لم يكن أكبر المتشائمين من عشاق الكرة الإيطالية يتوقع النتائج المخيبة التي حصدتها الفرق الإيطالية الثلاث في ذهاب مرحلة ثمن النهائي بمسابقة دوري أبطال أوروبا . الفرق الإيطالية الثلاث ( إنتر ميلان ، إيه سي ميلان ، وروما ) تجرعوا جميعا مرارة الهزيمة على أرضهم وبين جماهيرهم ، في مرحلة الذهاب . وهذا مؤشر خطير يزيد من احتمالات خروج الفرق الثلاث جميعا من هذا الدور ، بنسبة كبيرة . أفضل الفرق الإيطالية أو أقلها سوءا من حيث الأداء ، كان فريق إنتر ميلان الذي واجه خصما صعب المراس ويتمتع بالخبرة والانضباط التكتيكي والروح العالية والشخصية القوية ، وهو بايرن ميونخ الألماني . الفريقان ، إنتر ميلان وبايرن ميونخ ، قدما واحدة من أجمل مباريات الموسم الأوروبي . ورغم أفضلية بايرن ميونخ وقدرته على عزل هجوم إنتر ميلان عن خط وسطه ونجاحه في صناعة الكثير من الفرص المحققة ، إلا أن إنتر ميلان أبدى مقاومة شرسة وكان ندا قويا واستطاع أن يخلق العديد من الفرص بفضل قدرات لاعبه الخارق سامويل إيتو الذي استطاع مع الظهير الأيمن مايكون ، تعويض غياب دور خط وسط الفريق في صناعة اللعب ، وتمكنا من شق صفوف دفاعات بايرن ميونخ أكثر من مرة كادت بعضها أن تؤدي إلى تسجيل أهداف لولا رعونة كامبياسو الذي تهيأت أمامه فرصتان محققتان بعد أن ارتدت تسديدات إيتو من حارس الفريق البافاري . بالمقابل لم يقدم إي سي ميلان أي شيء يشفع له في مباراته على أرضه ضد فريق توتنهام الإنجليزي الذي يلعب لأول مرة في تاريخه ضمن مسابقة الأبطال .ورغم الغياب المؤثر للاعب الوسط الخلاق غاريث بيل أحد أهم نجوم مرحلة المجموعات من دوري الأبطال ، فإن فريق توتنهام استطاع أن يفرض سيطرته منذ الدقيقة الأولى ، وشكل خطورة متناهية على مرمى ميلان حتى أتى هدف الفوز في الدقائق الأخيرة من المباراة عن طريق رأس الحربة كراوتش وبعد مجهود خارق من الجناح الفذ آرن لينن . وطوال الدقائق التسعين للمباراة ، لم يستطع فريق ميلان أن يشكل تهديدا حقيقيا أمام مرمى توتنهام، ولم يستطع لاعبو خط وسطه أن يجاروا لاعبي خط وسط توتنهام إلا في فترات قليلة من المباراة ، رغم غياب بيل وعدم مشاركة صانع الألعاب لوكا مودريتش إلا في العشرين دقيقة الأخيرة من المباراة. أما أسوأ الفرق الإيطالية فكان روما ، حيث هزم أمام الفريق المتواضع نسبيا شاختار دونتسيك، بثلاثة أهداف مقابل هدفين . وهي نتيجة تبدو محاولات تخطيها في مباراة الإياب ، شبه مستحيلة. إيطاليا خرجت من الخريطة الأوروبية مبكرا .. إنها المرة الأولى منذ عقود.