في دراسة له عن «العوامل المؤدية إلى تعاطي المخدرات في المملكة العربية، دراسة ميدانية» كشف الباحث عبدالإله بن محمد الشريف أن نسبة 73% من عينة الدراسة لم تتعد مرحلة المتوسطة، الأمر الذي يؤكد علاقة تعاطي المخدارت بانخفاض المستوى التعليمي، كما أن نسبة العاطلين عن العمل بلغت 46.2% من عينة الدراسة. الدراسة التي قدمت لمؤتمر «نحو استراتيجية فعالة للتوعية بأخطار المخدرات وأضرارها» ورعتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الملك عبدالعزيز كشفت أن معظم أفراد العينة بدأوا في تعاطي المخدرات ما بين سن (أقل من 15-20) سنة بنسبة كبيرة قدرها 73.31%، وأن 23.98% بدأت أول جرعة في عمر يتراوا بين (20- 25) سنة. وتشير الدراسة أن السبب الأول في تعاطي أول جرعة هو مشاركة الأصدقاء والتي وصلت نسبته 77.8%، ثم وجود فراغ كبير بنسبة 63.8%، ثم محاولة خوض التجربة بنسبة 58.4% ثم تلتها أسباب عديدة أهمها التسلية والترفيه والبطالة والفشل الدراسي وغيرها من الأسباب، كما أشار الباحث إلى أن كثيرًا من أفراد العينة بدأوا تعاطي المخدرات عن طريق الأصدقاء بتعاطي الحبوب المنشطة ثم الخمر والكحوليات ثم الحشيش. عنف الطفولة وكشفت الدراسة عن أن نسبة التعرض للإساءة والتوبيخ والإهانة في فترة الطفولة للعينة المبحوثة وصلت إلى أكثر من 40%، كما بلغت نسبة التعرض للضرب أو الأذى الجسدي 37.6% كما أن ما يقارب 15% من العينة هم ممن انفصل الأبوان عن بعضهما. وفيما يوضح مستوى تعليم الأب في عينة الدراسة تبين أن نسبة الآباء غير المتعلمين 54.75% مقابل 26.69% من الحاصلين على التعليم الابتدائي، بينما 4.5% حاصلون على تعليم جامعي، وأقل من 0.45% ممن هم آباؤهم حاصلون على درجة الدكتوراه، مما يشير إلى انخفاض مستوى تعليم الآباء في عينة الدراسة بوجه عام. أما عن أسباب التوقف عن تعاطي المخدرات من وجهة نظر عينة الدراسة فقد اتضح أن السبب الأول هو رغبة داخلية للتخلص من الإدمان يليه دخول السجن، ثم عدم توفر المال اللازم ثم محاولة العلاج الإجباري. أعراض المدمن وفي ذات المؤتمر قدم بحث بعنوان «الطرق العلاجية للمتعاطين والمدمنين» ذكر فيه الباحث عبدالله اليوسف نظريات تفسر تعاطي المدمن للحبوب المخدرة كما ذكر أعراضا تظهر على الشخص المدمن يستطيع الآباء والمربون والمسؤولون تبين حالة المدمن من خلالها، منها التغير السلبي في الانتظام المدرسي والعمل، يتبعه تغير سلبي في الأداء، كذلك العزلة والانطواء على النفس، وعدم الرغبة في الطعام، وكثرة النوم وكثرة النرفزة وسرعة الاستثارة، كما يبدو على المدمن بحسب الدراسة تقلب المزاج ففي حين تظهر عليه حالة من السعادة مصحوبة بنوبات ضحك مبالغ فيها، يمكن أن تظهر عليه على النقيض من ذلك حالة توتر وكآبة واضحة، كما أن متعاطي المخدرات يكثر التأخر عن المنزل ويطلب الكثير من المال بإلحاح، كما يلجأ إلى الاستدانة بالكثير من الحيل بل ربما يضطر لرهن بيته أو بعض ممتلكاته، وربما ألجأته حالته للسرقة والحصول على المال بطرق غير شرعية. وإلى جانب تلك السلوكيات تظهر على المدمن أعراض في المظهر الخارجي كشحوب الوجه واصفراره وانخفاض سريع في الوزن بالإضافة إلى اضطراب في الشخصية وانعدام للتركيز، مع عدم الاهتمام بالهندام والملبس، كما يلفت الباحث النظر إلى أنه يمكن أن تجد صدمات كثيرة سطحية في سيارة المدمن وذلك نتيجة عدم التركيز أو قلته، كما أنه من الممكن العثور على أدوات غريبة في سيارة المدمن أو غرفته مما يستخدمها كأدوات في تحضيره للمخدرات. الإدمان ليس مشكلة ويورد اليوسف بعض الحقائق الأساسية عن علاج المدمنين إذ يقرر أن كل مدمن يمكن علاجه ما عدا (السيكوباتي) وهو المريض النفسي الذي يرتكب كل الموبقات ولا يشعر بسوء ما يفعله بل يشعر بأن الناس هم السيئون وهو الاجتماعي في سلوكه، كما يؤكد اليوسف أن إنقاذ المدمن يحتاج إلى الصبر والاستمرارية بدون توقف، ويشير اليوسف في دراسته الى أن علاج الإدمان ليس في التوقف عن التعاطي واصفًا ذلك ب»الخدعة الطبية الكبرى»، كما أن التوقف عن التعاطي ليس معناه الشفاء على الإطلاق وإنما التوقف عن التعاطي هو الدرجة الأولى بينما العلاج الحقيقي والأصعب هو الاستمرار في التوقف، كما يؤكد اليوسف على أن العلاج الحقيقي هو بمعالجة الأسباب التي أدت إلى التعاطي؛ لذلك فالإدمان كما يرى اليوسف ليس هو المرض ولا المشكلة وإنما الإدمان هو العرض لمشكلات أخرى قد تكون اجتماعية أو نفسية أو غيرها.