تتوجه عائلات مساء كل يوم من الشهر الفضيل إلى المساجد برفقة أطفالها، بهدف تعوديهم على صلاة التراويح، فيما يعتبر البعض أن وجود الأطفال يسبب إزعاجاً وضياعاً للخشوع في الصلاة. ورأى أئمة مساجد في المنطقة الشرقية أن اصطحاب الأطفال، خصوصاً الرضع يسبب مشكلة. وتتفاقم المشكلة في العشر الأواخر من الشهر. وطالب مصلون بعدم اصطحاب من هم دون الأعوام السبعة، لما يسببونه من إرباك في الصلاة، وعدم قدرة الإمام على المتابعة، أو وقوعه في أخطاء نتيجة للقلق والتوتر والبكاء المستمر وربما اللعب. ولاحظ خطباء وأئمة مساجد تنامي تلك الظاهرة من دون مراعاة الأهالي، وكثف عدد منهم نصائحهم وتوجيهاتهم إلى أولياء الأمور، لكي تتم مراعاة حرمات المساجد. وأشار عثمان القرني إمام مسجد في الدمام إلى أن «مراعاة تلك المسألة من الضرورات، فضياع الخشوع والتركيز في الصلاة أمر يؤدي إلى إبطالها، وهذا الأمر غير جائز شرعاً، خصوصاً أن التراويح تتطلب وقتاً طويلاً، ونحن لن نصل إلى مرحلة منع دخول الأطفال لفئة عمرية معينة، وتمتلئ المصليات النسائية بالأطفال، وأصوات قد تعلو على صوت الإمام، كما أن المارين إلى جانب المسجد يسمعون صراخ الأطفال من مكبرات الصوت، وهذا الأمر أصبح يتطلب مراعاة من الأهالي». وأوضح أنه «لا يمكن منع أحد من الدخول إلى المساجد، ولكن الأفضل التركيز على الجانب التوعوي في إرشاد المصلين بعدم اصطحاب أطفالهم». وأوضح المؤذن عبدالعزيز السلطان أن «ظاهرة اصطحاب الأطفال ليست وليدة اللحظة، فنحن ننادي بالتخفيف منها منذ أعوام، ولم نجد أي تجاوب، فالعديد من المواقف المحرجة يقع فيها المشايخ والمؤذنون والأئمة، والسبب هم الأطفال، فلا اعتراض على بدء اصطحاب الطفل منذ بلوغه عامه السادس وربما الخامس أحياناً، بحسب شخصية الطفل، إلا انه من المثير للجدل كيف يمكن لطفل لا يتعدى عمره بضعة شهور أن يأتي المسجد، وهناك من يرافق والده وعمره عامان أو ثلاثة، وهذا الأمر غير صحيح، فبيوت الله للصلاة، وليست أماكن لتسلية الأطفال». ورصدت «الحياة» عدداً من مواقف الإزعاج التي كان الأطفال طرفها خلال الفترة الماضية، وكان أبرزها ضرب طفل لآخر، مطالباً إياه بإحضار تراب من خارج المسجد. ولم يهدأ رضيع طوال فترة الصلاة، ما اضطر الأم إلى قطع صلاتها، وعمل زجاجة من الحليب. وأوقع طفل أباه في حرج، لإصراره على الذهاب إلى دورة المياه، وبدأ في الصراخ أثناء السجود، ما أدى إلى إرباك صفوف المصلين.