نصر الدين خوجه أو جحا كما يحلو للبعض أن يسمي الشخصية التركية الذي طالما أصبح هدفاً للتندر والنكات في آداب الشعوب، قتل مظلوماً! هذا ما يقوله البروفسور ميكائيل بايرام عضو هيئة التدريس بجامعة سلجوق في مدينة قونية. والمتهم في قتله المفكر التركي الشهير جلال الدين الرومي شيخ المولوية المعروف. الحادثة على رأي البروفسور بايرام وقعت في فترة الاجتياح التتاري للعالم الإسلامي الذي قضى على الدولة العباسية في أواسط القرن السابع الهجري. التهمة الموجهة من البروفسور بايرام كانت نتيجة دراسة طويلة أجراها على العديد من المصادر التي كتبت في تلك الفترة من التاريخ، لكن نشر الدراسة بهذه الصورة وفي وقت تستعد فيه مدينة قونية لاستضافة المؤتمر الثقافي الدولي الذي يقم في الأسبوع الأول من شهر ديسمبر من كل عام، أثار هيئة التدريس بجامعة سلجوق والمسئولين عن تنظيم المؤتمر في ولاية قونية التي تضم رفات كل من جلال الدين الرومي ونصر الدين خوجة على حد سواء. فقد أمر رئيس الجامعة البروفسور سليمان أوقودان بتشكيل لجنة علمية من ثلاثة من أساتذة الجامعات التركية لدراسة وتدقيق الكتب التي نشرها البروفسور بايرام وإعداد تقرير نهائي بحقه. يقول رئيس الجامعة «نحن بصفتنا المسئولين في هذه المؤسسة العلمية لا نشارك الأستاذ ميكائيل بايرام في رأيه، وما جاء في دراسته لا يعبر إلا عن رأيه الشخصي». أما الدكتور عبد الستار يارار فقد أعرب عن أمله في ألا يلقي ما يقوله البروفسور بايرام ظلاله على المؤتمر السنوي للثقافة التي سيعقد خلال الأيام القليلة القادمة. يذكر أن المؤتمر الثقافي الذي تقيمه بلدية مدينة قونية بالتعاون مع وزارة الثقافة والسياحة التركية يركز على شخصية وأفكار الشيخ جلال الدين الرومي، بالإضافة إلى عروض فنية تعرف بالسماح المولوي، ويحضر الليلة الأخيرة الذي يعرف بليلة العرس رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وكبار المسئولين في تركيا بالإضافة إلى عدد كبير من المدعوين من داخل تركيا وخارجها. ومن الجدير بالذكر أيضا أن تركيا تقيم في كل عام أسبوعا ثقافيا آخر باسم أسبوع نصر الدين خوجة (أسبوع جحا) يتناول المؤتمرون فيه جوانب من حياة هذا المفكر التركي العالمي مع بعض الاستعراضات التمثيلية. ويهدف منظمو هذه المؤتمرات إلى تنشيط السياحة والتجارة في المدينة المذكورة.