كذّب صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، التقارير الصحافية التي تحدثت مؤخرًا عن قيام سلاح الجو السعودي بالإغارة على أهداف لتنظيم القاعدة في اليمن، وقال ل «المدينة» إن «هذا غير صحيح». وعقد الفيصل مع نظيره المصري محمد كامل عمرو في مقر وزارة الخارجية في الرياض أمس، مؤتمرًا صحافيًا، بعد الاجتماع الوزاري الأول للجنة المتابعة والتشاور السياسي بين البلدين. وفيما يخص قضية خطف نائب القنصل السعودي في عدن باليمن عبدالله الخالدي من قبل تنظيم القاعدة، قال سموه في تصريحات خص بها «المدينة»: «المساعي حثيثة لإطلاق سراحه في القريب العاجل». وأضاف: نحن نرتكز على المفاوضين في الداخل اليمني المسؤولين عن إنجاح إطلاق سراح نائب القنصل السعودي، والتأخير ناتج من قبلهم». وفي المؤتمر الصحافي، علق سموه على الوضع العراقي قائلاً إن «ما يحدث في العراق حاليًا أمر مؤلم، وكنا نتمنى أن يصل العراق إلى الاستقرار، لكن قناعتنا بأن العراق لن يستتب الأمن فيه إلا إذا عمل خارج دائرة المذهبية التي دبت بين العراقيين». وأضاف: «نتمنى أن تستقر الأمور في العراق وتعالج كل المشاكل، والدول العربية لن تتدخل، إلا إذا طلب منها من العراق نفسه فهو بلد مستقل وذو سيادة». وحول الخروج السلمي للنظام في سوريا دون محاكمة، أجاب سموه: «الخروج السلمي مطلوب عربيا ودوليا، أما الطريقة فهي متوقفة على الشعب السوري نفسه». وشدد الأمير سعود الفيصل على أن التعاون الاقتصادي بين السعودية ومصر، مستمر، وكبير جدًا، وقال: «ستتم متابعة ما تم تنفيذه من قرارات في هذا الجانب في اللقاء المقبل، والفرص الاستثمارية بين البلدين كبيرة جدًا في هذا الصعيد، لكن يفترض أن يقوم كلا البلدين بما تمليه عليه مصلحة الشعبين». ونفى الفيصل أن يكون قد طرح في الاجتماع مع وزير الخارجية المصري، موضوع إنشاء جسر بحري بين البلدين، معتبرًا أن هناك أولويات بين السعودية ومصر ويتم دراسة المشروعات ومن ثم تنفيذها، فيما ذكر الوزير المصري أن مشروع الجسر البحري، مهم، لكنه يحتاج إلى دراسة من الناحية التنفيذية وسيطرح في الوقت المناسب. ورد سموه على سؤال حول تأثير القبض على ما قيل إنهم ينتمون إلى الإخوان المسلمين في الإمارات، وتأثير ذلك على العلاقات بين البلدين، أكد وزير الخارجية السعودي أن بلاده دأبت على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد، وقال: «نحن في المملكة لا نتكلم إلا عن شؤوننا الداخلية، ولدينا سياسة صارمة بعدم التدخل في شؤون الآخرين، لا الإخوان المسلمين أو غير المسلمين». وكان الفيصل أوضح في كلمة ألقاها في بداية المؤتمر الصحافي أن اجتماعاته مع نظيره المصري محمد كامل عمرو تناولت العلاقات السعودية المصرية، وقال إن «الحديث عن العلاقات بين البلدين هو حديث عن تاريخ طويل وعريق، تربطه أواصر قوية، واحترام متبادل، وعلاقات وثيقة على كافة المستويات لخدمة المصالح المشتركة للبلدين، وخدمة القضايا العربية والإسلامية، والأمن والسلم الدوليين». وأضاف «بهذه الروحية عقدنا الاجتماع الوزاري الأول للجنة المتابعة والتشاور السياسي بين البلدين، وتناولنا خلاله العديد من موضوعات التعاون المشتركة التي يرأسها وزيرا التجارة في البلدين». وزاد: «في إطار القضايا السياسية بحثنا سويًا قطاعًا عريضًا من الموضوعات على رأسها بالتأكيد مأساة سوريا التي ما فتئت تزداد تفاقمًا، ويدلل على ذلك إعلان الأممالمتحدة الأخير بوصول عدد القتلى إلى ستين ألفًا، علاوة على الملايين من اللاجئين والنازحين». وتابع: «تم استعراض القضية الفلسطينية خصوصًا التصعيدات الإسرائيلية الأخيرة والخطيرة ببناء المزيد من المستعمرات والاستحواذ على المزيد من الأراضي الفلسطينية، إضافة إلى بحث تطورات المصالحة الفلسطينية». وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، قال الأمير سعود الفيصل إنه «تم بحث هذا الملف خصوصًا لجهة ما عبرت عنه دول مجلس التعاون الخليجي في قمتها الأخيرة من قلق على الخطورة البيئية لهذا البرنامج على دول الخليج، إضافة إلى خطورته على أمن وسلم المنطقة والعالم في ظل عدم تجاوب إيران مع جهود مجموعة (5+1) لحل الأزمة دبلوماسيًا، يضاف إلى ذلك السياسات الإيرانية الرامية إلى محاولة التدخل في شأن دول المنطقة بشتى السبل وإثارة القلاقل والمشكلات بها». من جانبه، بين وزير الخارجية المصري أن الاستثمارات بين السعودية ومصر كبيرة، وقال إن الاستثمارات بين السعودية ومصر كبيرة والفرص أكبر، والقضايا التي رفعت ضد الاستثمارات السعودية في مصر تم حلها، ما عدا مشروعين تم صدور أحكام قضائية ضدهم، وستطعن الحكومة المصرية في تلك الأحكام. وأوضح عمرو أن ما يحدث في العراق حاليًا يزعج كافة الدول العربية، راجيًا أن يعالج العراقيون مشاكلهم حتى يخرج بلدهم من محنته ويستفيد من موارده البشرية والاقتصادية. وردًا على سؤال «المدينة» عن اللقاء المرتقب بينه ونظيره الإيراني في القاهرة خلال اليومين المقبلين، وارتباطه بالحديث عن لقاء أمني رفيع المستوى لمسؤول إيراني من الأمن الداخلي مع نظرائه المصريين مؤخرًا، قال: «لن أعلق على موضوع الجانب الأمني الداخلي، أما المباحثات مع الجانب الإيراني فهي تدور في إطار البحث عن حل للمشكلة السورية، ولا علاقة لها بالعلاقات الثنائية بين مصر والسعودية». وأكد الوزير المصري أن بلاده لا تتدخل في شأن أي بلد، مشيرًا إلى أن مصر عبرت عن ذلك على أعلى المستويات، وما حدث في الإمارات لا شأن لهم به، ومصر ليس من مصلحتها أن تصدر أي فكر إلى أي بلد، ولا تتدخل في شؤون الدول الداخلية.