تعجبت كثيراً من التحذير الشديد جداً الذي وجهته وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد بشأن احتمال استخدام الأسلحة الكيميائية ضد شعبه. كما تعجبت من وصفها سلوك النظام بأنه مشين وأن أعماله ضد شعبه مفجعة، والأغرب من ذلك كله تأكيدها بعدم رغبتها الحديث عن إجراءات محددة قد تتخذ في حال بروز إثباتات ذات مصداقية على استخدام الأسد أسلحة كيميائية ضد شعبه مكتفية بالقول: إنه سيتم التحرك بالتأكيد في حال حدوث هذا الأمر. إنها حلقة من سلسلة المهازل التي يمر بها الشعب السوري المنكوب اليوم، فمنذ اندلاع الثورة السورية المباركة ونحن لا نسمع من كل الجهود الدولية إلا التصريحات الصحفية المملة والمبادرات الفاشلة والمؤتمرات والاجتماعات وغيرها من التحركات التي تساهم في استهلاك الوقت، والشيء الوحيد الذي يزداد يوماً بعد يوم هو أعداد القتلى والجرحى الذين يتساقطون يومياً جراء الصواريخ التي يطلقها النظام الظالم على شعبه، وهو الأمر الذي لم يحرك حتى اليوم أي قوى دولية لتوقف هذا العدوان الغاشم الذي حصد حتى الآن عشرات الآلاف من الضحايا. بالأمس عندما كان هناك اشتباه في وجود أسلحة كيماوية بالعراق أُعلن الاستنفار الكامل وتوافدت الجيوش من أقطار العالم واحتُلّ العراق وشُرّد الشعب وسُلم الوطن في نهاية المطاف لقمة سائغة لإيران التي يدعي الغرب أنها خصمه الأول في المنطقة ومع كل ذلك لم يثبت لليوم أي دليل لأي أسلحة كيميائية في العراق، واليوم يتساقط الأبرياء يومياً وتسيل الدماء ثم تأتي مثل هذه التصريحات الساذجة لتحذر تحذيراً شديداً وكأن المجرم سيرتعد أو يتعظ. إنه تصريح مضحك مبكٍ لوزيرة الخارجية التي كأنها تود أن تقول لبشار يسمح لك بأن تقتل شعبك بكل أنواع الأسلحة سواء كانت قنابل عنقودية أو صواريخ أرضية أو قصفا جويا أو غيرها من أدوات القتل والإبادة عدا الأسلحة الكيميائية فهي ممنوعة عليك وعندما تقوم بذلك سنتأكد أولاً من الإثباتات لاستخدام تلك الأسلحة في مسلسل القتل وحتى لو كانت هناك إثباتات فهي يجب أن تكون ذات مصداقية وبعد ذلك كله سيتم التحرك. أرأيتم أعجب من هذا التصريح؟! [email protected]