عقدت اليونسكو اجتماعاً ضم أكثر من 40 دولة في المدينة القديمة بتركيا لإعداد ملف متعدد الجنسيات للحكايات الشعبية ويتوقع أن يعرض على اليونسكو عام 2015 . ونقلت مصادر صحافية أن توصيات المؤتمر خلصت للعمل على إدراج "جحا" كما يعرف في العالم العربي باسمه التركي "نصر الدين خوجا" في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي ، و فيما يظهر أن تركيا ( المستضيف ) تعمل على استثمار جحا و تراثه الطريف و بلدتها القديمة و ما يسمى بيت جحا على تنشيط سياحتها واستقطاب هواة الحكايات الشعبية في استحداث نوعي و لوني للوحة السياحة التركية ( النشطة أصلاً ) . ومعلوم أنه حتى و كون لكل أمة جحاها ، إلا أن الثابت أن (ابننا المسكين جحا) أبو الغصن دُجين الفزاري الذي عاصر الدولة الأموية هو أقدم شخصيات جحا على الإطلاق و كل النكات العربية (الجحوية) تنسب له ، فإن كانت توصيات المؤتمر تعمل على تحديد هوية ( جحا) و حصرها في النسخة التركية فإنه لزاماً على مندوبي الدول العربية التمسك بنسب جحا العربي وعدم التفريط بأصله العربي إلا أن تكون التوصية محايدة بحيث تحفظ لكل أمة إرثها و جحاها ، و قد نقل تصريح ل "أوجال أوجوز"، رئيس اللجنة الوطنية لليونسكو بتركيا، ردد فيه الاسم التركي لجحا الأناضول حيث قال :" إن حكايات ونكات نصر الدين خوجا، تنتقل من الأجداد للأحفاد فى 43 دولة، تتوزع على العالم التركي والعالم العربي ودول البلقان، والعديد من دول آسيا، معلناً أن تركيا تواصلت مع جميع تلك الدول لتقديم ملف مشترك إلى اليونسكو، لإدراج "نصر الدين خوجا" في قائمتها للتراث الثقافي غير المادي" ، وأكد أوجوز على أن هذه هي المرة الأولى التي تقدم فيها 40 دولة، تراثاً مشتركاً إلى اليونسكو، مشيرا إلى أن هذا العمل المشترك هام من ناحية السلام والحوار بين الشعوب، والتعارف بين الثقافات، وتقوية التعاون بينها ، وأشار إلى اعتقاد شعوب العديد من الدول بأن "نصر الدين خوجا" قد ولد في دولهم أو عاش أو مات فيها. وتروى كل من تلك الدول حكايات ونكات "نصر الدين خوجا بلغتها" إلا أن اختلاف اللغات لا يلغي الفلسفة والقيم الأخلاقية المشتركة التي تحملها تلك القصص في جميع البلدان التي تروى بها" هذا الإلحاح لأوجوز على (أنضلة) جحا يبعث على التقدير و يبعث في ذواتنا حماساً للحفاظ على (عروبة) جحا وهو ما نرجو أن يلتزم به نظراء أوجوز العرب تجاه أبي الغصن الفزاري ، فجحا و تراثه و حقوقنا فيه في ذمتهم ! [email protected]