قذف الأهلاويون بثقافة الإحباط والتفريط والتراجع عن ملامسة البطولات والإنجازات خارج الذاكرة.. واستعادوا هيبة الحضور الكبير نحو مدن الكؤوس والإبهار والضجيج من جديد وهم بذلك يقتحمون دوائر الفوز بالبطولة الرابعة والعشرين لمسابقة دول مجلس التعاون الخليجي للأندية أبطال الدوري والكأس 2008م عن جدارة واستحقاق عقب ان خطفوا هذا اللقب التاريخي من بوابة غريمه في مسيرة هذه البطولة فارس نجد بهدفين نظيفين مقابل لاشيء للأخير. الكتيبة الخضراء .. تجلت في مساء الرياض برعت كثيراً وتألقت كامل المنظومة العناصرية الخضراء عبر هذا المعترك المثير وهي تقدم نفسها بلغة الاصرار والعزيمة وبانشودة العودة صوب مدارج التتويج الخليجي المنتظر والذي يعد استهلالاً وفتحاً للقادم من بطولات هذا الموسم الكروي المحلي ودافعاً حقيقياً لاستقرار العوامل النفسية والمعنوية في أنفاس هذه الكتيبة الخضراء والتي غابت عن ممارسة ادوارها في ملامسة البطولات منذ زمن..! خالد بن عبدالله.. أمير الفكر والريادة ولعل اولى لغات الانصاف والتدير لهذا الانجاز والاستحقاق الذي احتضنته القلعة الاهلاوية عبر تفاصيل هذه البطولة الخليجية ما فعله ويفعله من حضور ودعم واستقرار وحشد موصول لمسيرة هذا الفريق امير الفكر الرياضي الأهلاوي المدهش صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز والذي ظل ولم يزل على مدار محطات هذا النادي وحده حتى في الاخفاقات هو وحده ولا غيره من يلملم الجراحات ويفتح طرق التفاؤلات ويحاول مع المخلصين الصادقين بلوغ ما يمكن من عمل وانجاز.. لتبقى هذه البطولة الخليجية التي احرزها الاهلاويون من أثمن الهدايا وأغلاها لهذا الرمز الاهلاوي الخالد..! الراهب.. قناص الوطن القادم فتحت هذه المسابقة مساحاتها وفضاءاتها لميلاد النجم البارع حسن الراهب والؤي يملك في ادواته وامكاناته وطموحاته تفاصيل المهاجم القادم والواثق والنجم الموهوب القادر على اقتحام المواقع الصعبة وتسجيل الاهداف في أية لحظة.. زد على ذلك توافر القدرة لديه على الافلات من الرقابة والحصار التي يفرضها عليه المدافعون ولعل مباراة التتويج أمام منافسه النصر قد منحت هذا "الراهب" وفجرت شيئا من طاقاته وتجلياته والذي توجها باحراز هدف نقل الفريق الى منصات التتويج وهذا الخراشي يُعد واحداً من أهم الأوراق الرابحة التي وفقت فيها الادارة الاهلاوية عبر هذا الموسم. المسيليم .. يكتشف نفسه كما نجح الحارس الواثق ياسر المسيليم في تقديم نفسه من خلال هذا اللقاء الكبير والذي استطاع أن يتصدى لوابل من التسديدات الصفراء وينقذ مرماه من ويلات الخسارة وكان بحق واحداً من الاسماء التي ساهمت في احراز هذا المنجز الاخضر..! لتبقى التطلعات الجماهيرية في ان يستمر ويتصاعد المستوى الادائي لهذا الحارس العملاق عبر مراسم هذا الموسم بعد أن تراجعت معطياته الفنية في بدايات هذا العام ولكنه عاد من جديد لميادين النجومية والابداع وهو يؤكد لجماهيره علو كعبه وثقته في نفسه بتدعيم هذه البطولة بهذا الانتصار..!! جماهير الأهلي المدهشة..! تستحق أخيراً.. الأوساط الجماهيرية الخضراء ما صنعته قلعة الكؤوس والتاريخ من انجاز خليجي معتبر .. أروت العطاش الجماهيري المخلص والذي انتظر طويلاً وساند كثيراً ناديه العملاق في كل المدن والمحافظات ويكفي هذه الجماهير الاهلاوية ما فعلته في مدرجات ملعب الامير عبدالله الفيصل بمدينة جدة من حضور وتجييش كبير وهي تقف مع فريقها بكل اقتدار وعادت بضجيجها من جيد عبر استاد الامير فيصل بن فهد بالعاقة الرياضي وهي تمارس دعمها الطاغي والحاشد لفريقها الاخضر والذي انتهى بانجاز تستحقه الجماهير الخضراء. العنقري.. هذا الإداري المهذب..! بقي أن نُشير ونتناول القدرة الإدارية الأهلاوية بقيادة الرجل المنظم والخلوق عبدالعزيز العنقري والذي وضع ثقته المطلقة كعادته لفريقه البطل مؤكداً قبل بداية الحدث النهائي الكبير بأن لاعبيه يملكون الروح العالية والاستعداد الجيد وافاد بقدرتهم على الظهور بأفضل الحالات.. وهذه القناعة الادارية التي يقودها الرجل المهذب "العنقري" هي امتداد لسياسته الادارية الحديثة والذي منح الثقة والعزائم لكامل فريقه وتوجها في النهاية ببطولة مستحقة..!