بمشاريع صغيرة استطاعت عدد من الأسر المنتجة في تبوك مواجهة الواقع الصعب بالبحث عن حلول ذاتية لرفع مستواها الاقتصادي فلجأت إلى الحرف والصناعات المنزلية والمصنعات التقليدية والتراثية تمارسها من خلال منازلها لسد حاجة أسرتها ولو بالقليل لزيادة دخلها معتمدة على ماوهبها الله من نعمة الموهبة والقدرة على العمل. "اقتصاديات الاسرة" توجهت إلى جمعية الملك خالد الخيرية النسائية التي دعمت تلك الأسر مادياً ومعنوياً والتقت بعدد من هؤلاء السيدات اللواتي تمكن من استغلال مهارتهن وإتقانهن لبعض الحرف اليدوية. فتقول آمنه عبدالله أنا خريجة معهد معلمات ولم احظ بفرصة الوظيفة وأنا متزوجة ولدي أطفال ومستوى الدخل المادي لزوجي متدن فقررت أن ألجأ إلى معرفتي في مجال صناعة اللحف بواسطة القطن والصوف وكذلك المخدات والبيزة وجهاز العرائس فأصبحت ولله الحمد اعمل في منزلي وتأتيني عروض طلبات من المعارف والجارات والحمد لله أنتاجي لاقى صدى طيباً واستحسان الجميع وبهذه الحرفة التي أمارسها كفيت مسألة الناس ووفرت لي أنا وأبنائي مصدر دخل يساعدني على ظروف الحياة ولاانسى جهود جمعية الملك خالد الخيرية النسائية في تزويدي ببعض المواد الخام ولكننا نواجهه صعوبة في التسويق ونحتاج لمعارض دائمة ومؤقته لعرض منتجاتنا كما اننا بحاجة الى جهة تعمل على تسويق منتجاتنا. صناعة البخور والرشوش ومن جانبها تروي ام بدر قصتها قائلة.. أنا سيدة مطلقة ولدي أولاد وبنات وليس لدي أي دخل مادي، وبفضل من الله لم ألجأ إلى سؤال الناس وذلك لمزاولتي مهنة صناعة البخور والعطور والرشوش التي تعلمتها من والدتي ولاقت منتجاتي استحسان طالبيها والحمد لله في البداية كانت تواجهني صعوبة في توفير المواد ولكن مع تطور العمل وزيادة الطلب استطعت الآن ولله الحمد في توفير المواد الخام وأتمنى أن نجد شركات مختصة في العطور أن تأخذ منتجاتنا وتسوقها أو إيجاد سوق خاص لنا نستطيع بيع منتجاتنا بشكل أوسع لأن عملية البيع حاليا تعتمد على المعارف والجارات أو من خلال السوق الخيري في جمعية الملك خالد الخيرية. إعداد المأكولات والولائم وبالعزيمة والطموح تروي قصتها ام زياد فتقول كنت أعمل مستخدمة براتب ضعيف فتركت العمل فوجدت من الصعب البقاء دون عمل ففكرت في عمل أديرة من منزلي وفي نفس الوقت يدر علي ربح مادي فقمت في إعداد المأكولات الشعبية والحلويات والمخللات وإعداد الولائم للمناسبات حسب الطلب وكنت في البداية اعمل على مستوى أهلي وجاراتي ثم اتسع نطاق العمل وأصبحت أتلقى الطلبات من الكثير من العائلات خصوصا من السيدات العاملات ولي الآن مايقارب السنتين. كانت هواية فأصبحت مصدر دخل خديجة اسعد تمتلك موهبة التطريز وتعيش وسط أسرة سعيدة وميسورة الحال فهي تصمم لمنزلها الشراشف المطرزة والمفارش والستائر التي كانت تعجب كل من أتى لزيارتها فوجدت تشجيعا كبيرا من زوجها وعائلتها إلى تنمية هذه الموهبة خصوصا إن الكثير طلب تنفيذ مثل هذه الأعمال فتقول ولله الحمد زوجي ساعدني في توفير المواد اللازمة وأنا سعيدة بهذا المشروع وإنا اعمل جاهدة على التنسيق بين أوقات أسرتي وأوقات عملي. فاستغل الفترة الصباحية عند ذهاب أبنائي إلى المدارس بالعمل بصنع تلك المنتجات وتجد إقبالا كبيرا خصوصا من الذين يهتمون بالأشغال اليدوية لما فيها من جودة وإتقان. انتاج أعمال فنية ومشغولات تراثية السيدة فاطمة الزهراني وابنتها عهود تمثلان نموذجاً رائعا للأسرة المنتجة بعد إن وضعتهن الظروف بسبب وفاة رب الأسرة فلم يقفن أمام الصعاب بل تجاوزهن بالعزيمة والإصرار والطموح فمن جانبها تحدثنا السيدة فاطمة قائلة بعد وفاة زوجي لم نجد من يعيلنا فأصبح وضعنا المالي سيئاً جدا فنصحتني إحدى جاراتي بان اذهب إلى جمعية الملك خالد الخيرية النسائية بتبوك واعرض عليهن ما لدي من خبرة فانا املك مهارة استخدام الصوف وعمل الملابس الشعبية والمفارش المطرزة بمختلف أنواعها والحقيقة أنني وجدت تجاوباً كبيراً من الجمعية التي دعتني وهيأت لي فرصة العمل وبعد إن اثبت جدارتي قامت الجمعية بتعييني بمرتب في الجمعية وإنا أشارك في معارض الجمعية بما أنتجه من مشغولات ومنسوجات. وتواصل السيدة فاطمة حديثها عن ابنتها التي بعد إن كبرت وتخرجت من كلية التربية كيف أنها ساهمت وساعدت في تحمل تكاليف المعيشة وبسبب عدم توفر الوظيفة التي تناسب مؤهلها فقررت إن تستغل موهبتها الفنية التي صقلتها في دراستها في قسم الاقتصاد المنزلي فبدأت بتنفيذ أعمال فنية من جبس وفلين وسيراميك وغيره في بعض المدارس وتنسيق الزهور حسب الطلب كذلك تنفيذ بعض الأعمال الديكورية في بعض المنازل ولله الحمد أصبح لدينا مصدر دخل جيد. جهود الجمعية في دعم الأسر تقول الأستاذة حنان مشرفة الدورات في الجمعية إن الدورات التي تنفذ في الجمعية هدفها الرفع من مستوى الفتاة والمرأة السعودية ثقافيا واجتماعيا وتأهيل الأسر لإيجاد فرص للعمل ومحاولة تحويلهم من اسر محتاجة إلى اسر منتجة بعد تأهيلها وتدريبها لإكسابها مهارات حرفية ومهنية ويدوية للعمل على زيادة الدخل ويهدف أيضا إلى مواصلة حفظ التراث من مشغولات ومنسوجات تراثية من واقع تراثنا المحلي وهذه البرامج ساهمت بشكل كبير في خفض إعداد الأسر الفقيرة، بحيث تخدم مجتمعها وتعف نفسها عن السؤال وتأخذ فرصتها حتى لاتكون عالة على المجتمع وتقوم الجمعية بتأمين الخامات الأولية لدعم السر في تنفيذ منتجاتها، كما تعمل الجمعية على تسويق منتجاتهم حسب الإمكانيات المتاحة وعمل المعارض والأسواق الخيرية، وهناك تعاون مع جمعية الأمير ماجد بن عبدالعزيز لإدراج عناوين تلك الأسر في مجلة الجمعية.