اجتماعات واشنطن وموسكو التي بدأت في جنيف أمس الأول بحضور السيد الأخضر الإبراهيمي المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية، والاجتماعات التي عقدت في غضون ذلك للجنة الوزارية العربية، ولوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، عكست في مجملها حراكًا إقليميًّا ودوليًّا نشطًا يهدف بشكل أساس إلى ضرورة الاتفاق على رحيل نظام بشار الأسد، ومحاولة التوصل إلى صيغة تنهي معاناة الشعب السوري، وتمهد الطريق نحو انتقال السلطة، إلى جانب البحث في أوجه الدعم المقدم للمعارضة، وللشعب السوري في الداخل، واللاجئين السوريين في دول الجوار. بيد أن الأنظار بدأت منذ الآن تتوجه بمزيد من الترقب نحو مراكش التي ستستقبل مؤتمر أصدقاء الشعب السوري غدًا، لاسيما وأن المغرب يتولّى حاليًا رئاسة مجلس الأمن الدولي إلى جانب تزايد الآمال بأن تسفر الاجتماعات عن تشكيل حكومة مؤقتة، وكسب المزيد من الاعترافات الدولية بالهيكل الجديد للمعارضة الذي أعلن عنه في الدوحة الشهر الماضي، وما تلاه من اجتماعات في القاهرة تتعلق بالترتيبات الخاصة بقوات الجيش الحر. يمكن القول في ظل هذه المستجدات إن مؤتمر أصدقاء سوريا في اجتماعاته في مراكش غدًا يختلف عن الاجتماعات الثلاثة السابقة نظرًا للمستجدات المهمّة التي طرأت على الحالة السورية منذ المؤتمر الثالث. وإذا كان المجتمع الدولي تأخّر كثيرًا في بذل المساعي الجادة والعاجلة لإنقاذ الشعب السوري والعمل على وضع حد لمعاناته، فإن تسارع وتيرة المساعي التي تبذل حاليًّا من قبل العديد من الأطراف الدولية الفاعلة تدعو إلى التفاؤل بأن تكلل تلك الجهود في القريب العاجل بوضع نهاية لهذه المأساة، وتقديم المزيد من الدعم الإنساني للشعب السوري، ووضع خريطة طريق لسوريا ما بعد الأسد تضع في أولوياتها إصلاح الدمار الشامل الذي خلفته حرب الطاغية ضد شعبه على مدى عامين تقريبًا خلفت الدمار والخراب، والعمل على دعم هذا البلد المنكوب اقتصاديًّا وسياسيًّا حتى يقف وينهض مجددًا لاستئناف دوره الطليعي والحضاري في محيطه الإقليمي والدولي. مؤتمر مراكش في ضوء ما سبق يشكل محطة هامة لحشد الجهود العربية والدولية لدعم الشعب السوري، وإقرار خطوات عملية محددة لمساندته في تحقيق تطلعاته، وآماله الوطنية ومساعدته على تجاوز تحديات المرحلة الانتقالية الراهنة، وتحقيق أهدافه وتطلعاته نحو الحرية والكرامة، والعيش الكريم.