«صنعة في اليد أمان من الفقر»، تلك الحكمة التي طالما رددناها عن القدامى، لكن مع الثقافة الاستهلاكية التي غرقت فيها المجتمات تاهت تلك العبارة ولم يعد لها ظل واضح في الواقع، إلا أن عددًا من الشباب والفتيات أعادوا لها الروح من جديد، فجسدوها واقعًا بمجهوداتهم وحرفيتهم، كما كرستها جمعية الأسر المنتجة التي بدأ مفهوم تلك المقولة يرى النور من خلالها، فاتحًا باب رزق كريم واستغلال مواهب دفينة وسد رمق بيوت مستورة. في البداية تقول أم ليان: حولت هوايتي بالرسم على الخداديات والمفارش والتيشرتات وكل مستلزمات تجهيز المواليد إلى حرفة بفضل الجمعية، فبدايتي كانت من المنزل وبعد ذلك انضممت للجمعية التي دعمتنا بقرض قدره 3000 ريال، وأيضًا أصبحت الجمعية تدعونا للمشاركة في المعارض والبازارات. وأثنت أم ليان على دور الجمعية الخيرية قائلة: لولا دور الجمعية في رعاية مواهبنا لم أكن أشارك في أي مكان فأنا قبل الجمعية كنت أواجه مشكلات بالتسويق، ولم أكن أستطيع عرض أعمالي وأشكر الجمعية التي تتيح لنا مثل هذه الفرص، فهي تقيم لنا الدورات وتوفر لنا الأدوات بخصم جيد، وتمنت أم ليان أن يكون هناك مكانًا خاصًا للأسر المنتجة أو معارض ذات إيجارات معقولة، فهناك إيجارات تصل ل3000 ريال فمثل هذه الإيجارات لا نستطيع المشاركة بها كمبتدئين. وتمنت أم ليان أن يتحمل القطاع الخاص جزءًا من الدعم بالمشاركة مع الجمعيات الخيرية التي ترعى الأسر المنتجة وتتبني مواهبنا. وتشاركها صباح بالعبيد الرأي وتقول: لولا دور الجمعية لكنا إلى الآن نعمل بصعوبة شديدة من المنزل بلا أدوات ولا تسويق ولا اهتمام، فأنا انضممت لها منذ ثمانية أعوام، واكتشفوا موهبتي وساندوني بصناعة مفارش الطاولات وتنجيد الكنبات والوسائد، ولكن في البداية أصبحت أعمل معارض في مقر الجمعية ولكننا كنا نواجه مشكلة قلة الزبائن، وبعد ذلك أصبحت الجمعية تعمل معارضنا في المجمعات التجارية وذلك فتح لنا مجالات أكبر للتسويق، أما القطاع الخاص لا وجود لنا ضمن حساباته أبدًا. وتقول أم صالح: أنا أعمل في الحرفيات والسدو المطور وتلبيس حافظات الشاي والقهوة وعلب الهدايا وسجادات الصلاة وسفر الطاولة والصواني المختلفة. فأنا أعمل على هذه الأِعمال المختلفة منذ زمن طويل، وأحاول أخذ الأفكار من الشبكة العنكبوتية وأطورها، وبعد ذلك انضممت للجمعية منذ أربعة أعوام فدعموني ماليًا ومعنويًا وبالمواد والمعارض وطوروا أفكاري، وتعتبر فكرة المعارض في المجمعات التجارية خير داعم لنا، ونتمنى من خلال «المدينة» أن يصل صوتنا للقطاع الخاص أن يتبنى مواهبنا ويفتح مجالات أكبر لنا، حيث أؤكد أن جميع المواهب المدفونة في المنازل ستظهر، وأتمنى أن يكون لي مصنع خاص في المستقبل. وتوضح عدوية مطر مدربة الأشغال اليدوية لنزيلات إصلاحية الدمام يتم تدريب النزيلات بحسب مواهبهن على الأشغال اليدوية، ونسبة قليلة منهن من تجيد الحرف اليدوية، فنحن نرغبّهن في ذلك، وندربهن وننمي مواهبهن ونجلب لهن المواد التي يحتجنها.. فهناك الآن 40 نزيلة متدربة نشارك معهن بالمعارض، وشاركناهن من قبل بمهرجان الجنادرية، ويتم صرف حق النزيلة كاملا من أتعابهن في البيع. وتشير عدوية إلى أنه رغم دعم الإدارة الكامل لنا والذي نشكرها عليه إلا أننا نواجه بعض الصعوبات في تأمين المواد للمتدربات. وتمنت أن تكون هناك مشاركة فعالة من القطاع الخاص، والذي سيكون حافزًا لنا، حيث نواجه صعوبة كبيرة، لأن العائد لا يكفي، ونحن نقسم منه للخامات والمواد ونسب العمل.