اصطحاب الأطفال الى المساجد منهج نبوي دلت على فضله جملة من النصوص الشرعية الا ان بعض الاطفال يتجاوز أحيانا ويسبب ازعاجا يشوش على المصلين ويذهب خشوعهم!! وقد يعذر الطفل لصغر سنه وكثرة حركته في هذا العمر بالتحديد فماهي الضوابط التي ينبغي لنا ان نتقيد بها لاصطحاب الأطفال الى المساجد؟ «المدينة» وجهت السؤال لتجد حلا يرضي الطالبين بوجودهم والمنزعجين من تصرفاتهم فكانت كالتالي: بداية تحدث الداعية الشيخ نايف الصحفي أمام مسجد وعضو مكتب الدعوة والارشاد بشرق جدة قائلا: بصراحة افرح بوجود الاطفال في المسجد واتلطف معهم واداعبهم واحفزهم واتجاوز عن اخطائهم بشرط أن تكون اخطاء معقولة والاحظ بعض المصلين يقابل اخطاء الاطفال بردة فعل قوية تكون مؤثرة وعكسية الى درجة ان بعضهم يتعقد من دخول المسجد وهذا ما يريد الشيطان منا ومن خلال تجربتي ان الطفل اذا عاملته بشدة يزداد شقاوة ولعباً. وحول هل يصطحب أبناءه معه الى المسجد قال: ابني الاكبرخمس سنوات آخذه احيانا لأعوده على تتابع الخطى الى بيت الله فهذا أسلوب تربوي ينبغي على الآباء القيام به. وختم الشيخ الصحفي حديثه قائلا: اذا اختلفنا في قضية ما فإنا نرجع إلى النبع الصافي كلام الله وسنة نبيه فقد كان صلى الله عليه وسلم يخطب خطبة الجمعة فرأى الحسن لابسا ثوبا طويلا ويتخطى الصفوف ونزل واخذه ورقي المنبر مرة أخرى وهو في عبادة عظيمة كصلاة الجمعة فضلا عن غيرها. - أما العم أحمد الغامدي فيقول: رباني والدي على الذهاب الى المسجد منذ صغري انا واخوتي وهذا منهجي مع ابنائي فعند بلوغ الطفل الخامسة تأخذه معك وتعلمه بالمرغوب والممنوع تصاعديا حتى سن العاشرة وهذا هو افضل الاعمار لتعويد الصغير على الذهاب الى المسجد اما اذا بلغ العاشرة وانت لم تصحبه معك خوفا من ازعاجه او خشية تصرفاته فمتى ستأخذه معك؟ واضاف الغامدي ان بعض كبار السن يزجر الأطفال بطريقة تخيف الكبار فضلا عن الصغار!! والواجب ان تتسع صدورنا لابنائنا فلذات أكبادنا. - زاد محمد بن عبداللطيف على كلام الغامدي قائلا: ازعاج الاطفال سببه الرئيس بعض الاباء فاصطحابه لابنه الى المسجد شيء محمود لكن الشيء المذموم ان يتركه وينشغل بالعبادة فيخشع ويشغل غيره!! فالواجب ان يجلسه جنبه لكي يقلده في صلاته ويشاهده يتلو القرآن ويصلي السنن فهذه تربية مفيدة لغرس حب الصلاة في نفوس ابنائنا ومع الاسف تجد بعضهم من طلاب المرحلة المتوسطة خاصة في صلاة التراويح واذا بحثنا عن أساس المشكلة وجدنا الاصل فيها البيت فغالبا لو وضحت لهم أن هذا بيت الله لا يصح به اللعب وانما خصص للعبادة لتعلم الطفل كما يتعلم بعض التقاليد. - اما علي الجراشي فيرى ان المنهج النبوي الشريف حثنا على ان نعلم الاطفال من سبع ونضربهم على عشر فأقل من سبع يفترض أن لا نصحبه معنا لأنه لا يعي ماذا يعمل فهذه وجهة نظري أما من يريد أن يعلمه للصلاة ويغرسها فيه قبل السبع فلن يجد افضل من البيت يتعلم مع أمه وأخته وجدته. وتحدث الشيخ الدكتور علي الشبل أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية قائلا اصطحاب الأطفال إلى المساجد يرجع إلى حالة هذا الطفل فإن كان هذا الطفل مميزا فإحضاره تابع لإحضار أبيه مع الجماعة وفي الحالة الثانية أن يكون الطفل صغيرا وغير مميز فإحضار مثل هولاء يؤذي المصلين بلهوهم ولعبهم فهذا لايجوز لأن مضاره للمسلمين حرام وكذلك مضايقة ومضار المصلين أشد حرمة. والفيصل في الأمر هو الأذية من عدمها ودائما أقول إذا أتى الرجل بابنه وضبطه فلا إشكال وإن لم يضبطه ففعله منهي عنه ومحذر منه. وكذلك يرجع إلى التعاميم الصادرة من وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية والدعوة والإرشاد المنظمة لأمور المساجد. وأضاف الشيخ فهد التويجري إمام مسجد عقيل الراجحي بالرياض من المعلوم أن الشارع حث على اصطحاب من بلغ السابعة وأما ما دون ذلك فيرجع إلى ولي أمر الطفل فهو اعلم بابنه إن كان يعلم أنه سيؤذي فلا يحضره وإن أحضره فلابد أن يكون جالسا جنبه. وزاد الشيخ التويجري إن بعض المصلين هداهم الله ينفرون الصغار من المساجد ولو كان بخطأ بسيط ولقد كان النبي صلي الله عليه وسلم يرتحله الحسن والحسين فلا يقوم من سجوده حتى ينزلا.