دعا المجمع الفقهى برابطة العالم الإسلامى، في ختام أعماله أمس بمكةالمكرمة، الدول الإسلامية إلى بذل كل جهد لوقف حمامات الدم وتدمير المدن في سوريا وتقديم العون اللازم للشعب السوري وإغاثته وإنقاذه من هذه المأساة الإجرامية التي يتحمل النظام مسؤوليتها الأخلاقية والقانونية، واصفًا ما يعيشه الشعب السوري بأنه مأساة لا مثيل لها في تاريخ الأمة. وأهاب المجمع بالمصريين قيادة وشعبًا أن يراعوا مصلحة بلادهم وان يتعاونوا لتحقيق نهضتها ويجنبوها ما يعمق الخلاف ويثير النزاع ويعصف بأمنها واستقرارها وحث المجمع أطياف المجتمع المصري على التوقف عن كل ما يثيرالفتنة والفوضى ويعيق العمل الوطني المشترك. ودعا المجمع الفقهي الأمة إلى التمعن في تحذير خادم الحرمين الشريفين من خطورة الفتن على كيان الأمة ووحدتها، لما تسببه من شق صف المسلمين وتكفيرهم واستثارة مشاعرهم الطائفية وإحداث الصدام بينهم واستباحة دمائهم، وعن اعتزاز المجمع الفقهي الإسلامي بغيرة خادم الحرمين الشريفين على الإسلام وحرصه في كلمته التي ألقاها سمو امير منطقة مكةالمكرمة في افتتاح أعمال المجمع على وقاية المجتمعات الإسلامية من الفتن. وحث على التوجيه والإرشاد إلى حس التواصل والتعارف بين العلماء الربانيين وبين الأجيال الناشئة المسلمة في كل موقع وأي مستوى تعليمي, بالكلمة الطيبة وجميل الأسوة, وتجديد الخطاب الموجه إليهم, وتنويع أساليب دعوتهم وتوجيههم, وحسن الخلق, وتفهُّم همومهم واهتمامهم, والإصغاء إلى مشكلاتهم الفكرية والنفسية والروحية, وحلها والوقوف معهم في إزالة الشبهات عنهم, وتحبيبهم في هذا الدين, وملء فراغهم بالمناشط والمنتديات والملتقيات, والاحتواء والتعامل الكريم, وبناء الجسور, والحوار الراقي, وجميل الصبر, وحسن التأني, والعلماء الربانيون المحتسبون هم أقدر الناس على ذلك. وكان المجمع الفقهي الإسلامي في رابطة العالم الإسلامي أنهى دورته الحادية والعشرين بالرعاية الكريمة لهذه الدورة، وعبر في بيان له امس عن اعتزازه باهتمام خادم الحرمين الشريفين بالمجمع وبرابطة العالم الإسلامي وببرامجها ومناشطها فيما يخدم الإسلام وثقافته ومتابعتها لشؤون المسلمين ويقدر المجمع الكلمة التي وجهها حفظه الله للعلماء الذين اجتمعوا بجوار بيت الله الحرام، لدراسة مسائل وقضايا جدت في حياة المسلمين وإصدار الحكم الشرعي فيها. وقال البيان: لقد كان في كلمة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- غيرة عظيمة على الإسلام، وحرص كبيرٌ على أمته ووحدتها وارتباطها بدينها، ووسطيته التي تحقق التوازن الفريد بين ثوابت الأمة والمتغيرات التي طرأت على حياتها في هذا العصر. ودعا المجمع الفقهي الأمة إلى التمعن في تحذير خادم الحرمين الشريفين من خطورة الفتن على كيان الأمة ووحدتها، لما تسببه من شق صف المسلمين وتكفيرهم واستثارة مشاعرهم الطائفية وإحداث الصدام بينهم واستباحة دمائهم. كما دعا رابطة العالم الإسلامي إلى وضع برنامج لتنفيذ مضامين هذه الكلمة يتضمن مواصلة جهودها في إشاعة ثقافة وسطية الإسلام التي تحقق التوازن بين الثوابت والمتغيرات، وتحمي المجتمع المسلم من الغلو والتطرف ومن فتنة التكفير والدعوات الطائفية ومواصلة تعريف أمم العالم بمبادئ الإسلام العظيمة وبوسطيته وعدالته ومرونته وحرصه على أمن الناس وسلامتهم وأنه صالح لكل زمان ومكان، وعقد مؤتمر إسلامي عالمي حول التضامن الإسلامي يعالج الفرقة بين المسلمين ويتصدى للدعوات الطائفية. ومواصلة عقد الندوات والمؤتمرات التي تسهم في تمسك الأمة بدينها والعمل به في حياتها متعاونة متضامنة في علاج مشكلاتها والتصدي للتحديات التي تواجه شعوبها. القضية الفلسطينية وذكر المجمع المسلمين بالقضايا الإسلامية وفي مقدمتها قضية فلسطينوالقدس والمسجد الأقصى، ويشيد بجهود الدول الإسلامية وخاصة المملكة العربية السعودية في حشد المواقف الدولية لتأييد تطلعات شعب فلسطين إلى قيام دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس، ويطالب المجمع أطياف الشعب الفلسطيني وفصائله وقياداته بنبذ الخلافات وتوحيد الصف وجمع الكلمة. ويعبر عن الاستنكار الشديد لعدوان المتطرفين اليهود على المسجد الأقصى والتخطيط لهدمه وبناء الهيكل المزعوم على أرضه. وفيما يتعلق بقضية الشعب السوري، وما يعيشه من مآس لا مثيل لها في تاريخ الأمة، فإن المجمع يدعو الدول الإسلامية إلى بذل كل جهد لوقف حمامات الدم وتدمير المدن، ويدعوها إلى تقديم العون اللازم لشعب سوريا وإغاثته وإنقاذه من هذه المأساة الإجرامية التي يتحمل النظام مسؤوليتها الأخلاقية والقانونية. واستنكر المجمع اضطهاد المسلمين الروهنجيا في ميانمار وقتل المئات منهم وحرق مساكنهم، وحرمانهم من حقوق المواطنة، ويطالب المنظمات الدولية والحقوقية ببذل جهدها في حل مشكلاتهم، كما يدعو منظمة التعاون الإسلامي إلى مزيد من متابعة شأنهم لدى هيئات حقوق الإنسان العالمية، ويدعو المسلمين إلى نصرتهم وإغاثتهم، ويطالب بنغلاديش بالسماح للمهجّرين الروهنجيين بدخول أراضيها وتقديم العون لهم. واعرب المجمع عن تضامنه مع علماء بنغلاديش وهم يواجهون تحديات العلمانية التي تحارب القيم الإسلامية ويدعو الهيئة العالمية للعلماء المسلمين التابعة للرابطة إلى التواصل معهم، وشد أزرهم، ودعم مساعيهم للحفاظ على الهوية الإسلامية لشعبهم وبلادهم. ويهيب المجمع بمصر قيادة وشعبًا أن يراعوا مصلحة بلادهم، ويتعاونوا لتحقيق نهضتها، ويجنبوها ما يعمق الخلاف ويثير النزاع ويعصف بأمنها واستقرارها، ويحث المجمع أطياف المجتمع المصري على التوقف عن كل ما يثيرالفتنة والفوضى ويعيق العمل الوطني المشترك. وفي الختام دعا المجمع رابطة العالم الإسلامي إلى الاستمرار في بذل جهودها لإصلاح ذات البين وحل النزاع بين المسلمين.