دعا صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز إلى انتهاج الحوار سبيلاً إلى خلق الألفة داخل الأسرة بين الآباء والأبناء، مستشهدًا بما كان عليه الحال مع والده المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- قائلاً: كان والدنا نموذجًا مغايرًا للأب، فقد كان الصديق والأخ، يحاورنا ويناقشنا، وقد وضع لنا أطرًا ورسم لنا خطوطًا وخيوطًا لا نتجاوزها، وهي ثوابت ديننا وعاداتنا وتقاليدنا التي تتماشى مع الدين، لهذا تربينا على ما رسم لنا، ونحن مع أبنائنا نمارس هذه التربية والتي تعد من فضائل الدروس والعبر، لأنها تسير على ثوابت ديننا التي يجب أن لا نتجاوزها، وأن نراعيها، ونعمل بكل جد وجهد في تنمية عقولنا وهي التي ستنمي وطننا. جاء ذلك في سياق كلمة سموه في الأمسية الثقافية التي نظمها أبناء وأحفاد عبدالوهاب حلواني بمناسبة تدشين كتاب عن عبدالوهاب حلواني وعلاقته مع الملك عبدالعزيز -رحمهما الله- بالتعاون مع منتدى السالمي الثقافي، حيث تناول الأمير طلال في حديثه ذكرياته الجملية في الطائف، مبينًا أن الملك عبدالعزيز كان يعشقها ويقضي فيها الشهور، لافتًا إلى أن الطائف اليوم لم تعد كما كانت، مبديًا أسفه لما آل إليه المجتمع من تغير في القيم وفي تجاوزات النظام وعدم احترامه. وفي سؤال «المدينة» عن الثقافة ودورها في تنوير المجتمع، قال سموه: هل نحن نقرأ؟ من منكم يقرأ ويوصي أبناءه بالقراءة ؟ القراءة هي التي تفتح نافذة الوعي بما لك وبما عليك وتجعلك تحسن التعامل لأن الثقافة ليست بالشهادات بل هي بالممارسة بالقراءة، نحن نعيش في زمن الانفتاح الفكري والنهضة التعليمية ففي عهد الملك عبدالله 16 جامعة وتلك الجامعات مسؤوليتها كبيرة في خلق الوعي لدى الطالب لا لخلق خريج يحمل شهادة دون أن يعي ما عليه وما ينفع ويرفع وطنه ويعلو شأنه أكثر. وعن التقنية الحديثه ودورها في تغيير خريطة حياة المجتمع قال: التقنية الحديثة جعلت الأسر أشتاتًا، لهذا فالمسؤولية كبيرة على الآباء بأن يعوا دورهم، وما يقوم خط التربية السليمة إلا بالحوار الجميل الهاديء وهذه نافذة كبرى وواسعة وشاسعة لرسم هوية جميلة لمجتمعنا أصلها ما كان عليه من وحدة ولكن برؤية عصرية حضارية تتماشى مع روح عصرنا. وعن دور المنتديات الثقافية الخاصة أضاف قائلاً: نحن لدينا إعلام يرأس هرمه شاعر وزير هو عبدالعزيز خوجه، والذي لديه وعي بما يدور وقد خلق نهضة في الإعلام وتلك رؤية لا بد أن نسير عليها دون أن نمس ديننا وثوابتنا، ولكن وفق تغيرات العصر لا بد أن نسير دون المساس بثوابتنا، فديننا يعطينا الحرية ألا نركد بل نسير وفق منهجيته وأن نتعاطى مع العصر ولكن بروح الدين دون المساس به وبعاداتنا وتقاليدنا. وفي جانب آخر قام الأمير طلال بزيارة منتدى السالمي الثقافي، حيث شاهد عرضًا مرئيًا عن فعاليات المنتدى، مستمعًا إلى شرح من رئيس المنتدى حماد السالمي حول دور المنتدى وما قدمه خلال مسيرته، كما قدم السالمي إصداراته الأدبية والثقافية والتاريخية عن الطائف هدية للأمير طلال، الذي وعد أن يكون افتتاح فعاليات المنتدى الصيفية على شرفه، موضحا أن مثل هذه المنتديات تعد رافدا من روافد تنمية ثقافة المجتمع.