كشفت دراسة حديثة أن 36 في المئة، من المدمنين على المخدرات في السعودية، اقترضوا المال من أجل شرائها، فيما ينفق 47 في المئة على المخدرات من دخلهم الخاص، والبقية تصرف على المخدرات من السرقات العينية والنقدية، موضحة أن 23 في المئة، منهم تناولوا المخدرات مع النساء، في مقابل تعاطي البقية مع صديق واحد أو مجموعة أصدقاء أو منفردة. وأوضحت الدراسة، التي أجراها مساعد المدير العام لمكافحة المخدرات للشؤون الوقائية عبدالإله محمد الشريف، (حصلت «الحياة»، على نسخة منها)، أن 50 في المئة، من المتعاطين في السعودية، تناولوا أول جرعة قبل أن يتخطوا ال20 عاماً، فيما تناول 23 في المئة منهم أول جرعة قبل ال15 عاماً، و23 في المئة تناولتها ما بين 20– 25 عاماً، موضحة أن 71.9 في المئة من المتعاطين من العزاب، و18.6 من المتزوجين، و5.9 في المئة في حال طلاق أو انفصال. وأشارت الدراسة الميدانية، التي استغرقت أربعة أعوام، وشملت 221 ذكراً، من متعاطي المخدرات الموجودين في مستشفيات الأمل، في كل من الرياض والدمام وجدة والقصيم ومكة المكرمة والطائف، أن هناك أسباباً عدة لتعاطي أول جرعة للمخدرات، لكن أبرز ثلاثة منها، هي مشاركة صديق أو مجموعة أصدقاء، أو للتجربة والفضول، أو للمتعة الجنسية، ومن ثم تأتي أسباب أخرى كالفراغ والقلق والتسلية والترفيه والاكتئاب والحاجة للنوم. ولفتت إلى أن 2.46 في المئة، من عينة الدراسة لا تعمل، على رغم تراوح أعمارهم ما بين 30 و50 عاماً، «ما يشير لأبعاد خطرة، خصوصاً أنه يفترض أن تكون هذه الفئة العمرية هي فئة القوة والعمل»، مع ملاحظة أن هناك 5.9 في المئة من الطلاب، فيما بلغت نسبة الموظفين الحكوميين 6.13 في المئة، وموظفي القطاع الخاص 9.5 في المئة. ووصل عدد العسكريين بحسب الدراسة إلى 9.9 في المئة، والمستببين إلى 7.12 في المئة، والمتقاعدين 9.0 في المئة، فيما رجال الأعمال بلغت نسبتهم 9.4 في المئة. وتعتبر 76 في المئة، من عينة الدراسة، نفسها عاطلة عن العمل ولا تملك أي حرفة أو مهنة في مقابل 24 في المئة لا ترى ذلك، «ما يؤكد أن المخدرات تعوق العمل وتعطل الإنسان عن أداء عمله ودوره في الإنتاج وخدمة المجتمع والوطن، كذلك يشير إلى وجود مشكلة حقيقية لعدد كبير من أفراد العينة وحاجتها لبرامج تأهيل وإصلاح وتعليم مهني مع برامج العلاج من الإدمان حتى يتسنى معها بعد ذلك النجاح في الاعتماد على نفسها». ورأى 61.5 في المئة، من المتعاطين أن للأصدقاء دوراً في تعاطي المخدرات، مقابل 38.5 في المئة، لا ترى ذلك، ما يؤكد أهمية دور الأصدقاء في تعاطي المخدرات بشكل أكبر من الأسرة، مبينين أن أول مخدر تم تناوله، كان الحبوب المخدرة في المرتبة الأولى، ثم بعد ذلك الخمر، ثم الحشيش، ويلي ذلك بنسبة منخفضة مادة الهيروين. وأشار معد الدراسة عبدالاله الشريف إلى أن 68.8 من عينة الدراسة تتعاطى أكثر من مخدر في مقابل 31.2 في المئة لا تفعل ذلك، «وهذا يعني أن تناول المخدرات يساعد على تعددها ومن ثم تتفاقم المشكلة والآثار والتداعيات». وأكدت نسبة 67.4 في المئة من عينة الدراسة أنها تتناول المخدرات خارج المنزل، في مقابل 32.6 في المئة، تتناول المخدرات داخل المنزل، «وهذه النتيجة قد تعني سرية تناول المخدرات، اذ لا تعرف الأسرة عن شيء بخاصة بالنسبة لصغار السن الذين يعيشون مع الأهل».