وصف نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الدكتورمحمد بن ناصرالخزيم وفاة الشيخ محمد السبيّل بالخسارة العظيمة والكبيرة والخطب الجلل على الوطن والأمة العربية والإسلامية ،لافتاً الى أن الشيخ السبيّل عالم ربانى يدعو إلى الوسطية بالحكمة والموعظة الحسنة وكان طلاب العلم يتنافسون إلى حضور دروسه بدون كلل أو ملل وذلك لغزارة علمه وحسن أسلوبه وقدرته على إيصال المعلومة وبشاشته وسماحته فتخرّج على يديه عدد من الطلاب وكنت واحداً منهم وقد عشت في منزله في بريدة ردحاً من الزمن وأفتخر بذلك لأنه كان لي نعم الأب والمعلم والمربي والصديق ثم الرئيس جزاه الله خيراً وأسكنه فسيح جناته . وقال الخزيم فى تصريح ل(المدينة): لقد كان منزله في بريدة رحمه الله مفتوحاً لطلاب العلم والمحتاجين والقادمين من البكيرية وغيرها منهم من يسكن فيه لطلب العلم ومنهم من يأتي للعلاج وفيهم الغني والفقير والمحتاج وكان رحمه الله يستقبل الجميع ويكرم الزائر ويهيئ الأسباب المريحة للمقيم عنده لا يظهر مللاً ولا يستثقل أحداً وهذا شأنه في منزله في مكةالمكرمة لأن الكرم سجيته رحمه الله علم في المجالس يفسر ويحدث ويفتي ويروي الجيد من الشعر وأمثال العرب والقصص الهادفة موفق في اختيار الشواهد أثناء حديثه من القرآن الكريم والسنة المطهرة أو الشعر أو الحكمة فيشدّ السامع إليه بحسن عباراته وبراعة استهلاله وحسن انتقاله من فكرة إلى أخرى . فهو عالم ومرجع في علوم شتى منها علوم القرآن والحديث والفقه والفرائض وعلوم اللغة العربية . وروى الخزيم قصة تلقيه خبر وفاة معلمه الشيخ السبيّل فقال: بعد عصر يوم أمس الأول الاثنين هاتفني أخي الأستاذ عبدالله بن محمد السبيّل بصوت مختلف ونبرة حزينة محشرجة في صدره مخبراً بوفاة والدنا سماحة الشيخ محمد بن عبدالله السبيّل رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وأن يجعل ما أصابه من مرض زيادة أجر وخير.. (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) وأحسن الله عزاء أبنائه أخي عبدالله بن محمد السبيّل وإخوانه وأخواته وزوجات الفقيد ومحبيه وألهمهم الصبر والسلوان .وكان وقع هذا الخبر علي شديداً مع إيماني بالقضاء والقدر وأن هذا مصيرنا جميعاً ولكن فقد هذا العالم هذا الأب الرحيم هذا الكريم الشهم هذا الإداري الناجح هذا الداعية المؤثر محزن لي أشد الحزن ، ومؤلم أشد الألم لأنه بمثابة والدي و عالم من علماء الأمة تقي ورع ذو أخلاق رفيعة ومناقب عالية وتواضع جم . ولتفوقه في العلم عين مدرساً في أول مدرسة في محافظة البكيرية عام 1367 ه ثم مدرساً في المعهد العلمي في مدينة بريدة عام 1373 ه وفي عام 1385 ه عين رئيساً للمدرسين والمراقبين في رئاسة الإشراف الديني على المسجد الحرام ، وإماماً وخطيباً في المسجد الحرام ، وعين رحمه الله رئيساً لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عام 1411ه حتى صدرت الموافقة السامية بإعفائه من منصبه عام 1421 ه بناءً على طلبه واستمر بالإمامة والخطابة حوالي 44 عاماً ثم طلب الإعفاء عام 1429 من باب الورع وخشية التقصير وكان رحمه الله عضواً في هيئة كبار العلماء حتى عام 1426 ه وعضواً في المجمع الفقهي ورئيساً أو عضواً في عدد من الجمعيات الخيرية وسماحته من رواد التعليم الأوائل ذوي الأثر الطيب والتأثير الملموس وقد أحبه طلابه رحمه الله ،فتخرج على يديه عدد من الطلاب وكنت واحداً منهم . اللهم أغفر لسماحة شيخنا ووالدنا الشيخ محمد بن عبد الله السبيّل وارحمه واسكنه فسيح جناته وأجزاه عني وعن طلاب العلم والمسلمين خير الجزاء وارفع درجاته في الآخرة ، واجعل ما قدمه في موازين حسناته يوم القيامة وأجبر مصيبتنا فيه (إنا لله وإنا إليه راجعون).