أكد عضو الأمانة العامة للائتلاف السوري الموحد والقيادي بالمجلس الوطني السوري الدكتور سمير نشار إمكانية حدوث تحول في الموقف الدولي ليستجيب لتطورات الوضع الميداني في سوريا؛ والذي جعل النظام يفقد توازنه، وباتت عناصره تطرح مبادرات للحل السياسي، وأضاف نشار في حوار مع «المدينة» عبر الهاتف من إسطنبول، أن الوضع في سوريا يصعب التكهن بمساراته وحسمه سواء عسكريًا أو سياسيًا، مشيرا إلى استحالة قابلية النموذج اليمني للتطبيق في سوريا، مؤكدا أن الموقف العام للثورة هو أن الحل السياسي يأتي بعد رحيل بشار ورموز نظامه، وفيما يلي أهم ما اشتمل عليه الحوار: قال «نشار»: اعتقد أن هناك تحولا في الموقف الدولي في التعاطي مع الأزمة السورية، موضحا أن الحديث يدور الآن حول تطوير مبادرة جنيف وموقع بشار الأسد في المرحلة الانتقالية، فيما ترفض قوى المعارضة أي وجود للرئيس بشار وتصر على رحيله قبل الحديث عن أي حلول سياسية. وأضاف «نشار» أن الموقف الروسي يشهد الآن «مرونة» في التعاطي مع الأزمة السورية بعد تصريحات الرئيس الروسي بوتين التي قال فيها ان روسيا لا تهتم بالرئيس بشار وتهتم بسوريا والشعب السوري. وعن تأخر تشكيل الحكومة الانتقالية من قبل الائتلاف الموحد للمعارضة والثوار، قال «نشار» إن مسألة تشكيل الحكومة يتطلب آليات تتوافق عليها المعارضة والجيش السوري الحر، وموقف المؤسستين الأمنية والعسكرية في سوريا، وان هذا يحتاج بعض الوقت. وعن المبادرات السياسية لحل الأزمة من داخل سوريا أو من أطراف دولية وإقليمية، أكد «نشار» أن المبادرات السياسية والدعوات للحوار السياسي التي خرجت في الأيام الأخيرة هي محاولة للاستجابة مع المعطيات على الأرض داخل سوريا واتجاه ميزان القوة لصالح المقاومة السورية، وأن هذا التغيير الاستراتيجي لصالح المقاومة افقد النظام توازنه على الأرض وبات يترنح، مما دفع بعض عناصر النظام للتحرك بحثًا عن مخارج للنظام ممثلا في مبادرتين للحوار خرجتا من «رحم» النظام هما لنائب الرئيس السيد فاروق الشرع، وأيضا مبادرة وزير إعلام النظام عمران الزغبي، وكلتا المبادرتين تعكس حالة الارتباك والتوتر عند النخبة الحاكمة في سوريا وباتت تطلق المبادرات بعد التغيير في موازين القوى داخل سوريا وهو ما برز في عمليات المقاومة في حلب ودمشق وهما أكبر المدن السورية وتشير إلى أن المقاومة باتت تدق أبواب القصر الرئاسي. وأشار «نشار» إلى أن الجميع يشعر أن نهاية النظام باتت قريبة، سواء عن طريق الحسم العسكري من جانب المقاومة داخل سوريا، أو بالحسم السياسي عبر خطة التفاهم الروسي الامريكي، وان هذه المعطيات هي الدافع والمحرك لكل المبادرات من داخل سوريا أو من خارجها، ويتسابق الجميع نحو مسار الحل السياسي رغم انه لا أحد يمكنه التنبؤ بكيفية الحسم سواء سياسيا أو عسكريا، وان المعطيات تسير بسرعة ولا تخضع للحسابات السياسية أو العسكرية. وعن موقف المعارضة من دور بشار في المرحلة الانتقالية كما تدعو المبادرة التركية، قال «نشار» إن موقف المعارضة السورية ثابت وهو لا حوار قبل تنحي بشار الأسد عن السلطة، ولن نجلس لنقاش المرحلة الانتقالية قبل رحيل بشار ولن نتحاور مع رئيس يقتل شعبه. مخاطر الميليشيات وعن مخاطر وجود الميليشيات الإسلامية المتشددة مثل جبهة النصرة على مستقبل سوريا في مرحلة ما بعد رحيل النظام، قال «نشار» إن هناك نقطتين في هذه القضية، الأولى هي أن المعارضة السورية والقوى الثورية ظلت على مدار عامين تطالب المجتمع الدولي بالتدخل لوقف قتل الشعب السوري الأعزل بالطيران الحربي والمدفعية ورفض العالم التحرك لوقف مذابح الشعب السوري، وانه كان الأجدر بالولاياتالمتحدة أن تتدخل لنصرة الشعب السوري ووقف مذابح بشار وحينها كانت ستغلق الباب أمام دخول الميليشيات الإسلامية المتشددة إلى سوريا مثل جبهة النصرة التي تتحدث عنها الولاياتالمتحدة الآن، وان هذه المنظمة دخلت لنصرة الشعب السوري بعد أن تخلى العالم عنه وبات يستجدي العون والدعم من أي قوة وحتى لو كانت جبهة النصرة. وأضاف «نشار»: أما النقطة الثانية في هذه القضية فهي أن الولاياتالمتحدة كان عليها أن تتعامل مع نظام بشار بنفس معايير حكمها على جبهة النصرة، وكان عليها أن تصنف نظام بشار باعتباره ارهابيًا كما صنفت جبهة النصرة. وعن توقعاته لمخاطر المرحلة الانتقالية بعد رحيل بشار، قال «نشار»: ندرك أن المرحلة الانتقالية ستكون محفوفة بالمخاطر، ونتوقع مخاطر وتحديات كبيرة وكثيرة في هذه المرحلة. وعن قراءته لاستهداف بشار الوجود الفلسطيني في معسكر اليرموك وباقي معسكرات اللاجئين الفلسطينيين، يرى «نشار» أن مأساة معسكر اليرموك ليست المعضلة الوحيدة التي يسعى نظام بشار خلقها في سوريا، ولكنها حلقة من حلقات سياسة النظام لتفجير «الأفخاخ» في سوريا وهي استكمال لنفس السياسة التي أوجدها فيما يسمى الكيان الكردي والذي من حقه السلطة التامة في إدارة إقليم الحسكة، وان التنظيم الكردي الموالي لبشار ويدير الحسكة معروف بعلاقاته مع حزب العمال الكردستاني، وان سياسة «الأفخاخ» لنظام بشار هي محاولة لإقناع الأطراف الدولية بأن سقوط النظام سيكون له ثمن باهظ على المحيط الاقليمي، والخروج الآمن من هذه «الأفخاخ» يجب أن يتم عبر تسوية سياسية مع النظام. وعن احتمالات نجاح النموذج اليمني في تحقيق خروج آمن للرئيس بشار، قال «نشار»: لا أعتقد أن النموذج اليمني قابل للتنفيذ في سوريا في إطار مساعي الحل السياسي، في ظل تمسك كل القوى السياسية برحيل بشار كشرط أولي للحل السياسي.