تمتلك بعض الفتيات مواهب حرفية يدوية يقمن بتطويرها، إما عن طريق الدورات أو الدراسة في المعاهد التي تهتم بالأعمال الحرفية فيما يختص في مجال موهبتها، ولعدم وجود جهة معينة تقوم باحتضان هذه المواهب بما يتماشى مع مصالحهن ويعود عليهن بالربح المادي مع حفظ حقوقهن، يقمن بعمل مشاريع خاصة من منازلهن لزيادة دخلهن، عن طريق التجارة من المنزل ومايسمى بتجارة «الأسر المنتجة»، إلا أنهن عندما يبدأن التنفيذ الفعلي لمشاريعهن المنزلية يواجهن صعوبات وعقبات تحول دون تحقيق حلمهن . « الرياض» التقت بعض الفتيات وحاورتهن حول موهبتهن وطموحهن في مجال التجارة والعقبات التي تواجههن وتحول دون تحقيق الهدف. «مريم أزهري» - مصممة فساتين زفات العرائس وكوش الأفراح - بدأت بالعمل من منزلها، إلاّ أنها تواجه مشكلة عدم القدرة على تسويق ما تقوم بإنتاجه، وتتمنى وجود جهة معنية بالأسر المنتجة تحتضن أعمالهن، وتقوم بتسويق إنتاجهن لصعوبة تسويق الإنتاج من المنزل، وتقوم على حفظ حقوقهن وحقوق ابتكار تصاميمهن. عباية تم تصميمها منزلياً وذكرت «أزهري» أنها تبذلُ جهداً جباراً للخروج بفكرةٍ ما، إلاّ أنها تتفاجأ بمن يقوم بتقليد فكرتها ويسلب حقوق تصميمها وأفكارها، وتتمنى من الجهات المسئولة أن تنظم نشاط التجارة من المنزل، بأن يتم منح كل سيدة ترغب بالتجارة من المنزل ترخيص مزاولة المهنة، ليسهل عليها التسويق لعملها، وتضع لوحة خاصة بها في مكان سكنها دون أن يمنعها أحد من ذلك، مشيرةً إلى عدم وجود دعم ومتابعة من قبل الجهات المسئولة، التي يفترض بها أن تمد السيدات الراغبات بالتجارة من المنزل بالقروض التي تساعدهن على القيام بمشروعهن. في حين أرادت «بشايرهزاع الدعيس» صقل موهبتها في أكثر فدخلَتْ قسم تصميم وخياطة بالكلية التقنية، إلاّ أنها بعدما تخرجتْ لم تجد وظيفة تناسب تخصصها، كانت تتمنى أن تعلم فيها الفتيات التصميم، فقررت أن تكوّن مشروعها الخاص من المنزل، فاتخذت غرفة صغيرة معملاً لها وبدأت تصمم الإكسسوارات، ولم يحالفها الحظ لأن ما أنتجته لا تستطيع تسويقه ولابد لها أن تستأجر محلا، واتجهت إلى عروض تأجير الأكشاش في الكلية التقنية، وعادت أدراجها بعد أن صعقتها أسعار الإيجار التي لا تستطيع دفعها، لأن ما تنتجه تبيعه بأسعار رمزية، كما أنها تعاني كثيراً من شراء المواد الخام المكلفة. واجتهدت بشاير كثيراً في أن تجد حلاً لما يواجهها من صعوبات، حاولَتْ الإشتراك في «البازارات» إلا أن القائمين عليها يبالغون في أسعار إيجار الطاولات التي تصل إلى ثلاثة آلاف ريال في اليوم، مع عدم مراعاة لأسعار السلع المباعة، وككل فتيات الأسر المنتجة تتمنى بشاير أن تكون هناك جهة مسئولة عن توفير المحلات وتوفير أماكن لتسويق منتجاتهن بإنشاء مركز تجاري مخصص لعرض سلع الأسر المنتجة، ويتبني مواهبهن ويساعدهن للتخطي العواقب، ووضع أنظمة تمكنهن من مزاولة تجارتهن بسلاسة، بما يجعل منهن عضوات فاعلات في المجتمع. وقالت «عالية محمد الدعيس»-مصممة عبايات-: « لدي هواية تصميم العبايات فقد كنت أصمم عباياتي بنفسي، وكانت تنال استحسان صديقاتي والمقربين مني، حتى أنهن أصبحن يطلبن مني أن أقوم بالتصميم لهن، ومن هنا بدأت فكرة أن أقوم بافتتاح «بوتيك» لتصميم العبايات وأن أستفيد من موهبتي في دخولي للمجال التجاري، إلاّ أن هناك عقبات واجهتني أتمنى أن أستطيع التغلب عليها، فعندما أردت توظيف خياطة سعودية تعمل معي في الخياطة براتب شهري لم تقبل بمبلغ «1500 ريال»، فقررت الاستعانة بصندوق الموارد البشرية لمساعدتي في دفع الراتب لها- بما إنها عاملة سعودية - للأسف رفضوا ذلك؛ لأنني لا أمتلك محلاً، فقررت أن أستأجر في أحد المراكز التجارية إلاّ أنني صدمت بالمبالغ المطلوبة كرسوم إيجار وكان أقلها «100 ألف ريال»، وحين توجهت لاستقدام خياطة من الخارج تزامن ذلك مع إلغاء الاستقدام من جنسيات معينة». وأضافت عالية « أتمنى أن تكون هناك جهة تتبنى الراغبات بالتجارة من منازلهن وتسهل أمورهن، وتوفر محلات أو أكشاك صغيرة بأسعار مناسبة يبدأن بها تجارتهن ويتغلبن على الصعاب التي يواجهنها». وبيّنت «أوليف عمر يغمور» التي تقوم بأشغال يدوية «مفارش وبلايز وشنط يد»، أن الفتاة المنتجة لا تجد من يدعمها أو يساعدها على أن تقوم باستغلال موهبتها تجارياً، ولو حاولت كثيراً إلاّ أنها عادةً لا تجد فرصةً مناسبة، فالبعض يحاول أن يجعلها تعمل فترات طويلة دون أن يمنحها الربح المادي الذي تستحقه على عملها، وهناك من يريد منها أن تنتج له الكثيرمن المشغولات اليدوية بسعر قليل لاتستفيد منه أبداً، متمنيةً أن تكون هناك جهة تتعهد هذه المواهب تُنشئ سوقا صغيرا يمكنهن من عرض إنتاجهن فيه.