اعترف العالم بفلسطين دولة ذات حق في الحياة، وصوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح قبول فلسطين دولة مراقبة غير عضو بأغلبية 135 صوتاً مقابل تسعة أصوات مع امتناع إحدى وأربعين دولة عن التصويت، وبالتأمل في نتائج التصويت نستخرج عدداً من الملاحظات، أولاها أنه باستثناء الولاياتالمتحدةوكندا لم يصوت مع اسرائيل برفض القرار سوى دولة أوروبية واحدة هي التشيك وبضع دويلات في المحيط الباسيفيكي وبنما، وفي هذا مؤشر على ما وصلت إليه إسرائيل بفضل صلفها وغرورها وعدوانها من عزلة دولية، ولقد كان موقف كندا بالذات مثيراً للاشمئزاز، فهي لم تكتف بمجرد الاعتراض وإنما أوفدت وزير خارجيتها ليلقي خطاباً عنترياً ختمه بتهديد صريح بأن بلاده سوف تنظر في اتخاذ إجراءات مضادة إذا ما قررت الجمعية العامة قبول فلسطين، وهي وقاحة تستحق الرد عليها من الدول العربية والإسلامية بل ومن الأممالمتحدة ذاتها. من بين دول الاتحاد الأوروبي صوتت غالبية الدول لصالح فلسطين (14 دولة) في حين اعترضت التشيك وامتنعت اثنتا عشرة دولة عن التصويت، دول شمال أوروبا وغربها وجنوبها صوتت لصالح فلسطين باستثناء بريطانيا وألمانيا وهولندا، في حين صوتت جميع دول شرق أوروبا بالامتناع باستثناء التشيك التي اعترضت، ولقد كان من المتوقع أن تصوت ألمانيا وهولندا بالاعتراض فجاء امتناعهما تطوراً إيجابياً، أما بريطانيا فلقد كادت أن تصوت بالإيجاب ولكنها آثرت أن تتناغم مع قرارها بالامتناع عن التصويت على قرار التقسيم رقم 181 في عام 1947 وهي بذلك تكرر خطأها التاريخي مرة اخرى بعدم الاعتراض على قرار التقسيم المجحف وأخرى بعدم الموافقة على قرار فلسطين المنصف. كان من المؤلم أن عدداً من الدول الإسلامية قد صوتت بالامتناع ومنها الكاميرون والبوسنة والهرسك وألبانيا، وكان من المحزن أن دولاً صديقة لها مصالح واسعة في الوطن العربي قد صوتت بالامتناع ومنها استراليا وكوريا وسنجافورة، وكان من الجميل أن نرى بعض الدول المترددة وقد حسمت أمرها لصالح فلسطين ومنها اليابان وفرنسا وايطاليا ونيوزيلاندا وكان من المفرح حضور وزيري خارجية دولتين إسلاميتين كبيرتين للاجتماع والقاؤهما كلمات بليغة لصالح الشعب الفلسطيني وهما وزيرا خارجية اندونيسيا وتركيا. لقد كان التصويت لفلسطين صوتاً للتاريخ وانتصاراً للعدالة ولطمة في وجه الغطرسة الإسرائيلية. للتواصل: [email protected] فاكس : 02/6901502 [email protected]