حذرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون نظام الرئيس السوري بشار الأسد من احتمال استخدام الأسلحة الكيميائية ضد شعبه، وردت دمشق بالتأكيد على أنها لن تستخدمها "إن وجدت" ضد الشعب تحت أي ظرف كان. ووجهت كلينتون أمس في براغ "تحذيرا شديدا" إلى نظام الأسد بهذا الشأن. وقالت في أعقاب لقاء نظيرها التشيكي كاريل شوارزنبرج "إنه خط أحمر بالنسبة للولايات المتحدة. مرة جديدة نوجه تحذيرا شديدا جدا إلى نظام الأسد بأن سلوكه مشين. أعماله ضد شعبه مفجعة". وأضافت "لن أتحدث عن أية إجراءات محددة قد نتخذها في حال بروز إثباتات ذات مصداقية على استخدام نظام الأسد أسلحة كيميائية ضد شعبه، لكن يكفي القول إننا سنتحرك بالتأكيد في حال حدوث هذا الأمر". من جانبها، أكدت سورية أمس أنها لن تستخدم الأسلحة الكيميائية "إن وجدت" ضد شعبها تحت أي ظرف كان، حسب ما قال مصدر بوزارة الخارجية السورية. وأوضح المصدر "سورية تؤكد مرارا وتكرارا بأنها لن تستخدم هذه الأسلحة إن وجدت، تحت أي ظرف كان". في غضون ذلك، قال مسؤول أميركي إن كلينتون تأمل أن يتوصل حلف شمال الأطلسي لاتفاق حول نشر صواريخ باتريوت في تركيا، خلال اجتماعه اليوم في بروكسل. وأضاف المسؤول وهو في طريقه إلى أوروبا بمرافقة كلينتون "نحن ندرس بشكل إيجابي الطلب التركي. نأمل أن يكون الأطلسي في موقف يمكنه أن يرد بشكل إيجابي. وأن تكون الدول الثلاث المشاركة المطروحة (الولاياتالمتحدة وألمانيا وهولندا) في وضع يسمح لها بالمساهمة". وكشف المسؤول أنه لا يتوقع تفاصيل نهائية هذا الأسبوع بشأن عدد الصواريخ التي سيتم نشرها وأين وإلى متى نظرا لأن دراسة المواقع مازالت جارية. وقال أيضا إنه على الأرجح سيستغرق الأمر "عدة أسابيع على الأقل" قبل أن تتم عملية النشر لأن هناك حاجة لاتخاذ القرارات على المستوى الوطني، وأن تستكمل دراسة المواقع والموافقة عليها. وشدد المسؤول على أن نشر الصواريخ لن يكون جزءا من خطوة صوب فرض حظر جوي على سورية، وهي فكرة يتوقع مناقشتها خلال اجتماع لمجموعة أصدقاء سورية في مراكش الأسبوع القادم. وقال المسؤول "نحن دائما مستعدون، والوزيرة أوضحت ذلك، للبحث عن سبل يمكن أن نساعد بها الشعب السوري. لكن منطقة الحظر الجوي ليست في جدول أعمال أية محادثات لحلف شمال الأطلسي". من جهة أخرى، قالت مصادر تركية إن أنقرة نشرت مقاتلات بامتداد حدودها مع سورية أمس بعد أن قصفت القوات الحكومية مواقع في بلدة رأس العين الحدودية، ووصلت قذائف طائشة للأراضي التركية. وأضافت المصادر أن طائرات تركية "أف 16" تم إرسالها من قاعدتها بمدينة ديار بكر في جنوب شرق البلاد بعد غارات جوية على مقر الجيش السوري الحر في رأس العين، التي يسيطر عليها الثوار قبل نحو شهر في معركة تسببت في تدفق أكبر حركة للاجئين. وذكرت المصادر أن قذائف سقطت في بلدة جيلان بينار التركية المتاخمة لرأس العين مما تسبب في حالة من الذعر.