اتفق المدربون الوطنيون والنقاد الرياضيون على أن الفتح استحق لقب دوري زين للمحترفين بجدارة واستحقاق، مرجعين الفضل بعد الله إلى إدارة النادي الشابة التي هيأت الأجواء المناسبة للفريق من أجل العمل لكسب نتيجة إيجابية، وهذا ما تحقق بالفعل، فبعد عمل متواصل دؤوب طوال المواسم الماضية توجته الإدارة هذا العام بالفوز باللقب الأغلى، الذي ابتعد عن الساحل الشرقي 35 سنة وأبى الفتح إلا أن يعود، نترككم في ثنايا هذا الاستطلاع: خميس: رد علىالأعذار أكد المدرب الوطني يوسف خميس على أن الفتح يعد ظاهرة كروية تستحق الدراسة، مشدداً على أن درع الدوري أتى بعد تخطيط وتعاون بروح الجماعة بعد تحديد الهدف ليصل الفريق للهدف، وأضاف: «النظام أساس النجاح ففريق بني على هذا الأساس بلا ضوضاء إعلامية وبدون أعذار، على عكس ما تعودناه من الأندية الأخرى، فالفتح أعطى درساً في أنه لا مكان للكسالى ولا المتخاذلين، فالفتح أثبت أن المال ليس كل شيء حتى وإن لم تكن تملك المال الكافي، لكنك تملك الفكر والروح لتحقيق هدفك، بالإضافة إلى أنك تعمل بالمال القليل لكن بتصرف، لتحقق هدفك الذي تسعى له». وتابع خميس حديثه عن الفتح : «لا تستطيع أن تعمل بلاعبين غير منضبطين وهذا ما حدث بالفتح على عكس الفرق الأخرى، لابد أن تعمل الأندية بصدق لتحقيق هدفها، فلاعبو الفتح أتوا من أندية أخرى بعد أن استغنت عنهم أنديتهم، مع ذلك الجميع لديه رغبة الفوز وإثبات الذات في أنهم يحققون البطولة، أعتقد أن الفتح رد على جميع الأندية التي تختلق مبررات عندما تخفق في البطولات، فالنموذجي قال هذا أنا موجود وحقق البطولة الأطول». حمزة: عمل مميز طالب قائد الاتحاد السابق والمحلل الفني حمزة إدريس الجميع بالوقوف احترماً للفتح على تحقيقه الدوري، فتحقيق بطولة الكأس من الممكن أن نقوله عنه سهل، لكن أن تحقق بطولة الدوري الأطول نفساً فهذا الأمر الصعب، وأضاف: «أعتقد أن الجميع فرح من تحقيق الفتح للدوري؛ لأن ذلك نتاج عمل مميز وجهد كبير مقدم من إدارة الفريق، بالإضافة إلى أنه سيفتح بابا للأندية الأخرى متى ما كان الإصرار والعمل النظامي الموجود منتظماً سيتحقق الهدف، فإنجاز الفتح يجير للعمل الجماعي المنظم بعد الاستقرار الفني الحاصل للفريق على مدى السنوات الست الماضية؛ لذلك من الطبيعي أن تكون نتيجة هذا الاستقرار والعمل الكبير بطولة الدوري، أتمنى أن نرى الفتح في الموسم القادم بطلا ليكون ذلك دافعاً لبقية الأندية أن تحذ حذوهم». الهريفي: الفتح يستحق علق المحلل الفني فهد الهريفي على أن هدف الكونجولي دوريس سالومو هو هدف بطولة، مؤكداً على أن الرياضيين فرحوا بحصول النموذجي على درع الدوري؛ لأنه بذل المستحيل من أجل تقديم مستوى جيد قبل أن يرتفع الطموح إلى المشاركة الآسيوية ومن بعدها تحقيق اللقب، وأوضح الهريفي أن النموذجي حقق البطولة باقتدار بعد أن سجل انتصاراته على الفرق القوية لذلك هي ذهبت إلى من يستحقها بصراحة، وأضاف: «من قال إن الفتح لا يستحق البطولة أنا أطالبه بأن يريني فريقه، فالفتح نموذجي في كل شيء، أعطى الجميع دروساً عدة خاصة في الاستقرار الفني، بالإضافة إلى الاستفادة المثلى من لاعبي الأندية الأخرى وتهيئتهم وتجهيزهم ليكونوا دعامة قوية للفريق، والآن نشاهدهم يرفعون أغلى وأطول بطولة بالمملكة»، وعن التونسي فتحي، ألمح الهريفي إلى أن ال13 مدربا في زين لم يستطيعوا قراءة طريقة لعب الفريق والسبب يعود إلى أن الفريق مترابط ومتحاب ومتجانس، لذلك عندما تشاهده تظن أنه فريق متوسط بطريقة فتح لعبه إلى أنها بدأت واضحة من المدرب، شاهدنا الفريق يقتنص أنصاف الفرص ويسجل منها كما لو لم يسجل من قبل، وهذه ميزة الفتح بصراحة، التفاهم والانسجام يحفان اللعب، فعلاً نموذجي بكلِ شيء»، وأبدى الهريفي إعجابه بإدارة الفتح خاصة أن التصريحات المثيرة اختفت، كما أن التصريحات التي تدل على الغطرسة لم يكن لها وجود في الفتح، فهو كل ما تقدم في سلم الترتيب العام أصبح أكثر مرونة وتواضعا سواء عن طريق لاعبيه أو الجهازين الفني والإداري. الدعيع: تمنيته فتحاويا عبر حارس آسيا والمحلل الفني محمد الدعيع عن أن أمانيه مساء أمس الأول كانت مع الفتح في تحقيق الدوري رغم هلاليته؛ لأنه أعطى دروساً مجانية لجميع الأندية وخاصة صاحبة الإمكانيات القليلة على أنه لا مستحيل في كرة القدم، وتابع الدعيع: «فتحي الجبال أعطى درساً للمدربين، بالإضافة للاعبين الذين قيل عنهم إنهم رجيع الأندية، أعتقد أن لاعبي الفتح أثبتوا أنهم رجال، وأعطت إدارة الفتح درساً قاسياً لإدارات الأندية التي تجلب لاعبين بملايين الدولارات، مع أن سعر لاعب واحد بنادي كبير يوازي سعر محترفي الفتح الأجانب، وهذا يعني أن المال ليس كل شيء»، وبين الدعيع أن إدارة ولاعبي الفتح كانوا أكثر تواضعا خلال هذا الموسم، كما أن بادرتهم بالسجود الجماعي تعد أمراً حسنا خاصة أن في داخلهم شعورا جبارا. المهنا: مع النموذجي أوضح إداري الكرة السابق بنادي الشباب ماجد المهنا، أن الفتح أثبت مقولة لا مستحيل في عالم كرة القدم، في ظل تواجد العمل المتواصل الممزوج بالآمال والطموحات بالإضافة للعمل المدروس البعيد عن ضجيج الإعلام، فهو الطريق الأمثل لتحقيق البطولات، وأكد المهنا على أن الفتح يمتلك مدربا خبيرا ولاعبين جمعهم حب التفوق والروح العالية بتواجد إدارة شابة حكيمة طموحة، ومقابل هذا قليل من المال، والنتيجة صنع الفتح لنفسه مجداً سيحرج من خلاله الأندية الكبيرة لسنوات طوال، وشدد المهنا على أنه ولأول مرة في تاريخ الكرة السعودية تجتمع الجماهير على استحقاق فريق غير أنديتها المفضلة للقب البطل، فعلها الفتح.