نقلا عن صحيفة الرياض عدد 16287(فقد نصح باحثون أمريكيون عشاق الوشم بالتزام الحيطة والتدقيق في اختيار من ينفذه لهم بعد ان رصدت دراسة وجود صلة بين هذا الفن ومخاطر الاصابة بفيروس الكبد الوبائي (ج) وهو السبب الرئيسي في الاصابة بسرطان الكبد. وجاء في دراسة نشرتها دورية أمراض الكبد ان المصابين بفيروس (ج) الذي ينتقل عبر الدم هم أكثر عرضة بواقع أربعة أمثال للابلاغ عن تعرضهم لتجربة الوشم حتى مع وضع عوامل الخطر الاخرى في الاعتبار). وأقول: للأسف فقد صارت الكثير من الكبائر يتنافس على عملها وصنعها، من وشم وتفليج ونمص وخلافه، فهل الرجل أو المرأة المقدمون -وأخص بحديثي المرأة- على خطوة لتزيين من شكلها وتحسنه تعلم أنها قد تهدم دينها وسعادتها وتفسد وتدمر جسدها مستقبلا؟ وهل السعادة في عصيان الله والرضوخ لهوى النفس والجري خلف الموضات والركض خلف اتباع الهوى وصيحات وصرخات داعيات الموضة؟ ومن نافلة القول هنا أن البعض يسميه تحايلا بالتاتو. ولعل مما يسوء ذكره ولكني أذكره بقصد التنوير هنا؛ وشم الشفاة بتقشيرها ووضع مادة ما، لمدة محددة حوالى الأسبوعين وفيها تتألم المرأة وتعاني، وهناك وشم الحواجب، وفي معظم أنواعه يسبب النزف والألم، وإن كانت بعض النساء قديما وضعنه في موضع (الذقن) جهلا عند معظمهن، فلا أظن الجهل موجودًا عند كثيرات يعملنه في وقت العلم وانتشاره، ولعل مما يؤلم وجود وشم مناطق داخلية!! عند بعض النساء كمنطقة الظهر والبطن والسرّة والصدر.....! وتزداد حيرتك عندما تعلم بأن من عمل هذا الوشم لهن رجال اطلعوا على عورات النساء، أو حين تشاهد من تكشف عن صدرها أو بطنها أو ظهرها لتتزين بهذا الوشم وبما لعن صاحبه، وتكشفه في المجامع!! وهل علمت هذه الفتاة أو السيدة عاقبة وأثر الذنب الملعون صاحبه؟ تأمل الحديث التالي وتفكر في قيمة الناقة ذلك الوقت، ومعادلتها لأفخم أنواع السيارات الآن، وسل نفسك هل لعن شيء ما يسبب هذه الكراهة الشديدة ويوجب مفارقة مالكه له؟ فكيف نجلب اللعن لأنفسنا؟ روى مسلم في صحيحه عن عمران بن الحصين رضي الله عنهما قال: (بينما رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وامرأة من الأنصار على ناقة فضجرت فلعنتها فسمع ذلك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة. قال عمران: فكأني أراها الآن لتمشي في الناس ما يعرض لها أحد). ورقة من السنة: (حديث مرفوع) عن مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، رضي الله عنه قال وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ بِالْمَدِينَةِ: أَيْنَ فُقَهَاؤُكُمْ يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ؟ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ مِنْبَرِهِ يَنْهَى عَنْ مِثْلِ هَذِهِ الْقُصَّةِ، ثُمَّ وَضَعَهَا عَلَى رَأْسِهِ، فَلَمْ أَرَهَا عَلَى عَرُوسٍ وَلا غَيْرِهِ أَجْمَلَ مِنْهَا عَلَى مُعَاوِيَةَ، يَقُولُ: « لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ، وَالْمُتَنَمِّصَةَ وَالنَّامِصَةَ، وَالْوَاشِرَةَ وَالْمُسْتَوْشِرَةَ». ورقة ختام: لكل فتاة ستتزين لزواجها، هل فكرت أن جمالا يترتب عليه لعن، قد يتسبب عليك بتنقيص أجرك وربما تسبب بحزنك ومحق بركة زواجك؟؟ لا أجمل من النقاء والصفاء والبهاء الجبلي والطبيعي، والذي لن يزول بزوال مساحيق أو بزوال أثر عمليات جراحية تُجرى مع وجود ما يترتب عليها من الإثم ومن مخاطر ومن آثار مستقبلية قد تقل وقد تكثر. ورقة حكمة: نصف الثقة بالنفس: عدم المقارنة مع الآخرين، ونصف الراحة: عدم التدخل في شؤونهم، ونصف الحكمة: الصمت. للتواصل: [email protected]