كلما زادت شدة الضربات الموجعة التي توجهها المعارضة السورية لفلول الأسد وشبيحته وأركان نظامه الخائر كلما زادت وتيرة الدعوات من قبل حماته والمناصرين لنظامه "إقليميًا ودوليًا" لبقائه لسبب أو لآخر وكلها دعوات مشكوك فيها لأنها لا تسعى لخير الشعب السوري ولا تلقي بالاً لآلامه ومعاناته وتشرده.. كما أن هذه الدول والمجموعات تريد من خلال تبني مشروعات غير قابلة للتطبيق وتتعارض تمامًا مع أحلام وطموحات الشعب السوري إيجاد مخرج للنظام وإعطاءه وقتًا إضافيًا في الحكم فيما هو يعاني من سكرات الموت وهي قطعًا محاولات مشبوهة أهدافها واضحة تصب في خدمة أجندة أجنبية شريرة مرفوضة من قبل السوريين ودول المنطقة ولا تتماشى مع الأمن والسلم العالميين ونهايتها تكريس وفرض هيمنة إقليمية محددة أو جهوية أو طائفية. لقد كان العنوان الدائم الذي يرفعه السوريون بعد أن بذلوا الدم رخيصًا من أجل نيل الحرية والانعتاق من حكم الأسد القمعي هو رحيل النظام بكامله دون أي تسويف أو مماطلة أو الدعوة لحكومة انتقالية يكون رأس النظام الحالي رئيسًا لها ولا يستقيم ذلك لا عقلاً ولا منطقًا.. إذ كيف تأتمن الجلاد على الضحية ؟، وكيف يمكن أن تصافح يدٌ ملطخةٌ بدماء الأبرياء يدًا شريفة طاهرة.. وهذا ما رفضه السوريون الثائرون وما رفضته الدول العربية وكافة دول العالم. لذلك لا يجوز التلاعب في الملف السوري والذين يطرحون مثل هذه المبادرات عليهم تحكيم العقل والمنطق والتمتع بالنزاهة والحياد والشفافية حين ينظرون للقضية من كافة جوانبها ويطلون على ما يجري في الأرض من سفك للدماء وتقتيل للأبرياء وهدم للمدن وتشريد للسكان ويحكمون ضمائرهم ثم يقفون في معسكر الحق والعدل والحرية لا في محور الشر والعدوان والظلم الذي يمثله بشار ومشايعوه. إن كل ما يطرح الآن سواء على مستوى إقامة حكومة انتقالية أو خروج الأسد إلى المنفى إلى فنزويلا أو غيرها دون حساب أو عقاب أمر مرفوض لأن هناك ملفات لا يمكن طيها بسهولة خاصة إذا كانت تتعلق بارتكاب مجازر جماعية أو إبادة وهذا ما حدث في سوريا من قبل بشار وعصابته. لقد آن الأوان إلى رجوع الدول الممانعة فى إنهاء نظام بشار أن تعي مسؤولياتها التاريخية ومصالحها في المنطقة وصداقة الشعوب وأن تعرف تمامًا أن النظام السوري قد استنفد كل مسوغات البقاء، فهل تركن لصوت العقل وتتخلّى عن مناصرته؟.