تسببت الإضرابات السياسية التي تشهدها بعض البلدان السياحية في تراجع معدلات الإقبال، وإلغاء الحجوزات المسبقة، لتلك الدول التي اشتهرت سابقًا بعروض وبرامج تستهدف المواطن والأسر السعودية. وتراجعت -بحسب متعاملين في قطاع السياحة- حجوزات الأسر لبعض الدول السياحية، فيما أكد البعض أن هناك حوالى 30% معدل إلغاء الحجوزات السابقة، التي تمت خلال فترات محددة لقضاء الإجازة الصيفية، وسط توقعات بزيادة تلك النسبة خلال الفترات المقبلة. وقال عاملون في قطاع السياحة ل»المدينة»، إن ماليزيا وعددًا من الدول الأوروبية ستكون وجهة السعوديين، والخيار البديل، للأسر التي قامت بإلغاء حجوزاتها، بسبب الأحداث السياسية والإضرابات الأمنية التي تشهدها بعض الدول، مثل تركيا، فيما أتيحت الفرصة أمام شرق آسيا للمنافسة للاستحواذ على رغبات السائح السعودي بشكل خاص، والعربي على وجه العموم. وأشار محمد السنوسي «صاحب مكتب للسياحة والسفر» إلى أن 30 في المئة من الأسر السعودية ألغت حجوزاتها إلى تركيا، بسبب المظاهرات التي اندلعت خلال الأيام الماضية، وعدم استقرار الأوضاع الأمنية هناك، مشيرًا إلى أن الأسر ترغب في التوجّه إلى دول مستقرة مثل ماليزيا، وبعض الدول الأوروبية التي لا تقل أسعارها عن أسعار تركيا من ناحية حجوزات الطائرات أو الفنادق، بالإضافة إلى شرق آسيا، وبعض الدول العربية التي تشهد هدوءًا في أوضاعها السياسية واستقرارًا أمنيًّا، لتدخل دائرة المنافسة على الكعكة السياحية خلال الإجازة الصيفية. وقال السنوسي أتوقع أن تزيد عمليات إلغاء الحجوزات إلى تركيا خلال الأسابيع المقبلة في حال استمرت الأوضاع الراهنة، وتواصلت المظاهرات، مشيرًا إلى أن المسؤولين الأتراك، وأصحاب المكاتب أشاروا إلى أن الأوضاع ستتجه إلى الاستقرار. من جهته، أشارخالد الحربي «مدير شركة طيران»، إلى أن الصورة غير واضحة في تركيا، ومن المتوقع أن ترتفع نسب إلغاء الحجوزات بشكل أوسع، إذا استمرت الإضرابات على ما هي عليه الآن، مضيفًا أن تركيا باتت أولى سياحة، منذ 5 سنوات تقريبًا، وذلك بفضل الأعمال الفنية الدرامية التي استطاعت أن تعكس الجوانب السياحية هناك. وحول وجهات السعوديين الذين ألغوا حجوزاتهم إلى تركيا، قال الحربي: إن ماليزيا وبريطانيا وفرنسا ستكون وجهات بديلة للسعوديين الذين ألغوا حجوزاتهم، أو الذين يفكرون في إلغائها إذا لم تستقر الأوضاع الأمنية هناك، مشيرًا إلى أن النمسا تعتبر من الدول المرغوبة لدى السعوديين، وخاصة أن أسعار الفنادق والخدمات معتدلة. الجدير بالذكر أن عدد السياح السعوديين الذين زاروا تركيا خلال الربع الأول من هذا العام بلغ 53 ألفًا، ويذكر أن عدد السياح السعوديين الذين زاروا تركيا خلال العام الماضي بلغ 200 ألف سائح، بزيادة 51 في المئة، مقارنة بعام 2011. وأشارت آخر البيانات الصادرة عن وزارة الثقافة والسياحة التركية لشهر يناير الماضي، إلى زيادة عدد السعوديين الذين زاروا تركيا خلال يناير بنسبة 81 في المئة، إذ بلغ عددهم 13345 زائرًا، مقارنة ب7311 زائرًا للشهر نفسه من عام 2012.