قد يكون عجيبًا لدى البعض أن يكون الفتح بطلًا للدوري رغم إمكاناته القليلة ودخوله المحدودة، فقد أجاد وأقنع المتابع بأنه فريق صعب المراس ووضع بصمته على الكبار قبل الصغار، وتمكن من فرض هيمنة غريبة على الجميع، ومن دون سابق موعد، وبعث رسائل عدة للفرق الكبيرة عن ماهية العمل المنظم، وبالفعل حقق بأقل الإمكانات كل شيء ومن لاشيء، الفتح درس لن يتكرر، وأقول كلامي واثقًا فيه تمامًا، ولن يكون التكرار طريقًا سهلًا، فليس الفتح بالخوارق ولا بصانع المستحيل ولا أكثر دراية من الأربعة الكبار وملحقاتهم، ولكنه بطل استثنائي بكل المقاييس والاعتبارات الممكنة وغير الممكنة، نعم هو البطل ويستحق، وبالتأكيد سيطلق منام الكبار قبل غيرهم، ولنتذكر جيدًا أن الوحدة كاد قبل سنوات أن يفعل المستحيل وقارب ذلك، وسبقه النجمة، وكاد أن يسجل سابقة، ولكن أين هما الآن؟! وأخشى على الفتح أن نراه في المواسم المقبلة متدرجًا في الوسط أو القاع لاسيما أن أطماعه ستكبر وستتجاوز طاقاته العناصرية والمالية بدليل أنه تقوقع في العربية، ومن هنا أبعث بتهنئتي ونصيحتي أن لا يتهور وأن يتمدد قدر إمكاناته، ففي العجلة تيه وندامة، ومن الصعب التفكير فيما يفوق القدرة، وفي العموم قدم ما عليه وفرض نفسه على التاريخ وكل المحيطين، هزم الهلال والاتحاد والشباب والاتفاق، وتوقف في محطة النصر، ومع الأهلي رسم فرحته الكبرى، وقد يكون له مع الفرح بقية فيما تبقى من الموسم الحالي ولن أزيد، وفي الشأن الاتحادي كسب الفريق موقعة نجران، وظن من ظن ان عافية الفريق كاملة، ولم يكن سوى حلاوة روح، وأتمنى أن لا يفقد الفريق كل حلاوته في قادم الأيام، بما يعني ضرورة التفكير في إدارة واعية، واستعداد أمثل للموسم الجديد، وبطريقة تخالف الأحقاد والتشفي واللعب بالنار وتصفية الحسابات، ولابد من وقفة شرفية صادقة تعيد الأمور لنصابها الصحيح، ليعود النمور إلى جادة الطريق، ويحاول من أقل الإمكانات أن يصنع ما صنعه الفتح حتى وإن استعان بعد الله بالجبال، لأن الأمر عرض وطلب، ومن حق أي فريق أن يبحث عن الأفضل.