أكد نائب وزير التربية والتعليم د. خالد بن عبدالله السبتي على موقف المملكة العربية السعودية الذي يستنكر العنف أو الاعتداء على الآمنين، مشيرًا إلى أن العنف والتطرف لا دين ولا لون له وأن العمل المشترك يتطلب أن يقف الجميع لمحاربة الارهاب، وقدم تعازيه للسفير الأمريكي الممثل لحكومته وللشعب الأمريكي كافة بشأن التفجير الذي وقع في بوسطن بالولايات المتحدةالأمريكية وخص بالعزاء أسر الضحايا الأبرياء. جاء ذلك أثناء كلمته التي ألقاها في الدورة ال191 من أعمال المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو المنعقدة حاليًا في باريس، والتي تدرس وثيقتين مهمتين هما الاستراتيجية المتوسطة الأجل، والبرنامج والميزانية. وقال إن الأزمة المالية التي تواجهها اليونسكو فرصة للمنظمة لإعادة النظر في هيكلها الإداري وتقليص النفقات وتحديد أولوياتها، مضيفًا أن المملكة العربية السعودية تؤمن بأن دور اليونسكو لا بد أن تعززه قناعات الدول بهذا الدور الحيوي والمهم الذي تقوم به، مشيرًا إلى أن هذه القناعات تتشكل وتبرز من خلال الدعم المالي والفني والمعنوي لبرامج المنظمة، وتسهيل عملية التفاعل داخل الدول، وتقديم المعلومات الدقيقة في الوقت المناسب، وذلك لتمكين بناء الخطط والاستراتيجيات الفعالة، وصناعة المشروعات. وافاد إن الأزمات التي يمر بها العالم، والصراعات في كثير من المناطق، بين الدول أو في داخل بعض الدول تجعل مسؤولية اليونسكو أكبر، ودورها أهم خصوصا فيما يتعلق بمجالات عملها التربية والثقافة والعلوم والتقنية، وتلك هي المجالات الأكثر حيوية في حياة الشعوب واليونسكو هي الهيئة الأممية الأولى التي تعنى بالتربية والثقافة والعلوم، ونحن إذ نعمل في وزارة التربية والتعليم على تحقيق أهداف التعليم للجميع، نتشارك مع دول المنطقة في بناء وتنفيذ عدد من البرامج لتحقيق هذه الأهداف، وبهذه المناسبة ندعو اليونسكو إلى دعم المكاتب الميدانية لها بالخبرات المهنية القادرة على تحقيق رسالتها، ومن ذلك أدعو إلى المسارعة في تعيين مدير لمكتب اليونسكو في الدوحة، من الخبرات العربية العارفة بأجواء المنطقة ومتطلباتها. وأبان د. السبتي أن منظمة اليونسكو تحتفل هذا العام بالسنة الدولية للمصالحة بين الثقافات، الذي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة، من خلال تسليط الضوء على مجموعة من الممارسات الجيدة التي تعنى بالجهود في مجال الحوار بين الثقافات وكذلك الحوار بين أتباع الأديان لتحقيق التعددية الثقافية على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، وتشجيع المبادرات الإقليمية لمواجهة التطرف والتعصب، وتحقيق السلم المستدام في حالات ما بعد النزاع، واستخدام التراث الثقافي المشترك كوسيلة للمصالحة بين الشعوب، وفي هذا السياق تستضيف المملكة العربية السعودية مؤتمرًا دوليًا في شهر ديسمبر من هذا العام للحوار بين الشباب، حيث سيتحاور حوالي 100 شاب وشابة ممثلين لمختلف قارات وثقافات العالم حول سبل بناء مستقبل مشرق لتعزيز لغة الحوار والتعايش السلمي، تحقيقًا للمحور الثالث من المحاور التي حددها تقرير اليونسكو: « نتعلم لنعيش، نتعلم لنعيش مع الآخر». واشار الى أن المملكة بقناعتها وإيمان من قيادتها، تواصل إسهامها في نشر ثقافة السلام والحوار على مختلف الأصعدة، الوطنية والإقليمية والعالمية، وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، يؤكد دوما على ضرورة تعزيز الحوار بين الحضارات وأتباع الديانات المختلفة، ولذا فإن المملكة العربية السعودية قد دعمت وبشكل كبير برامج الحوار العالمي مع اليونسكو وعبر إنشاء مراكز محلية، وكذلك عالمية، ومن ذلك مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في العاصمة النمساوية فيينا، وهو ما أشارت إليه بالأمس مشكورة سعادة سفيرة النمسا في خطابها أمام مجلسكم الموقر، وفي هذا السياق نتساءل مع الآخرين عن فكرة إنشاء مركز اليونسكو للتحولات الاجتماعية والحوار - ما الدور الذي سيقوم به؟ وكيف سيحقق التكامل مع بقية قطاعات اليونسكو الأخرى؟ وما هي القيمة المضافة لهذا المركز؟. ولفت معاليه إلى أن المملكة العربية السعودية قد تبرعت قبل أسبوعين بقرابة 3 ملايين دولار لمنظمة اليونسكو لدعم برنامج طلاب الجامعات الفلسطينية المتمثل في إنشاء عدد اثنتي عشرة مكتبة جامعية في كل من قطاعي غزة والضفة الغربية، وهي خطوة سعودية تؤكد مجددًا الإيمان برسالة اليونسكو وبأهمية دعم فلسطين كي يحصل شعبها على حقوقه الانسانية الأساسية.