طرح وزير الخارجية، الأمير سعود الفيصل، أمس رؤية المملكة تجاه تصاعد الأزمة السورية بقوله إن التدهور في سوريا يجعل عملية الانتقال السياسي فيها أكثر حتمية للحفاظ على أرضها وشعبها، معتبراً وحدة المعارضة السورية أهم ما حدث خلال الفترة الماضية. ويمكن أن نستنتج من تصريحات «الفيصل» أن المملكة تعوّل على المعارضة السورية، التي توحدت مؤخراً تحت مظلة «الائتلاف الوطني»، لتلعب دوراً رئيساً في عملية الانتقال السياسي التي تحدث وزير الخارجية أمس عن حتميتها. وترى المملكة أن المعارضة السورية ستلعب دوراً بارزاً على صعيدين، الأول حماية سوريا من الفوضى في مرحلة ما بعد بشار الأسد، والبعد عن الانتقام، وإرساء المساواة بين أطياف الشعب السوري، وهي مسألة تحتاج معاونة من الأممالمتحدة بحيث تشارك في تنظيمها. أما الصعيد الثاني فيتعلق بالبناء، إذ تنتظر المعارضة مهمة ثقيلة في هذا الصدد، فالدمار في سوريا يفوق الوصف، والبنية التحتية تم تدميرها بواسطة الآلة العسكرية للنظام، ما يجعل إعادة الإعمار أحد أبرز العناوين التي ينبغي أن تعد لها المعارضة من الآن. ولعل اهتمام المملكة بالأزمة السورية سياسياً وإنسانياً هو ما سيدفعها إلى المشاركة في مؤتمر أصدقاء سوريا المقرر عقده في مراكش المغربية الأسبوع المقبل؛ حرصاً منها على المساهمة في دفع الجهود الدولية في هذا الاتجاه. وبالعودة إلى الشق السياسي نجد أن الرياض تنظر بعين القلق إلى وقوف موسكو، التي سبق أن دعمت القضايا العربية، إلى جوار الأسد ورفضها دعم المبادرات الإقليمية والدولية الداعية إلى حل في سوريا، وتعتقد الرياض أن تغيراً في موقف روسيا سيساعد على صنع التغيير في سوريا، أما إصرارها على سياستها الحالية فيعني أن شيئاً لن يتغير. وتحذر المملكة أيضاً من تحول مجلس الأمن الدولي من ركيزة للحلول إلى مصب للنزاعات بين الدول الكبرى وعائق أمام إنهاء الأزمة.