في اليومين الماضيين نظّمت (هيئة السياحة في أبو ظبي) ورشة عمل (إماراتية - عمانية) بطلب من اليونسكو لاستكمال الملف المشترك الذي تقدَّمت به (الشقيقتان) في (مارس قبل الماضي) من أجل تسجيل (فن العيالة والتغرودة) في قائمة اليونسكو للتراث غير المادي للبشرية..! اليوم وباستعراض (قائمة اليونسكو التمثيلية للتراث غير المادي) نجد العديد من (الرقصات) و(المقامات) الصوتية التي سجّلت خلال السنوات الماضية أو التي على قائمة التدقيق والترجمة لدول عديدة مثل الهند والصين والبيرو وإسبانيا وتركيا وإيران..! وهذه الأخيرة (إيران) تعد من أنشط الدول التي تحرص على تسجيل (تراثها الفني) عالمياً ضمن (تراث المنطقة) تحديداً, فلديها في هذه الدورة (ملفان) تحت البحث وقد نجحت (سابقاً) في تسجيل فنون وتراث مثل (الباخشي) وفن (التازيييه) و(البهلواني والزورخاني)..؟! وبالعودة (للملفات الخليجية) بكل تأكيد نتمنى التوفيق في تسجيل كل (تراث خليجي) يساعد في التعريف بمنطقتنا وعراقتها عالمياً ويزيد من تواصلنا مع الآخرين وتبيان ثقافتنا العربية والخليجية الأصيلة والتي تعكس قدرة إنسان المنطقة. إننا ننظر بتقدير كبير للدور الرائد الذي تقوم به (الهيئة العامة للسياحة والآثار) في (تسجيل وتوثيق) المواقع الأثرية السعودية في لائحة التراث العالمي, وهي خطوات جبارة وجيدة, ولا ننسى هنا الجهد الأخير (لملف تربية الصقور كتراث إنساني حي) والذي تشاركنا فيه (عشر دول أخرى) إلا أننا نملك وحدنا أيضاً (إنتاجاً خاصاً وفريداً) مثل العرضة والدحة والخبيتي والسامري والمجس.. وغيرها من الفنون والتي نشاهدها ونستمتع بها سنوياً في الجنادرية بكل فخر. هنا ونحن نملك (ثروة كبيرة جداً) من التراث السعودي الفني العريق والمتنوّع (لمئات الفنون) غير المادية من الرقصات والأهازيج التي تتنوّع بتنوّع مناطق وعادات وتقاليد كل منطقة يحق لنا أن نتساءل: هل نملك خطة لتوثيق كل هذا التراث السعودي العربي (غير المادي) عالمياً عبر اليونسكو؟! وهو الذي نفخر به بحق (كعنوان) لنا ولمنطقتنا أمام العالم..! أعتقد أن التنافس لرسم (خارطة تراث) منطقتنا في (القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية) حق يجب أن لا نتخلى عنه أو نتراخى دونه, وحتى لا يجد الآخرون ضالتهم في الاستحواذ على تشكيل ورسم التراث الثقافي للمنطقة حسب رغباتهم و أهوائهم..! إننا الأحق برسم (عنوان صحيح) لثقافة المنطقة في (عيون العالم) وكرسالة واضحة للأجيال المتعاقبة, لنفكر قليلاً في قيام (جمعيات الفنون والثقافة) بتجديد ما تملكه من كتيبات تعريفية بالفنون الثقافية السعودية, وإصدار كتب تعريفية جديدة لهذه الفنون, ومن ثم نقوم بترجمتها وبدء الخطوات العملية لتسجيلها (كتراث فني وثقافي)..! وهذا ينطبق على كل الفنون الثقافية الخليجية المشتركة والتي هي اليوم (ثقافة وفن), وغداً من يدري فقد نحتاج إليها لتأكيد وتأصيل هويتنا الخليجية..؟! فكم منا اليوم يجيد بالفعل فن: العيالة.. والتغرودة ؟! وعلى دروب الخير نلتقي.