«الميل» عرف منذ القدم كطابع يميز المرأة الجازانية، ويمثلها لاسيما في مناسبات الأفراح، فهو من العرف والتقاليد المحببة للجميع خاصة نساء المنطقة. وبالرغم من تعدد صرعات الموضة، ومنافستها لكل قديم، ومسابقتها لآلة الزمن إلا أن نساء جازان مازلن أوفياء لهذا الزي بكل تفاصيله، ومتطلباته المتنوعة كالحلي من الذهب والفضة (الطقم مخنق سلسال الأساور الحزام القفلتين الخلخال). بالإضافة إلى التسريحة الشعبية، والتي تسمى «العضية أو الولبة أو السحلة»، واختلاف التسمية يعود إلى الأهالي الذين تحتضنهم أماكن جازان المتعددة، ولكنها تشترك في الهدف والمضمون، فالعروس تزف لعريسها في الليلة الثانية، وهي في أجمل حلة.. مرتدية ثوب الميل والمقنع المطرزة بالخيوط الذهبية، والمميزة بالرسومات الجميلة. كذلك يرتديه أهل العريس (أمه أخواته قريباته وكل من يعز عليهم من الصديقات) في ليلة العقد والتنشير أو في ليلة الزفاف أو كما يقال: «الليلة الكبيرة أو ليلة العمر»، وهن يسمين «المتسررات». وكلما زاد تمسك المرأة الجازانية به كلما ارتفع سعره، واختلفت طرق العرض، وكيفية جذب العميل من قبل أصحاب المحلات التجارية. هناك من يتحدث عن الرسمة «النقشة»، وهو يرفعها أو يشير إليها على أنها القطعة الوحيدة والفريدة من نوعها، ويتحدى أن يكون هناك نظيرها في كل السوق، وآخر يتحدث عن تمازج الألوان واندماجها وتناسقها، وثالث يقول: هذا القماش كله تطريز وهو مبرر كافٍ لغلو سعره، ثم يضيف: «التفصيل والجزمة كلها على مسؤوليتي.. والسيدة فقط تستلم كيسًا كاملا». أما الرابع، فكلامه عن تصميم الموديل؛ سواء كان سمكة أو كولوش، وبعد التحديد يكون التسعير. ومهما تنوعت طرق العرض، واختلفت الأسعار إلا أن قيمة ثوب الميل وتفصيله والجزمة واحدة، أي أن كلمة الميل وسعره يشمل الثوب وكل مشتملاته ومتعلقاته. ويصنف سعر القطعة أو الثوب الواحد على حسب نوعيتها وخامتها ولونها وحداثتها، فيبدأ ثمنها من 800 ريال إلى أن يصل 5500 ريال.