يدلي الشيخ فيصل المخايطة إمام مسجد شرحبيل بن حسنة بالدمام، برأيه في موضوع عبث الصغار بالمساجد ويقول: “عانينا في مسجدنا من كثرة حضور الأطفال إليه؛ ما سبب إزعاجا للمصلين وأثار ضجرهم من هذه المشكلة”. ويروي قصة لعبث أحد الأطفال في المسجد، ويقول: “بينما نحن في صلاة المغرب إذ سمعنا صرخات تعلو من جنبات المسجد وعبثا طفوليا”. ويضيف: “فقد قطع أحد الأطفال صلاة المصلين، وعبث بجهاز الإذاعة، حتى اضطرني للإمساك به وتهدئته وسحبه للخلف لنكمل صلاتنا، وسط تضايق كبير من قبل المصلين”. ويذكر المخايطة: “لا يتحمل هؤلاء الأطفال المسؤولية، فهم غير مدركين لقدسية الصلاة، لكن يتحمل المسؤولية الآباء”. ويضيف: “إن اضطر الأب لاصطحاب طفله للمسجد لظرف ما، فيجب عليه إبقاؤه بجانبه، أو في أطراف الصف، ومتابعته والانتباه له”. وعن دوره كإمام مسجد في حل هذه الشكلة، يقول: “نبهنا أكثر من مرة المصلين بعدم اصطحاب الأطفال أقل من سن السابعة، كما يقوم بعض المصلين من كبار السن بتنبيه المصلين وتذكيرهم بملاحظة أطفالهم في المسجد”. ويشير إلى أن من “الملاحظ على الأطفال اللعب واللهو في الحدائق القريبة من المساجد، وتأخرهم عن أداء الصلاة، رغم تنبيهنا لهم وتذكيرهم بأهمية صلاة الجماعة”. كان موجودا وعلى العكس مما سبق؛ يرى ضيف الله الزلفان (إمام مسجد سابق) أن هذه “المشكلة موجودة في مساجدنا، لكن لا تشكل ظاهرة كبيرة، فالطفل عند حضوره للمسجد، ومشاهدته لجموع المصلين في خشوع تام، يحب المسجد والصلاة”. ويقول: “العبث الطفولي كان موجودا في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، عندما كان يحمل الحسن والحسين على ظهره في الصلاة”. ويؤكد أن “اصطحاب الأطفال للمساجد له ميزاته، عندما يستطيع الأب ضبط أبنائه في المسجد، بحيث لا يؤثرون في المصلين”. ليست مسؤولية الطفل ومن جهته؛ يرى الشيخ إبراهيم السلطان نائب مدير مكتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالجبيل، أن هذه المشكلة “لا نستطيع تعميمها على كل المساجد”. ويقول: “إنما هي تكثر في مساجد الأحياء، وتقل في مساجد أخرى”. ويضيف: “لا يتحمل الطفل هذا العبث نهائيا، لأنه غير مدرك لما يفعله”. وعن حل المشكلة؛ يوضح أنه “لا بد من تكاتف جهود المصلين للتصدي لها إن وجدت”. ويدعو إلى “توحيد العمل من خلال ملاحظة الأطفال بشكل مستمر في المساجد ومراقبتهم”. ويضيف: “كما يجب على المدرسة والبيت وحلقات التحفيظ بالمساجد، أن توعي الأطفال وتنبههم للمحافظة على المساجد”. ويذكِّر بأهمية “وضع إرشاديات ورقية تعلق في المساجد، توضح الآداب المتعلقة بها”.