعد الله في تحقيقه لهذا المركز. «المدينة» التقت المطر (هاتفيًّا).. وكان هذا الحوار.. * كيف كان تلقيكم لخبر الفوز بالمركز الأول في مسابقة سوق عكاظ للخط العربي؟. - صراحةً تفاجئت، وكنت وقتها أتصفح موقع فيس بوك فإذا بأحد الأصدقاء يرسل لي رسالة يبارك لي فيها بالفوز، فسألته أين سمع الخبر، فقال إنه رآه في إعلان نتائج المسابقة، وكانت اللجنة قد اتصلت بي على هاتفي السوري الذي لم يكن معي بسبب الأحداث الجارية في سوريا، بعد أن لجأت إلى تركيا، حتى إن عائلتي لم تكن قد انضمت إليّ في تركيا وهو الأمر الذي تم بعد جهد جهيد، فكانت الفرحة فرحتين. * ما رأيك في جائزة سوق عكاظ للخط العربي؟. - هذه الجائزة في رأيي هي الجائزة الفعلية للخطاط والسبب أنها تتميّز عن غيرها من المسابقات في كونها لا تتيح للمتسابق إلا شهرًا واحدًا لإنجاز الأعمال الأربعة المطلوبة لدخول المسابقة، في حين نجد أن مسابقات أخرى تمنح الخطاط على الأقل زمن ستة أشهر لعمل واحد، وهذا ما يبرز إمكانية الخطاط الحقيقي في زمن نعيش فيه تطور التقنية وإمكانية الاستعانة بالحاسب في الخط، وهناك جوائز حُصدت في مجال فن الخط ولا تمت لهذا الفن بصلة حيث كان تنفيذها من خلال الحاسب، وفي هذه المسابقة لا يُسمح الوقت بمثل هذه التحايل. وأرى أن المملكة هي رائدة الخط العربي خاصة أن هذا البلد هو مهد الرسالة وأرض الحرمين وكل الأمور الإسلامية فهنا منبعها، وسوق عكاظ منحت كثيرًا من الفنانين الحافز والدافع وتطورت عن المسابقات السابقة كثيرًا من حيث المشاركات والأسماء وأتمنى لها مزيدًا من التطوير. * حدثنا عن مشوارك مع الخط؟. - بدأ منذ كان عمري خمس سنوات فكنت أتابع خالي رحمه الله الخطاط والرسام وهو ينفذ الأعمال واللوحات وأول ما أمسكت بالقلم كنت في عمر الخامسة وكنت أكتب الحروف وأنا لا أعرف ما هي ثم في عمر السابعة بدأت تعلم فن الخط وواصلت حتى اليوم حيث أنا على أبواب الأربعين، وكان سبب تطوّري في هذا الفن هو قوة الرسم لديّ، فأنا رسّام، وهذا ساعدني كثيرًا على تطوير مهارتي في الخط، فكون الخطاط رسامًا وخطاطًا أفضل من أن تقتصر مهارته على الخط. * ما أحب أنواع الخط إلى قلبك.. ولماذا؟. - الثلث والنسخ هما أحب أنواع الخط إلى قلبي، وهما متلازمان، كالأخ الأكبر والأصغر، وهما الخطّان اللذان كُتبت بهما المصاحف والأحاديث وزُينت بهما المساجد، وخاصة خط الثلث الجلي. * كيف تصف علاقتك بخطاطي المملكة؟. - علاقتي بهم جيدة جدًا، وكنت أطمح أن يكون في المملكة معهد عالٍ لتعليم الخط، فهناك إقبال كبير جدًا على تعلم هذا الفن حتى من قبل النساء، ولديّ تلميذات من السعودية يتعلمن من خلال الإنترنت. * ما تقييمك لمستوى الذوق العام في الخط؟. - رأيت إقبالاً على الخط من خارج مجتمع الخطاطين ولكنه ضعيف بسبب ضعف الإعلام الموجَّه لهذا الفن، ونحن العرب مقصِّرون بصراحة فيما نوليه للخط العربي ونولي اهتمامًا أكبر للفن التشكيلي، ويكفي أن بيكاسو عملاق الفن التشكيلي والمدرسة التجريبية يقول: «إن أبعد نقطة وصلت إليها في الفن التشكيلي وجدت أن الحرف العربي قد سبقني إليها بأمد بعيد»، حتى إن هناك الآن توجهًا كبيرًا من قبل الغرب لاكتشاف الخط العربي، ولكنه توجّه حروفي، بمعنى أن هناك نوعًا من النفور من اللوحات والكتابات المركبة لاعتقادهم أن كل ما يكتب بهذا الشكل قرآن، فيشجعون على فن الحروفية واللون والتمازج، وهنا يجب على العرب أن ينتبهوا لهذا الأمر لأن هناك من الخطاطين من انجرف خلف هذا التوجّه الذي يدمّر رسالة الخط، فالخطاط له رسالة لا تقتصر على التذوق الفني بحد ذاته، بل هي دعوة أيضًا للنهوض بالمجتمع وبناء الأخلاق، فهو يجعل الخط وعاءً للقرآن والحديث والشعر والحكمة. لمن تهدي فوزك بالجائزة؟. - أهديه إلى زوجتي، لأنها هي من أوصلني لهذه المرحلة بعد الله تعالى.