تشتهر منطقة جازان بالعديد من العادات والتقاليد المختلفة في شتى المناسبات، ومن هذه التقاليد أيام وليالي الفرح والزواج والعرس في جازان والتي لها ملامح خاصة فالفرح في منطقة جازان يستمر لمدة ثمانية ايام ابتداء من ليلة (الخدرة)، حيث يجتمع عند العريس أهله وأصدقاؤه ويقومون بتركيب (الخدرة) وهي عبارة عن أعمدة من الخشب عليها طربال أو شراع ويدق ويرقص الرحال ما يسمى (بالكاسر) وتنشد النساء: ركب خدرته سعيد الفال ركب خدرته على القماري والهدف من بناء وتشييد (الخدرة) اجتماع العريس بأهله وأصدقائه وجلوسهم فيها طوال أيام الزواج وتكون عادة ليلة (الخدرة) في يوم الثلاثاء، وذلك في أغلب الأحوال.. ويصبح عند النساء أهل العريس ما يسمى بيوم (القشرة والجلجلان)، حيث تقوم النساء بطحن البن والقشر للقهوة بواسطة المطاحن الحجرية ويقمن بتحميصه، أما (الجلجلان) فهو حبوب السمسم الصغير، حيث تقوم النساء بغسله وتحميصه ووضعه في أكياس بلاستيكية صغيرة مع الحلويات والبسكويت حيث يتم توزيعه على النساء ليلة (التنشير). ليلة الجمعة يكون عقد القران حيث يجتمع الرجال وتقام الألعاب والرقصات الشعبية المعروفة في المنطقة كرقصة (العزاوي - والزيفة)، وهذه الليالي تكون عند أهل العريس كما تقوم النساء من أهل العريس وقريباتهن وصديقاتهن بنقش الخضاب والحناء على الكفوف والأقدام ويضعن في رؤوسهن (الفل والخضار والكادي)، وهي زهور عطرية مختلفة الأشكال جميلة الرائحة تقوم بوضعه وتزيينه نساء متخصصات بطريقة منتظمة وجميلة وهو ما يعرف (بالعضية أو السحلة) ويصبح يوم الجمعة حيث يخصص لتناول الضيوف طعام الغداء عند العريس. يوم السبت يقوم أهل العريس بتنظيف وتحميص (الزعقة) أي الفصفص وتجتمع النساء لإعدادها مع دق الدفوف والأغاني والرقصات الجميلة وتجهيز الفصفص لليلة التنشير والبيان والليالي الفرح الأخرى وبعد صلاة المغرب يقوم الرجال وأصدقاء العريس بنشر وعرض ملابس العروس التي قام أهل العريس بشرائها وتجهيزها وتنشر على الحبال داخل غرفة كبيرة تسمى (المجلس) وتسمى هذه الليلة ليلة (التنشير)، حيث تحضر النساء في الليل لمشاهدة هذه الملابس والهدايا ويبدأ الدف والرقص حتى ساعات متأخرة من الليل وفي هذه الليلة: يغني النساء نشرنا ثياب العرائس مقنع ميل وكرته مشاخص «اسم العريس» محمد ثيابه منشرة والثيان عليها مجاكرة محمد ثيابه دحين أجن وطرح لها الميل من عدن نشرنا ثيابه بتمها وعد الفلوس في حب امها مراسم أهل العروسة ثم تبدأ مراسم أهل العروس وهو ما يسمى بيوم (الظفر) حيث تقوم فيه امرأتان بغسل شعر العروس وتقومان بكسر بيضة على الأرض ووضع (المحش) أي المنجل بجوار العروس وهذه طقوس وتعويذات قديمة تمارس لغرض درء العين والحسد ومن ثم تجتمع النساء لتناول طعام الغذاء وتسمى (قبلة الظفر) أو (غداء الظفر)، حيث تقوم النساء بتجهيز الظفر وتحميصه والظفر عبارة عن غطاء ونوع معين من القواقع يستخرج من البحر وينقع في الماء ويحمص ويطحن ويخلط بالعطور والطيب والهيل والقرنفل ويوضع في قوارير زجاجية خاصة، حيث تنبعث منه رائحة عطرية جميلة توضع في الشعر وبعد الغذاء يتم نقش العروس نقوشاً جميلة بالحناء في كفيها وقدميها وكذلك أهلها وصديقاتها ومن العادات التي تشتهر بها منطقة جازان نقش الحناء، حيث يتمتع غالبية فتياتها أو نسائها بالحس الفني ويجدن رسم الحناء بنقوش مختلفة ومميزة منها العريض ومنها النحيل ومنها القديم ومنها الحديث وللنقوش أسماء كثيرة مثل القبضة والهندي والحشو وعبده وآمنة ومسميات كثيرة لتثبيت قديمه وحديثه. ليلة الاثنين تكون ليلة الفرح أو (الدخلة) ترتدي العروس في هذه الليلة ثوب الميل ثم تزف وتجلس في الزينة (الكوشة) ويجتمع الأهل والصديقات وكانت الأفراح تقام في المنازل ويأتي العريس للزفة (التبراكة)، حيث يدخل العريس ويضع يده على رأس العروس ويقرأ الفاتحة وعندما يذهب العريس إلى منزله يخرج معه أهله للدق والرقص، حيث يرقصون ما يعرف بالطبقة ثم يقوم الرجال بتحميل (الحمل) وهو ملابس العروس والهدايا والذهب وبعض المواد الغذائية والأقمشة يتم تحميلها ووضعها على جمل في صندوق يعرف باسم السيسم أو السيسن وسبير الجمل في موكب فرح جميل ويذهب الرجال مع الحمل من طريق والنساء مع دق الدفوف من طريق آخر وينشد من خلال سيرهن: أبوقناع قد سروا بحمله والمصلع معاهم يرمي رحضوا له وجابوا فسحة راعي العود له متعني قد سرى هودنا بحمله والمضلع معاهم يرمي رحضوا له وجابوا فسحه راعي العود له متعني قد سرى هودنا مجمله والطرب لبلبة مدني هذا ويسير الموكب حتى منزل العروس، حيث يستقبل بالترحيب. ويقوم الرجال بانزال الهدايا ثم ترجع النساء إلى منزل العريس، حيث يقوم الأهل بتغيير ملابسهن التي كن يرتدينها ومن ثم يذهبن مرة أخرى إلى منزل العروس لاستكمال ليلة الفرح وهو ما يعرف بليلة (البيان) ويستمر الدق والرقص حتى قبيل دخول أذان الفجر. ثم يصبح الصباح وهو ما يسمى ب (العضية) وتكون في اليوم التالي لليلة الزفة أو الدخلة، حيث تقوم سيدة متخصصة بتزيين شعر العروس بالطيب والعطور وتصفه بطريقة معينة وتضع عليه الفل والكادي وتبدو في كامل زينتها.