ياليت بيني وبينك بُعد المشرقين فبئس القرين ، هكذا ادعو وهكذا اقول ، في حالي مع المدخنين والتدخين بأنواعه ( السيجارة والمعسل والشيشة والغليون ) والذي يلاحقني في كل مكان في الشارع والعمل والسوق والمطاعم والمنتزهات والمناسبات الاجتماعية العامة والخاصة فهو حال في تأزم مستمر حتى بعد قرار وزارة الداخلية بمنع التدخين في الأماكن المغلقة والأماكن المزدحمة والذي فرحنا به ولكن للأسف لم يطبق صحيحا حتى قلت يوما تعريفا عن نفسي تحت عنوان ( أعرفني أكثر ) : أنني عدو لدود للتدخين ، وخصم عنيد للمدخنين بالحق وخاصة عندما يتجاوز ضررهم حدود انفسهم الى غيرهم ، وقلت إنني أكره وأبغض واحتقر وأقاطع كل من يبيعه أو يروجه أو يقدمه ، وكذلك أستغرب وأتعجب وأندهش وألوم كل من يجالس المدخنين ويجاملهم على حساب صحته وصحة أهله . تلك عداوة مستحكمة اعترف بها , وكما جاء في المأثور عن سيدنا عمر بن الخطاب قوله « إني أرى الرجل فيعجبني ، فإذا علمت أنه لا عمل له سقط من عيني . فلعله صح لي أن أقول مع حالي هذا « إني أرى الرجل فيعجبني فإذا علمت أنه يدخن سقط من عيني « ليسمح لي الأخوة المدخنون بهذا القول فأنا والله لا أعرف سببا وجيها لتعاطي التدخين يبرره فلا غريزة ولا شهوة فطرية تدفع إليه ولكن بدايته هو العبث والهوى والتقليد وفقدان المسؤولية نحو النفس ونحو الآخرين ثم الإدمان وإلحاق الضرر بالنفس والآخرين الذي تحرمه الشريعة الاسلامية تحريما قاطعا لا خلاف فيه ، فهو إذا منتج محرم شرعا ومكروه منطقا وعقلا ومرفوض صحيا . آمل أن يعذرني المدخنون إن أثقلت عليهم بهذا القول ، فكل الذي أريد قوله أن لا عذر ولاحق ولا حقوق للمدخن البته ، فهو لا يحق له شرعا أن يضر نفسه لأن حفظ النفس أحد أهم الغايات الخمس العليا للشريعة الإسلامية بجانب الدين والمال والعقل والعرض ، ولا يحق له أيضا أن يضر غيره ، ولذلك خدعوك عندما قالوا ( إذا كان من حقك أن تدخن فمن حقي أن أستنشق هواء نقيا ) بل يجب أن نسعى جميعا لأن نستنشق هواء نقيا كما خلقه الله سبحانه وتعالى ولا يقول أحد أو يعتقد أن عوادم السيارات والمصانع أخطر من دخان السجائر فالحقيقة غير ذلك تماما كما تؤكد البحوث العلمية والأطباء ، حيث يقول : ستانتون غلانتز , وهو مدير مركز أبحاث الحد من التدخين في جامعة كاليفورنيا بولاية سان فرانسيسكو في الولاياتالمتحدةالأمريكية « إن مستوى السمية في دخان التبغ هائل إلى حد لا يمكن تصديقه عندما يقارن مع السموم الأخرى الموجودة في البيئة ( مثل الجزيئات التي تطلقها عوادم السيارات ) . م / فريد عبد الحفيظ مياجان – جدة