كشفت صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله آل سعود رئيسة برنامج الأمان الأسري في نجران عن عزم البرنامج خلال المرحلة القادمة إضافة سجل جديد «الرجال المعنفون داخل الأسرة» إضافة إلى سجل «العنف ضد المرأة والطفل»، وقالت في رد على سؤال ل»المدينة» حول العنف ضد الرجل في المملكة إن البرنامج لم يسجل حتى الان أي حالة عنف ضد الرجال. وأشارت سموها خلال رعايتها فعاليات اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة بمستشفى الملك خالد بنجران أمس إلى أن عدد وفيات العنف ضد النساء تجاوز وفيات مرضى السرطان والملاريا وحوادث السيارات والحروب، وأكدت أن العنف يعطل إنتاجية المرأة، ويعرقل مساهمتها بتنمية المجتمع. وأضافت أنه بحسب البنك الدولي فإن امرأة واحدة على الأقل من بين ثلاث نساء تعرضن للضرب ولأشكال أخرى من الاعتداء والعنف في حياتها وفي بعض الأحيان يكون المعتدي احد أفراد أسرتها. وأشارت إلى أن عدد وفيات العنف ضد النساء والفتيات تجاوز وفيات مرضى السرطان والملاريا وحوادث السيارات وحتى الحروب مشيرة، الى أن أعمار المعنفات تتراوح ما بين 15 و44 سنة, مؤكدة أن العنف يعطل إنتاجية المرأة ويعرقل مساهمتها في تنمية المجتمع, مما ينتج عنه تكاليف اجتماعية واقتصادية ضخمة تخلف تداعيات سلبية عديدة على المجتمع. وبينت الأميرة عادلة أن الأطفال الذين ينشأون في أسر ينتشر فيها العنف لديهم اضطرابات سلوكية وعاطفية تؤثر على حياتهم المستقبلية، وأوضحت سموها أن الهدف من الفعالية إذكاء الوعي الاجتماعي والحد من تداعيات العنف على المرأة والأسرة والمجتمع لأن العنف ضد المرأة هو أحد أهم القضايا التي تبرز على الصعيدين العالمي والمحلي. من جهتها قالت الأخصائية نهى طارق بصراوي خلال محاضرتها نيابة عن الدكتور مها المنيف: إن العنف الأسري يشغل سنويا في المملكة أكثر من 100 ألف سرير و20 ألف زيارة لغرف الطوارئ و40 ألف زيارة للطبيب وتشكل حالات العنف ضد المرأة ما يقارب 20 في المائة من حالات الإصابة في الطوارئ وان 37% من الأزواج يفعلون ذلك ثلاث مرات, أي أن 60 في المائة من الزوجات يزرن المستشفيات بسبب العنف الأسري وهذا يؤثر على المجتمع وعلى أداء المرأة لاسيما العاملة منهن. وقالت بصراوي: إن وفيات المعنفات تحتل المرتبة الثالثة في أسباب الوفيات، إذ يبلغ عمر المعنفة 15- 44 وتشكل وفيات الذكور ما نسبته 14 في المائة والإناث 7 في المائة. وأشارت الى أن النساء من عمر 20 - 32 يشكلن أعلى معدل لضحايا العنف وان 85 في المائة من الرجال المساجين اعترفوا أنهم نشأوا في بيئة معنفة, وأكدت أن حجم مشكلة العنف ضد المرأة في المملكة من عام 2002 - 2010م سجلت أقل نسبة عنف بنسبة 21 في المائة والأعلى كانت 42 في المائة وكان أعلى عنف ضد المرأة الحامل بنسبة 21 في المائة ب 7150 حالة. وكشفت عن دراسة أجريت على مراجعات مراكز الرعاية الصحية الأولية شملت 687 عينة وبينت 26% من السيدات بينهن سيدة معنفة وان 63 في المائة منهن فيهن إصابات، فيما سجل 57 في المائة منهن أنهن يتعرضن للعنف بشكل متكرر, كما بينت دراسة في المملكة أن 71 في المائة من عينة الدراسة اتفقوا ان العنف الأسري موجود وان 49 في المائة اتفقوا أن العنف ضد المرأة يشكل ظاهرة. وبينت نهى بصراوي أن ما نسبته 20-70 في المائة من النساء لم يخبرن أحدا عن العنف الذي يتعرضن له وأنهن يصبرن على العنف 6 سنوات وهو الوقت الذي تقضية المعنفة. وافتتحت فعاليات اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة لعام 2012م بمستشفى الملك خالد بنجران بجلسة صباحية تتحدث عن مفاهيم وأسباب ونتائج العنف ضد المرأة ببناء المهارات الاجتماعية للدكتور عبده الطائفي أعقبها استعراض المرأة المعنفة والمجتمع السعودي للدكتور احمد البار واختتمت ببحث دور الطب الشرعي في العنف الأسري للدكتور علي رضا. وواصل البرنامج جلساته للفترة المسائية تحت عنوان «دور المؤسسات في التصدي للعنف ضد المرأة «حيث تحدث رئيس هيئة التحقيق والادعاء العام سعد عايض الشهراني عن الإجراءات الجزائية، موضحا ما يتعلق بالعنف ضد المراة في نظام الإجراءات من حيث جهات الضبط والتحقيق والمحاكمة وجهات العقاب، واشار الشهراني الى أن منطقة نجران سجلت 11 حالة عنف ضد المرأة جميعها اعتداء بالضرب لتشكل 5,50 في الألف مؤكدا ان 9 قضايا منها انتهت بالصلح وتنازل الزوجة عن زوجها فيما تم احالة قضيتين إلى المحكمة. كما شهدت الجلسة تحدث رئيس فريق الحماية من العنف بمديرية الشؤون الصحية بنجران تحدث فيها عن فرق الحماية بالمنشآت الصحية ودورها في هذا الجانب. وشهدت الفعاليات أيضا محاضرة للدكتور مها المنيف بعنوان «العنف ضد المرأة.. مشكلة عالمية» ألقاها نيابة عنها نهى طارق بصراوي بعدها شاهد الحضور عرضا مرئيا عن العنف ضد المرأة ثم كرمت سمو الأميرة عادلة الداعمين والمشاركين وتفضلت سموها بافتتاح المعرض المصاحب.