ال الرئيس الامريكي باراك اوباما الجمعة انه يريد استخدام "كل الادوات المتوافرة" لوقف "قتل" المدنيين في سوريا، معبّرًا عن دعمه لمؤتمر اصدقاء سوريا في تونس. وقال اوباما في مؤتمر صحافي في البيت الابيض ان "الوحدة الدولية" التي تجلّت في الاجتماع "شجّعته". وشارك وزراء خارجية حوالى ستين دولة في المؤتمر الذي يهدف الى تعزيز الضغط على نظام الرئيس السوري بشار الاسد بسبب قمعه الحركة الاحتجاجية في بلده. وصرّح الرئيس الامريكي للصحافيين: "سنواصل الضغط ونبحث عن كل الأدوات المتوافرة لمنع قتل الابرياء في سوريا"، مؤكدًا ضرورة "ألا نبقى متفرّجين في هذه الاحداث الاستثنائية". وخلال مؤتمر تونس، حذرت وزيرة الخارجية الامريكية من ان الاسد يمكن ان يدفع "ثمنًا باهظًا" لتجاهله رغبة الاسرة الدولية بعد سنة من قمع دموي لمعارضيه. وقالت كلينتون ان "نظام الاسد تجاهل كل تحذير وفوّت كل فرصة وخرق كل اتفاق". واضافت ان "النظام يخلق كارثة إنسانية رهيبة بمواجهته المحتجين المصمّمين على المطالبة بحقوقهم وبكرامتهم". واعلنت الوزيرة الامريكية عن مساعدة تبلغ عشرة ملايين دولار للجهود الإنسانية في سوريا. وقالت ان "تصعيد العنف في سوريا من قبل نظام الاسد يشكّل تحدّيًا للاسرة الدولية وتهديدًا للامن الاقليمي وانتهاكًا خطيرًا لحقوق الانسان العالمية". واكد اوباما ان "كل واحد منا رأى الصور المروّعة الآتية من سوريا ومؤخرًا من حمص، ويعتبر انه من الضروري حتمًا ان يتحد المجتمع الدولي ويوجّه رسالة واضحة الى الرئيس السوري بشار الأسد". واضاف الرئيس الامريكي بعد لقاء مع رئيسة الحكومة الدنماركية هيلي ثورنينغ شميت ان على الاسد ان يدرك ان "ساعة نقل السلطة حانت.. حان الوقت لرحيل النظام وحان الوقت لوقف قتل السوريين بيد حكومتهم". وكان مؤتمر «اصدقاء سوريا» دعا الى وقف كافة اعمال العنف "فورًا" وفرض المزيد من العقوبات على النظام السوري. وقال البيان الختامي للمؤتمر ان "مجموعة الاصدقاء اكدت على الحاجة الماسة لوقف كافة اعمال العنف فورًا". واضاف ان المشاركين في المؤتمر التزموا "باتخاذ الخطوات المناسبة لفرض القيود والعقوبات على النظام السوري واعوانه". وتابع البيان ان المؤتمر يريد ان تكون العقوبات "رسالة واضحة" الى النظام السوري "بأنه لا يمكن له مستقبلًا الاستمرار في الاعتداء على مواطنيه دونما عقاب". وتشمل الاجراءات العقابية التي يريدها المؤتمر "حظر السفر على اعضاء النظام وتجميد ارصدتهم بالخارج ووقف شراء النفط والاستثمارات في سوريا والمعاملات المالية معها وخفض مستوى العلاقات الدبلوماسية". من جهة أخرى دعا ثلاثة من كبار اعضاء مجلس الشيوخ الامريكي الجمعة "البلدان المسؤولة" الى مساعدة المعارضة السورية عبر تزويدها بالاسلحة للدفاع عن نفسها. وقال السناتوران الجمهوريان جون ماكين وليندسي غراهام ونظيرهما المستقل جو ليبرمان في بيان ان القيام "بأعمال ملموسة" ضروري وملحّ "للتأكد من انه تتوافر للسوريين الوسائل لحماية انفسهم من مهاجميهم". واضافوا في بيان نشر خلال انعقاد مؤتمر تونس ان هذه المساعدة يجب ان تتضمّن "الحصول على الاسلحة والمعلومات ووسائل الاتصال والتمويل والمعدات الطبية". وطالب هؤلاء الاعضاء ايضًا باستخدام طائرات من دون طيار لمراقبة تحرّكات قوات النظام السوري وابلاغ المعارضة بها. وقال البيان ان طائرات من دون طيار تستخدم حاليًا "لمراقبة المواقع التي تحتوي على اسلحة دمار شامل"، معتبرين انه "امر جيد لكن من الضروري ايضًا تجهيزها لتقديم معلومات عن الهجمات التي تشنّها قوات الاسد على المدنيين". وكانت كلينتون قد صرّحت في تونس بأنه ينبغي ان يسعى المجتمع الدولي الى تغيير موقف الصين وروسيا المعارض لأي اجراء يرمي الى وقف القمع الذي يمارسه النظام السوري. وقالت للصحافيين بعد مؤتمر «اصدقاء سوريا": ينبغي ان يدركوا انهم يقفون ليس في وجه تطلعات الشعب السوري فحسب، وانما الربيع العربي برمته.