أرضٌ واسعة تقع شمال خيبر، ما بين خيبر وتيماء وشرق وادي القرى (العلا)، ويعتبر سلاح (العشاش) جزءًا منها ويغلب عليها الطابع الصحراوي، حيث إنها شديدة الحرارة صيفًا، وشديدة البرودة شتاءً، ونادرًا ما يوجد بها ما يستظلّ الإنسان تحته إلاَّ في أيام الربيع، ويحدّها غربًا جبال متفرقة تكثر بينها الفجاج، وتشترك في هذه الصحراء عدة قبائل منها: عذرة وبلي وجهينة وكلب والقبيلة الأخيرة منها ميسون بنت بحدل الكلبية، زوجة معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهما- ومن أجدادها (جناب)، ولعل تلك المساحات الواسعة والشاسعة قد اكتسبت اسم جدها، وهذه الصحراء فضلتها ميسون على القصور والحدائق الغنّاء والأنهار في الشام، حيث الخلافة الأموية، وزوجها معاوية بن أبي سفيان وقد اشتاقت وهي هناك بالشام إلى جناب، إنه حب الوطن، بل أطلقت على تلك الصحراء الوطن الشريف، حيث أخذت تعبّر ذلك بالشعر حيث قالت: لبيت تخفق الأرواح فيه أحب إليَّ من قصر منيف وبكر يتبع الأظعان سقبًا أحب إليَّ من بغل زفوف وكلب ينبح الطراق دوني أحب إلى من قط ألوف ولبس عباءة وتقر عيني أحبّ إليَّ من لبس الشفوف وأكل كسيرة في كسر بيتي أحبّ إليَّ من أكل الرغيف وأصوات الرياح بكل فج أحبّ إليَّ من نقر الدفوف وخِرْقٍ من بني عمي نحيف أحب إليَّ من علج عليف "خشونة عيشتي في البدو أشهى إلى نفسي من العيش الطريف" فما أبغى سوى وطني بديلاً فحسبي ذاك من وطنٍ شريف قال معاوية -رضي الله عنه- حين سمع هذه الأبيات: "ما رضيت يا ابنة بحدل حتى جعلتني علجًا عليفًا، فالحقي بأهلك". فطلقها، وألحقها بأهلها، وقال: "كنتِِ فبنتِ" فقالت: لا والله، ما سررنا إذ كنّا، ولا أسفنا إذ بنّا"، ويلاحظ أن إجابة ميسون لمعاوية -رضي الله عنه- إجابة امرأة عربية عزيزة قوية الشخصية، تعبّر عن المرأة العربية وشموخها، واعتزازها بنفسها وبقومها وبوطنها، وكانت حاملاً بيزيد، فوضعته في البرية (أي: في جناب)، فمن ثَمَّ كان فصيحًا صلبًا، ولاسيما على أهل المدينة ومكة بعد أن تولى بعد أبيه، وقد وردت كلمة (علج)، وجمعها (علوج)!! وهناك قصيدة في حب الوطن بدأت ب: ميسون أيضًا ولكن ميسون العصرية: أتُراها تحبّني ميسونُ أم توهّمتُ والنساء ظنونُ كم رسولٍ أرسلته لأبيها "ذبحته" تحت النِّقَاب العيونُ المزيد من الصور :