إذا دخلت مكاناً ووجدت فيه رائحة التدخين فإنك ستشعر بالغثيان، أو ربما صعدت في المصعد و تعجبت لماذا يبدو كما لو أن أحدا ما قد دخن سيجارة للتو رغم عدم وجود مدخن . التدخين التراكمي أو التدخين الثالث (third hand smoking) هو التلوث الذي يحدثه تدخين التبغ والذي يستمر بعد أن تطفأ السيجارة أو الشيشة . يقول جوناثان وينيكوف وهو طبيب أطفال في دانا فاربر مركز هارفرد للسرطان في بوسطن في الولاياتالمتحدةالأمريكية إن عددا كبيرا من الناس وخصوصا المدخنين ليس لديهم فكرة بأن التدخين التراكمي أو التدخين الثالث وهو خليط من السموم يبقى لمدة طويلة على السجاد والأثاث والألبسة و الأدوات الأخرى لساعات أو حتى لأيام بعد أن تنطفئ السيجارة أو الشيشة وهو خطر كبير على صحة الأطفال وحديثي الولادة . ويقول ستانتون غلانتز ، وهو مدير مركز أبحاث الحد من التدخين في جامعة كاليفورنيا بولاية سان فرانسيسكو في الولاياتالمتحدةالأمريكية " إن مستوى السمية في دخان السجائر هائل إلى حد لا يمكن تصديقه عندما يقارن مع السموم الأخرى الموجودة في البيئة ( مثل الجزيئات التي تطلقها عوادم السيارات). التدخين التراكمي يشير إلى سموم التبغ التي تزداد بالتراكم مع مرور الوقت فدخان سيجارة واحدة سوف يغطي سطح غرفة محددة ( سيجارة ثانية سوف تضيف غطاء آخر وهكذا دواليك ). وفي مجال ضيق كالسيارة مثلا فإن ترسب هذه المواد يكون كبيرا . المدخنون ربما يدخنون في غرفة أخرى أو ربما يديرون المروحة بعد أن يدخنوا ، لكنهم لا يرون الدخان الذي يدخل إلى أنوف الأطفال ، وهم يعتقدون بأنهم إذا لم يروا الدخان فهو لن يؤثر على صحة أطفالهم .المدخنون أنفسهم أيضا يتلوثون بالدخان ... المدخنون فعليا يصدرون سموما من ملابسهم و من شعرهم . وتكمن خطورة التدخين الثالث في تلوث الأماكن التي تمت فيها عملية التدخين وما تحتويه من أثاث وكذلك ملابس المدخنين بتراكم العديد من المواد السامة التي يحتويها التبغ مثل الرصاص وكذلك السيانيد الذي يستخدم في الأسلحة الكيميائية ويحول دون وصول الأوكسجين إلى الأنسجة الحية ، والناس الذين يتسممون بالسيانيد يميل لونهم إلى اللون الأزرق. أيضا هناك الزرنيخ ، وهو مادة سامة تستخدم لقتل بعض الثدييات كالجرذان . ويعتبر الأطفال هم الأكثر تأثرا من أخطار التدخين الثالث ذلك لان تنفسهم أكثر من البالغين مما يجعلهم يدخلون كميات كبيرة من هذه المواد إلى أجسامهم وخاصة الدماغ الذي يكون في مرحلة النمو عند الأطفال حيث إن الدماغ النامي حساس جدا وبشكل استثنائي للمستويات المنخفضة من السموم .كما إن العديد من الدراسات توقعت بأن التعرض لسموم التبغ هو السبب المؤدي لمتلازمة الموت المفاجئ للأطفال. إذاً لا يكفي أن يقول المدخن انه لا يؤذي من حوله لأنه لا يدخن أمامهم وهو ما يعرف بالتدخين الثاني أو السلبي أو القسري فهناك خطر جديد هو التدخين الثالث يكفي لحدوثه أن تحضن طفلك وملابسك وجسمك متراكمة عليها المواد السامة للتبغ ويكفي أن تترك السيارة أو الغرفة وقد تشبعت بالآلاف من المواد السامة الناتجة عن احتراق التبغ. * وزارة الصحة برنامج مكافحة التدخين