انتقل إلى رحمة الله عصر أمس الاثنين في مستشفى الحرس الوطني في جدة معالي الشيخ محمد عبدالله محمد السبيل إمام وخطيب المسجد الحرام والرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وتؤدى الصلاة على الفقيد عصر اليوم الثلاثاء في المسجد الحرام ويوارى في مقابر "العدل". سيرة الشيخ ولد في مدينة "البكيرية" في 1345ه.. وهي تابعة لمنطقة القصيم. تعلم على يد الشيخ عبدالرحمن الكريديس والشيخ سعدي ياسين وعن أخيه الشيخ عبدالعزيز يرحمهم الله. حياة عملية في 1373ه عين مشرفاً في المعهد العلمي في بريدة وفي 1385ه إماماً وخطيباً ومدرساً في المسجد الحرام وفي 1393ه نائباً لرئيس الإشراف الديني على المسجد الحرام في 1411ه وحتى 1421ه رئيساً عاماً لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وفي 1413ه - 1427ه عضواً في هيئة كبار العلماء كما كان عضواً في المجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي من 1397ه - 1432ه وقام بعدد كبير من الرحلات الدعوية زار خلالها أكثر من خمسين دولة في العالم. طلابه درس على يديه العديد من طلبة العلم والعلماء ومنهم الشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء والشيخ عبدالرحمن الكليّة رئيس المحكمة العليا والشيخ مقبل الوداعي. له العديد من المؤلفات من أشهرها: ديوان خطب من منبر المسجد الحرام - رسالة في بيان حق الراعي والرعية - حد السرقة - مدى مشروعية الخط المشير للحجر الأسود - حكم الاستعانة بغير المسلمين في الجهاد. أبناؤه للشيخ محمد السبيل يرحمه الله عدد من الأبناء منهم عبدالله وكيل وزارة الشؤون القروية والبلدية سابقاً - د. عبدالعزيز وكيل وزارة الثقافة والإعلام سابقاً مستشار وزير التربية والتعليم حالياً - أحمد في الهيئة العليا لتطوير الرياض - د. عبدالرحمن مساعد الملحق الثقافي في واشنطن - صالح في وزارة الاتصالات - سليمان في الديوان الملكي - د. عبدالمجيد - د. عبدالملك أستاذنا في جامعة أم القرى - د. عمر توفي قبل سنوات وكان إماماً في المسجد الحرام وأستاذاً في جامعة أم القرى - ومن أصهاره: د. أحمد بن حميد والشيخ إبراهيم بن حميد ود. أحمد الفريح عميد المعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بجامعة أم القرى وعبدالرحمن الخراشي رجل أعمال. د. عبدالعزيز السبيل أجرت "البلاد" اتصالاً بالدكتور عبدالعزيز أحد أبناء الشيخ محمد المستشار في وزارة التربية والتعليم قال: رحم الله والدي وأسكنه جناته وما عساني أن أقول في هذا الظرف إلا (إنا لله وإنا إليه راجعون) أسأل الله أن يتولاه برحمته وغفرانه كان نعم الأب لنا جميعاً. عضو المحكمة العليا معالي الشيخ شافي الحقباني عضو المحكمة العليا غفر الله للشيخ محمد وعظّم الله الأجر لذويه، قدم الكثير في إمامة الحرم المكي ومكث فيه طويلاً حتى تسلم الرئاسة وله العديد من الذين تلقوا العلم على يديه نعم الرجل يتمتع بأخلاق فاضلة وتواضع جم أسأل الله له المغفرة والعزاء لأسرته وأحبائه. وأضاف الشيخ الحقباني أن طلاب الشيخ من أبرز العلماء اليوم. رئيس بلدي مكة الدكتور عبدالمحسن آل الشيخ رئيس المجلس البلدي في مكةالمكرمة قال: الشيخ محمد فقيد جميع المسلمين وحباه الله من الصفات المباركة التي يتحلى بها العلماء والتي تركت سيرتهم في ذاكرة الجميع وهو خسارة على الجميع وعالم من علماء المسلمين وإمام لبيت الله الحرام من ينسى تلك الليالي التي قضيناها في الصلاة خلفه في المسجد الحرام وهو رجل موفق لكل خير متواضع خلوق محب وإذا أحب الله عبداً حببه في خلقه رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. أمين العاصمة المقدسة وقال معالي د. السيد أسامة فضل البار، أمين العاصمة المقدسة: الشيخ محمد يرحمه الله صاحب سمعة حسنة استفدنا من توجيهاته وعلمه، ظل سنوات إماماً وخطيباً للمسجد الحرام ورئيساً للحرمين وعرف الناس فيه مثال الخلق والطيبة والسماحة أسأل الله له المغفرة والرحمة والصبر لأبنائه وأسرته وأحبائه. المستشار المطرفي د. علي مصلح المطرفي مستشار معالي مدير جامعة أم القرى أبدى حزنه على وفاة الشيخ وقال: إن علاقته بالشيخ وأبنائه كبيرة ومن سنوات طويلة عرفت خلالها الكثير من الصفات الطيبة والتعامل الراقي من الفقيد وحُسن خلقه مع الجميع. أسأل الله أن يغفر له ويسكنه جناته. لقاء أحداث الحرم كانت (البلاد) قد انفردت في 1 - محرم - 1400ه في "حادثة الحرم الشريف" بالحديث إلى معالي الشيخ محمد السبيل وكان إمام صلاة الفجر ذلك اليوم ونشرت "البلاد" في اليوم الثاني حديث الشيخ بعنوان "البلاد تنفرد بالحديث مع إمام يوم الحادث" ويومها تحدث الشيخ عن مشاهداته في المسجد الحرام منذ بداية الحادث وحتى مغادرته للحرم ونُقل خبر البلاد عبر وكالات الأنباء في تلك الفترة، وشمل الحديث مؤذن يوم الحادث الشيخ عبدالحفيظ خوج، وشيخ المؤذنين عبدالملك ملا يرحمهما الله وعدد من المتواجدين أثناء الحادث في المسجد الحرام. وكان الدكتور هاشم عبده هاشم في تلك الفترة نائباً لرئيس تحرير البلاد وتابع لقاء الشيخ وأعمال البلاد خلال أيام الحادث والذي استمر (14) يوماً. من أشهر أعمال سماحة الشيخ العلامة محمد بن عبدالله السبيل 1 - التدريس: بدأ سماحته في التدريس والجلوس لطلاب العلم وعمره 22 سنة حيث رغب منه بعض علماء بلده التدريس في أول مدرسة افتتحت في بلدته البكيرية عام 1367ه، وكان يقوم فيها بتدريس العلوم الشرعية والعربية بالإضافة إلى تدريسه في المسجد الذي يؤم فيه الناس. واستمر مدرسًا في هذه المدرسة حتى عام 1373ه حيث افتتح المعهد العلمي ببريدة، وانتقل مدرسًا فيه، وكان يقوم بتدريس العلوم الشرعية والعربية. وفي عام 1385ه انتقل إلى مكةالمكرمة وعقد في المسجد الحرام الدروس الشرعية المتنوعة في العقيدة والحديث والفقه والآداب الشرعية وغيرها. 2- الإمامة والخطابة في المسجد الحرام: كان يقوم –رحمه الله- بالإمامة والخطابة والتدريس في المسجد الحرام منذ عام 1385ه حيث عين إمامًا وخطيبًا ومدرسًا للمسجد الحرام بترشيح من سماحة الشيخ العلامة عبدالله بن محمد بن حميد – رحمه الله – رئيس الإشراف الديني على المسجد الحرام واستمر في الامامة والخطابة اربعة واربعين عاما حتى اعتذر عن ذلك عام 1429. 3 – الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي: عين رحمه الله في عام 1385ه رئيسًا للمدرسين والمراقبين في رئاسة الإشراف الديني على المسجد الحرام، بالإضافة إلى قيامه بالإمامة والخطابة والتدريس في المسجد الحرام. وفي عام 1390ه عين نائبًا لرئيس الإشراف الديني على المسجد الحرام للشئون الدينية. وفي عام 1393ه عين نائبًا عامًا لرئيس الإشراف الديني على المسجد الحرام واستمر في هذا المنصب بعد التشكيل الجديد للرئاسة عام 1397ه حيث أصبح نائباً للرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين. وفي عام 1411ه عين سماحته رئيسًا عامًا لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بمرتبة وزير، واستمر حتى شهر ذي القعدة عام 1421ه، حيث تمت الموافقة على طلبه الإعفاء من منصبه. 4- رئيس لجنة أعلام الحرم المكي الشريف: تولى رحمه الله رئاسة لجنة أعلام الحرم المكي الشريف، والتي شكلت بناء على قرار هيئة كبار العلماء الصادر عام 1412ه بتشكيل هذه اللجنة وتولى رحمه الله رئاستها. وقد قامت اللجنة بتوفيق الله تعالى بتحديد أعلام حدود الحرم المكي الشريف والبالغ عددها (1104) وقامت برسم خريطة لكامل الحدود مبينًا عليها مواضع الأعلام والمناطق الداخلة في نطاق الحرم والمناطق الخارجة عنه. كما تم بحمد الله نصب أربعة عشر علما على مداخل مكة السبعة، يراها كل قاصد لأم القرى. 5- عضو في هيئة كبار العلماء: اختير سماحته عضوًا في هيئة كبار العلماء برئاسة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله - منذ عام 1413ه، واستمر مشاركًا في أعمالها أربعة عشر عامًا. 6- عضو في المجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي: اختير سماحته عضوًا في المجمع الفقهي الإسلامي منذ تأسيسه ولا يزال، وقد شارك في جميع دوراته منذ الدورة الأولى التي عقدت عام 1398ه. 7- رئيس الجمعية الخيرية للمساعدة على الزواج والرعاية الأسرية بمكة: تولى رحمه الله رئاسة الجمعية الخيرية للمساعدة على الزواج والرعاية الأسرية بمكة منذ تشكيلها الجديد عام 1422ه، حيث انتخب رئيسًا لهذه الجمعية، وفي عام 1431 اعتذر عن الاستمرار فيها. 8- رئيس اللجنة الشرعية للمشاعر المقدسة. 9- عضو في جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمكةالمكرمة. 10- عضو في هيئة التوعية الإسلامية في الحج. 11- عضو في مجلس الدعوة والإرشاد. 12- عضو في هيئة دار الحديث الخيرية. 13- عضو في الجمعية العامة للهيئة العالمية للإغاثة الإسلامية برابطة العالم الإسلامي. مؤلفاته المطبوعة: من منبر المسجد الحرام (أربعة أجزاء). حكم التجنس بجنسية دولة غير إسلامية. حكم الاستعانة بغير المسلمين في الجهاد. الخط المشير إلى الحجر الأسود في صحن المطاف ومدى مشروعيته. الأدلة الشرعية في بيان حق الراعي والرعية. رفيق الطريق في الحج والعمرة. حد السرقة في الشريعة الإسلامية. الإيضاحات الجلية في الكشف عن حال القاديانية. دعوة المصطفى ودلائل نبوته ووجوب محبته ونصرته. المختار من الأدعية والأذكار. من هدي المصطفى. نبذة وجيزة عن عمارة الحرمين الشريفين. الإجازة بأسانيد الرواية. فتاوى ورسائل مختارة ديوان شعر. من أشهر مشايخه: 1 – والده الشيخ عبدالله السبيل رحمه الله: كان من حفظة كتاب الله تعالى، ورحل في طلب العلم إلى الرياض، ثم عاد بعدها إلى البكيرية إمامًا لأحد مساجدها، توفي رحمه الله سنة 1373ه. 2 - شقيقه الشيخ العلامة عبدالعزيز السبيل رحمه الله: ولد في البكيرية عام 1321ه، وتولى قضاء البكيرية وانتقل إلى مكة سنة 1386ه مدرسًا في المسجد الحرام قال عنه سماحة الشيخ عبدالله بن بسام رحمه الله: ( من فقهاء نجد الكبار)، توفي بمكةالمكرمة سنة 1412ه. 3 – سماحة الشيخ العلامة عبدالله بن محمد بن حميد رحمه الله: فقيه عصره، عضو هيئة كبار العلماء ورئيس المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي، تولى قضاء الرياض ثم القصيم، ثم انتقل في عام 1384ه إلى مكةالمكرمة رئيسًا عامًا للإشراف الديني على المسجد الحرام، وفي عام 1395ه عين رحمه الله رئيسًا لمجلس القضاء الأعلى، واستمر فيه حتى وفاته عام 1402ه.